23 ديسمبر، 2024 5:16 ص

لا أمن إلاّ بالمعرفة

لا أمن إلاّ بالمعرفة

لم أشعر بآلأمن وآلأمان منذ صرختي الأولى لهبوطي على الأرض و للآن ما زلت أصرخ في دُنْيَاً ما رحمت حتى الأنبياء والأئمة والصّدّيقين والأولياء و هم أشرف و أتقى و أنقى الناس فكيف بآلغير, و ما زلت أحثّ الخطى نحو العلى للوصول إلى الأصل الذي صار قاب قوسين أو أدنى للقاء المحبوب مجدّداً بعد الهجر!

لذلك كان قدري في هذه الدُّنيا المُـتعبة المملوءة بآلمآسي منذ الطفولة؛ هو الجّهاد و الصبر و التأمل و آلتّفكر لمعرفة النفس و سبب ذلك الهبوط ألأضطراري … و ليس سهلاً أن تعرف نفسك .. لتضمن النجاة من المخاطر و آلبقاء و الخلود ألأبدي على خط الأستقامة بسبب الأسفار و الأخطار والمُلاحقة و الأجحاف و الهجر و آلخيانة و اللاأمن حتى من المقرّبين …

و أينَ الأمن في بلادٍ تعجّ بآلظلم و الفوارق كآلعراق .. و في أرضٍ ما رحمت حتى قلب آلحُسين الظريف الذي كان يُنادي بآلرّحمة و الأنسانيّة و المحبة و يُجاهد ضد الحُكّام للعدالة و المُساواة في الحقوق و الرّواتب ولقمة العيش بين الجّميع .. لِلحدّ الذي حَزَنَ و بكى قُبَيّلَ مقتلهِ يوم عاشوراء على قاتليه ألّذين جهلوا حقيقة الدِّين بعكس مُدّعياتهم و بعد ما يأس من هداية الجيش الذي كان يُحبّ الإمام بقلبه و يُريد ذبحه في نفس الوقت؛ سالت دموعه(ع) مدراراً عليهم لِعِلْمِهِ بأنّ جميعهم سَيُدخلون النار بمقتلهِ عبر تراجيديا مؤسفة وحزينة لا ولن تتكرر حتى يوم القيامة!؟

هكذا كان العراق منذ الأزل .. منذ أن قتل قابيل هابيلاً .. ثم توالت المظالم و القتل و التسلط و الهمجية و الوحشية و القسوة و العنف و الشّك و النفاق حتى مع أنفسهم و لم يعد الدِّين عند الناس سوى غطاءٌ و موسم مُقدّس يتوزّرونه, و الأسوء من كلّ هذا عدائهم المفرط لأهل آلفكر و الفلسفة و حُبهم للسياسة والتحزب والقيل و القال أملاً بمنصب و راتب يُؤمّن لهم الشهوات!
فإنّا لله و إنّا إليه راجعون ورحم الله من قرأ الفاتحة على بلادنا ما لم يتوبوا و ينتخبوا المفكر أو الفيلسوف الكوني إن رضي!

حكمة كونيّة: [ من عرف نفسهُ أصبحَ فيلسوفاً]