23 ديسمبر، 2024 7:17 ص

لا إعلام في شبكة الإعلام .!

لا إعلام في شبكة الإعلام .!

أنْ يلتقي رئيس الجمهورية السيد برهم صالح بمسؤولي او كوادر اية جهةٍ او هيئة رسميةٍ وما الى ذلك من مؤسسات الدولة , فهو أمر تقليدي ” ولربما أقل من ذلك ” , فهذه من واجبات الرئيس وخصوصاً في بداية عهده , ويندر وجود رئيس دولةٍ لا يحبّ الأضواء في اولى اطلالاته او بعدها . لكنّ أن يلتقي رئيس الدولة بشبكة الإعلام العراقي بلقاءٍ يضمّ < رئيس الشبكة واعضاء مجلس الأمناء والمديرين العامين وحتى بعض المذيعين > فلا بدّ أن يغدو للّقاء نكهةً خاصة , ليس للوسط الإعلامي فحسب , بل لعموم الجمهور والذي يتوقع التعرّف على توجّهات الرئيس المقبلة ومواقفه وسياساته ازاء الأحداث الداخلية والعربية والدولية , بالرغم من أنّ سيادة الرئيس مقصوص الجناحين من ناحية الصلاحيات الدستورية , وأجدها غير مقصوصةٍ بالمطلق او بنسبة 100 % 100 . لكن ” ايضاً ” ما فاجأني ولابد أن فاجأ غيري أنّ شبكة الإعلام لمْ تعرض التسجيل الكامل للّقاء .! واكتفت بعرض لقطاتٍ او اختصرته بالحد الأدنى من الأختزال المصوّر, وارفقته بعباراتٍ موجهة عن توجيهات الرئيس .! , ولابدّ ” كذلك ” من الإفتراض أنّ مقاطعاً او مفرداتٍ ما ذات خصوصيةٍ غير قابلةٍ للبث والعرض او النشر في هكذا لقاءات , إنّما يمكن حذفها بطريقة المونتاج المعروفة . وما يثير الإستغراب هنا ليس عدم بثّ التسجيل الكامل للقاء الرئيس بالشبكةِ فحسب , لكنما عدم اعتراض رئاسة الجمهورية على ذلك , والطلب من ادارة الشبكة ببثّ الشريط او التسجيل .! ولعلّه ايضاً حالةٌ طبيعيةٌ ضمن الفوضى السائدة في اركان الدولة واروقتها وزواياها , ولربما ايضاً أنّ الأمر يخفي من ورائه أمراً ما .! , وشخصياً لا استبعد اجراء تغييراتٍ في المواقع العليا والسفلى وما بينهما في هيكل الشبكة وعمودها الفقري , بعد استكمال تشكيلة كابينة رئاسة الوزراء واستقرار الحكومة في مقاعدها الوثيرة .!

وما يثير الدهشة بشكلٍ ساخرٍ ويتّسم بالغرابةٍ ايضاً هو أنّ رئيس شبكة الإعلام السيد مجاهد ابو الهيل عقد مؤتمراً صحفياً بعد اللقاء مع الرئاسة , وما جرى عرضه في التلفزة عن هذا المؤتمر كان قصيرا وسريعاً , وليست هذه هي الدهشة .! لكنّ العادة والتقاليد الراسخة أنّ ايّ مؤتمرٍ او لقاءٍ صحفيٍّ جمعي فأنما يجري مع ممثلي وسائل اعلامٍ مختلفة , لا أن يجري مع اعضاء ومسؤولي الشبكة ذاتها .! وإلاّ علامَ عرضه على شاشة التلفزيون !

المفارقة الأخرى أنّ لقاء رئيس الجمهورية بقادة وسادة شبكة الإعلام قد تزامن الى حدّ كبير مع انتشار خبر فضيحة شبكة الإعلام وايفاد مجموعةٍ منها الى القاهرة لحضور مونديال وهمي لا اساس له , وتدفع الشبكة تكاليفه , بالأضافة الى مخالفة عددٍ كبير من اعضاء الوفد لتعليمات وتحذيرات السفارة المصرية في بغداد من عدم السفر من دون الحصول على الموافقات الأمنية التي ترد من القاهرة , مما أدى الى احتجاز وفد الشبكة في سجن مطار القاهرة لوقتٍ محدد , ولا يمكننا هنا الجزم والربط ولا حتى أداء القَسَم بأغلظ الإيمان بأنّ مقابلة ادارة الشبكة برئيس الجمهورية لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بهذه الفضيحة المحزنة والمؤسفة بحقّ العراق , ولا بدّ للإجراءات التحقيقية أن تأخذ مجراها في ذلك , ولم نسمع بعد أيّ خبرٍ عن ذلك .!