تعالت أصوات السياسين وقادة أحزاب وكتل سياسية فاسدة في العراق, مدعيةً إنها تطالب بالأصلاح والقضاء على الفساد .وإنها مع مطالب الشعب العراقي المنكوب بهم.وماهذا الا دلالة واضحة على غبائهم وعدم تقييمهم للشعب العراقي وتأريخه وثقافاته ومداركه وخبرته وتجاربه.
إنتهى الأمر وتكشفت الحقائق واتضحت الصورة. فكل ما سمعه الشعب من وعودٍ ما هو الا زيف وباطل وكذب وخداع وتضليل .
عقدين من الزمن تقريباً يذهبون بالبلاد من خرابٍ الى دماءٍ وتهجير ومن بلاءٍ الى بلاء.فلنْ يثق بهم الشعب بعد اليوم.
لقد بلغت بهم الوقاحة الى قتل المتظاهرين السلميين والأعلاميين واعتقالهم وتغييبهم القسري واختطاف الناشطين المدنيين وذرف دموع التماسيح عليهم.
لقد عُرِفَ شعبُنا بصبره وطول نفسه. لكنْ بعد أن بلغَ السيل الزبى. فلم يعد في القوس منزع. فليس بمقدوره ترك من تلاعب بمصيره وجَوَّعه وظلمه وسرقه وأساءَ له أن يستمر بظلمه وجوره وازدرائه .فلا بدَّ أن يترك هؤلاء الفاسدون الفاشلون الساحة السياسية والحكم طوعاً أو كراهيةً الى الأبد دون عودة.
لقد حذرناهم مراراً وتكراراً من مغبَةِ التغاضي عن المطالب الشعبية, بكشف الفاسدين واحالتهم للقضاء العادل, بداية بكشف جريمة سقوط الموصل والمسؤولين عنه, وتعديل قانون الأنتخابات ومجالس المحافظات ,وتعديل الدستور وجعله واضحاً لا لبس فيه ولا يقبل التأويل, وبما يكفل الحرية والكرامة فعلاً لا قولاً .كما طالبنا بإنشاء مراكز دراسات وبحوث لأعداد برامج وخطط للنهوض الواقع الصحي المُزري والتعليمي والأقتصادي المتهالك والخدمي المتردي وهيكلة الدولة وإعادة بنائها ومعالجة التضخم الوظيفي وتقليص الروتين والعمل بالحوكمة الألكترونية. ولكن دون جدوى. لأن من بيدهم القرار صمٌّ بكمٌ عميٌ لا يفقهون. لا رغبة لهم بهذا ولا نيةً صادقة ولا ايمان. فلم يعملوا للأصلاح الفعلي. ولم يسعوا اليه. فتركوا الأمور بيد الجهلة وأصحاب الشهادات المزورة وسراق المال العام.فلم يكن مبتغاهم الا السيطرة على الدولة, واستنزاف أموالها لصالحهم وصالح الأحزاب المتحكمة بالقرار وأزلامها والمنافقين والمتزلفين.
بسببهم سقطت الموصل ومحافظات أخرى وسُلِّمَ سلاحٌ لداعش بمليارات الدولارات دون قتال .وهُجِّرَ الملايين من دورهم وخربت مدنٌ وهُدمت صروحٌ تأريخية وأُبيد الآلاف وغُيبوا سراً وقسراً.
همْ من سعى لتفشي الفساد. وهم من خرَّبَ العراق, وأذل شعبه بتبعيتهم وذيليتهم لجهات أجنبية اشترت ضمائرهم.وهم من فرطَ بحقوق العراق بأرضه ومياهه وأجوائه وأمواله .وهم من سهلَ هروب الأرهابيين من السجون. وهم من دمر الصناعة الوطنية والزراعة. وأفعالهم الشائنة تشهد عليهم.
فكيف لنا أن نَثقَ بفاسدٍ ونأمل منه أن يُصْلِحَ. وهو منْ خرب ومن أفشى الفساد وساهم في الأرهاب, ودخول داعش للعراق .فالفاسدون لا يهمهم أمر الشعب وما وصل اليه من سوء حال وتردٍ في كل نواحي الحياة؟
نصيحتي للأحبة المتظاهرين أن يكونَ يوم 25 أكتوبر هو آخر فرصة يمنحونها لهؤلاء السياسيين ولكل من شارك بالعملية السياسية الفاشلة لتلبية مطالب الشعب.فلا تسمحوا لهم بركوب موجة الأنتفاضة وسرقة جهودكم, ومن ثَمَّ حَرْف الأنتفاضة عن مسارها الوطني السلمي.
فلا بدَّ من التركيز على المطالب المهمة جداً.
لا تسمحوا لهم بالذهاب دون أن يُشَرِّعَ مجلس النواب قانوناً جديداً للأنتخابات. يكون الترشيح فردياً وليس بقوائم, والعراق دائرة انتخابية واحدة لتنتهي حالة المحاصصة والطائفية والمناطقية والعشائرية, وتقليص عدد النواب وتعديل نظامه الداخلي. ومن ثَمَّ يُكلِّف هذا المجلس حكومة طوارئ من الأكاديميين الوطنيين المستقلين المشهود لهم بالنزاهة وعفة اليد, لتدير البلاد لفترة محددة ولها حقُ التشريع.ثمَّ يَحلُّ مجلس النواب نفسه وتُجرى انتخابات مجلس نواب جديدة بقانون جديد ومفوضية انتخاباتٍ جديدة مستقلة فعلاً لا قولاً.
حذاري حذاري من وقوع البلاد في فراغٍ دستوري. فهذا هدفُ من يريد تدمير العراق حيث سينزلق للفوضى الأمنية والأجتماعية وانهيار للدولة.
ومن بعد 25 أكتوبر إنْ أصرت هذه الزمر الفاسدة باستمرارها بالهيمنة على السلطة ,فما عليكم الا اللجوء لحقكم الدستوري والقانوني بإعلان العصيان المدني السلمي .ولا تُعطوا فرصةً لمن يريد التخريب والتعدي على القوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة أوالأساءة للأنتفاضة السلمية الوطنية .فكونوا يداً واحدة واحرصوا على سلمية الأعتصام وليكن إعتصاماً حضارياً يليق بكم وبعراقكم العظيم .ومن الله التوفيق.