17 أبريل، 2024 7:13 ص
Search
Close this search box.

لا أحد ينام في سرير جلجامش

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا تهمني حرائق غابات كاليفورنيا الموسمية
ولا فياضانات نهر المسيسيبي
أومخلفات الأعاصير بألقاب أنثوية
ليست لي قدرة على اسكات هدير الدبابات
ولا نعيق الجرافات لانقاذ زيتونة أو شيخ هرم
سيان عندي ان مشيت فوق الجمر أم فوق الماء
فأنا لا أرى غير أكوام القمامة
كأنها كائنات متشردة في مغارات الزمن
هكذا أمتطي صهوة حواسي الطائشة
وأعيد ترتيب قوانين الجاذبية
وأتفادى السقوط في بئر جافة
أسرج نعالي البلاستيكية
في الصحاري المشتعلة
فلم أعد أثق بخلود أرواث الحيوانات
ولا نبتة الخلود الرابضة في قاع المحيطات
فلم أرى أحدا ينام في سرير جلجامش
لا أنكيدو ولا عشتار
لا شهرزاد ولا شهريار
عبثا أحاول الجلوس مع النرجسيين
وألعن صانعي المرايا
وابصق على شفيف الماء البائت
فليس في حقائبي ما أزفه الى المغرورين
لا أزعم أني طرقت كل الابواب السرمدية
ولا انوي تاسيس امبراطوريتي على انقاض مدينة سومرية
ألست أنا الذي رجحت أن الأرض
قد خرجت من ضلع البحر؟
وأن الكلاب التي لا تنبح في الليل
تنام مرتاحة البال
لتحافظ على مخالبها الناعمة
أما الطيور الأسيرة
التي لقنت نافخ المزمار آخر تغريدة
فما تزال تتدرب على الطيران
والقفز على دجلة والفرات
أكتب مرثية الى وردة
مغروسة في قلب مهجور
لعلي أحظى بفك حزام سروال
حورية في بحر لا يتسع الا لاثنين
وتنفيذا لرهان خاسر
أحرقت كل أوراقي
فكان من نصيبي
منفضة وأعقاب سجاير
وخرق حيض في بيت خلاء…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب