18 ديسمبر، 2024 8:09 م

لا أستطيع التنفس

لا أستطيع التنفس

جورج فلويد, رجل أمريكي حاول تصريف ورقة فئة عشرين دولار مزورة, جاءت الشرطة وإعتقلته, وأثناء الاعتقال وضع رجل الشرطة ركبته على رقبة فلويد, الذي بدأ يستغيث بقوله لا أستطيع التنفس, وبعد تسع دقائق توفى, ليشعل بوفاته الجحيم في أمريكا, نهب وحرق وصدام مع الشرطة, حتى وصل التهديد الى البيت الأبيض, مما إضطر الرئيس الأمريكي أن يرفع الإنجيل, محاولة منه لتخفيف التشنج الحاصل في الشارع الامريكي.

تسع دقائق, قلبت الموازين في أقوى دولة في العالم, ولا ندري إلى أية مدى ستصل إرهاصات هذه القضية, بنفس الوقت ولمدة سبع عشر سنة, كان هناك شعب تجاوز تعداده الثلاثون مليون نسمة، ينادي قادته لا أستطيع التنفس, وهم لا يهتمون له, نادى ولا زال ينادي, بصوته المبحوح, الجوع أذاب الشحم واللحم ووصل الى العظم, الحرمان أخذ مني كل مأخذ, البطالة متفشية, الأغلبية أصبحت تحت خط الفقر, والمستقبل مظلم.

سبع سنوات, كانت محنة يوسف وبعدها جاء الفرج, ونحن دخلنا مرحلة اليأس من الفرج, إنتشر تعاطي المخدرات, وبمباركة متنفذين في الدولة, عصابات تسيطر على الشارع وأمام أنظار القوات الأمنية, يحرمونا من حقوقنا, ويستقتلون على مكاسبهم, لا يهم ليحدث ما يحدث المهم كم سأحصل من خلال الفساد المالي والاداري الذي إستشرى في البلد, والحل جاهز إذا ما ضربت البلاد أزمة , تخفيض رواتب الموظفين.

أربع سنوات يدرس الطالب في الجامعة, بعدها يتخرج ليزيد عدد العاطلين, ويبقى عاطل حتى وإن أكمل الدراسات العليا, وإن إحتج, ضربوه بخراطيم المياه الساخنة, ولا يهم إن كان هذا المحتج طالبة, ولا يهم إن أسقطت المياه حجابها, لا يشعرون بمدى ألم الأب عندما يطلب منه ولده الصغير شراء شيئا من الحلوى وهو لا يملك ثمنها, ويزداد الألم أمام عجز الأب وتضيق السبل, فينتحر شاب وإثنين وثلاثة, لتصبح ظاهرة الإنتحار أمرا عاديا.

أربع سنوات, هو عمر الدورة الإنتخابية, نعود من جديد لتجديد العهد والعقد والبيعة, متناسين ما حصل في الأربع سنوات الماضية, ننسى كل المثالب ونرفعهم من جديد, ليزدادوا شبعا وتخمة , ونزداد جوعا وحرمانا, ونعود لنصرخ ونحن نستجدي نسمة الهواء, لا نستطيع التنفس.