17 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

لا أحد يريد اصلاحاً ؟

لا أحد يريد اصلاحاً ؟

هناك مثل شعبي عراقي دارج يقول ((تعرفها وتحرفها)) وهي كناية عن الشخص الذي يدرك حقيقة شيء ما لكنه يحاول ان يلف ويدور ليظهر وكأنه جاهل بمعرفة هذا الشيء ,,ولعلّ هذا المثل الدارج يشابه الى حدٍ كبير الاية القرانية القائلة (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) , أغلب القادة الشيعة اليوم يدركون ان كل هذه المطاليب التي صدعوا رؤوس الناس بها هي في الواقع لا تحقق اصلاحا ينشده هذا الشعب المغلوب على أمره بفضل جهله وبساطته واستعباده من قبل هذه الرموز الدينية والسياسية , الحل المطروح اليوم والذي ينادي به التيار الصدري والتيار المدني واخرون والمتمثل في حكومة تكنوقراط هو في الواقع ليس حلا لمشكلة بحجم المشكلة العراقية التي تحتاج الى شعب تكنوقراط وليس حكومة تكنوقراط ! المشكلة هي في ثقافة الشعب و جذر النظام القائم على المحاصصة والفئوية والحزبية , الحل الامثل هو في النظام الرئاسي وليس البرلماني , فاذا كان هناك شعب غير متحزّب ولديه وعي وارادة فأنه بلاشك سوف ينتخب نظام رئاسي قوي يقضي على كل هذه الولايات الحزبية الاقطاعية التي تنهش وبلا رحمة مخصصات واموال الوزارات والمحافظات وتذهب بها بطريقة وأخرى لصالح انعاش وانماء احزابها المتعطشة للسرقة والنهب من أجل فرض سيطرتها وهيمنتها ومد أذرعها لكل ما تنوشه من خير هذا البلد وتستأثر به لنفسها , طوال هذه السنوات نرى هذه الاحزاب تتجذر وبعمق وتكبر وتنمو ويتعذّر استئصالها لانها تمددّت في كيان الكثير من افراد هذا الشعب الجائع والمسكين , النظام الرئاسي قادر على تجفيف منابع الاحزاب في حال فوز رئيس عراقي غير متحزب ولا منتمي لكتلة او تيار او حزب وهو وأن كان أمر يصعب تحقيقه لكنه الحل الوحيد والامثل , لان هذا الرئيس هو من يختار وزرائه ويتحمل مسؤولية اعمالهم وبالتالي يكون الوزير مسؤول امام رئس الدولة وليس امام رئيس الكتلة كما هو حاصل الان , لكن لا أحد يريد النظام الرئاسي لان الاحزاب والكتل السياسية تعلم جيدا حجمها بالشارع العراقي وبالتالي لا يمكن ان يكون الرئيس منها لذلك تحاول ان تخلق حالة من الرفض لهذا الطرح وتخيف الناس بعودة الدكتاتورية وان النظام الرئاسي قد يكون شبيه بنظام صدام ويصادر الحريات والحقوق ويوقع الناس في الحروب والازمات علما ان الكثير من المخاف التي تثيرها هذه الاحزاب هي في الواقع تحققت في ظل النظام البرلماني ايضا ! ان هذا التخويف هو كلمة باطل يراد بها باطل ! فهذه الاحزاب كما أسلفنا تدرك جيدا انها في ظل النظام الرئاسي لا تحصل على غنائم ومكاسب كما في النظام المحاصصي المقيت كما انها تدرك ايضا ان النظام الرئاسي لو حصل في العراق فأنه لايمكن أن يكون كنظام صدام لان نظام صدام كان حالة خاصة أفرزتها ظروف معينة لكنها تحاول ان تتغافل عن هذه الحقيقة وتروّج لصورة مغايرة تخيف الشعب من خلال اللعب على وتر الذكريات المريرة التي ذاقها الشعب العراقي من نظام البعث الشمولي, لذا فأن أي محاولة للاصلاح سوف لا تحقق الا مزيدا من الضياع والدمار والفرقة اذا لم يتم تحديد المشكلة وتقييمها ودراستها دراسة عميقة مبنية على رؤية ثاقبة لخصائص هذا الشعب ومكوناته واختيار النظام الذي يناسبه ويخلصه من المحاصصة والطائفية وهو بلا شك النظام الرئاسي, والكف عن هذه الصراعات التي تتسابق لكسب الجمهور من خلال التلويح بمطالب تبدو وكأنها هي الحل لكنها مشكلة من نوع اخر أو تغيير لقواعد اللعبة والتأثير لا غير ! .

[email protected]

هناك مثل شعبي عراقي دارج يقول ((تعرفها وتحرفها)) وهي كناية عن الشخص الذي يدرك حقيقة شيء ما لكنه يحاول ان يلف ويدور ليظهر وكأنه جاهل بمعرفة هذا الشيء ,,ولعلّ هذا المثل الدارج يشابه الى حدٍ كبير الاية القرانية القائلة (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) , أغلب القادة الشيعة اليوم يدركون ان كل هذه المطاليب التي صدعوا رؤوس الناس بها هي في الواقع لا تحقق اصلاحا ينشده هذا الشعب المغلوب على أمره بفضل جهله وبساطته واستعباده من قبل هذه الرموز الدينية والسياسية , الحل المطروح اليوم والذي ينادي به التيار الصدري والتيار المدني واخرون والمتمثل في حكومة تكنوقراط هو في الواقع ليس حلا لمشكلة بحجم المشكلة العراقية التي تحتاج الى شعب تكنوقراط وليس حكومة تكنوقراط ! المشكلة هي في ثقافة الشعب و جذر النظام القائم على المحاصصة والفئوية والحزبية , الحل الامثل هو في النظام الرئاسي وليس البرلماني , فاذا كان هناك شعب غير متحزّب ولديه وعي وارادة فأنه بلاشك سوف ينتخب نظام رئاسي قوي يقضي على كل هذه الولايات الحزبية الاقطاعية التي تنهش وبلا رحمة مخصصات واموال الوزارات والمحافظات وتذهب بها بطريقة وأخرى لصالح انعاش وانماء احزابها المتعطشة للسرقة والنهب من أجل فرض سيطرتها وهيمنتها ومد أذرعها لكل ما تنوشه من خير هذا البلد وتستأثر به لنفسها , طوال هذه السنوات نرى هذه الاحزاب تتجذر وبعمق وتكبر وتنمو ويتعذّر استئصالها لانها تمددّت في كيان الكثير من افراد هذا الشعب الجائع والمسكين , النظام الرئاسي قادر على تجفيف منابع الاحزاب في حال فوز رئيس عراقي غير متحزب ولا منتمي لكتلة او تيار او حزب وهو وأن كان أمر يصعب تحقيقه لكنه الحل الوحيد والامثل , لان هذا الرئيس هو من يختار وزرائه ويتحمل مسؤولية اعمالهم وبالتالي يكون الوزير مسؤول امام رئس الدولة وليس امام رئيس الكتلة كما هو حاصل الان , لكن لا أحد يريد النظام الرئاسي لان الاحزاب والكتل السياسية تعلم جيدا حجمها بالشارع العراقي وبالتالي لا يمكن ان يكون الرئيس منها لذلك تحاول ان تخلق حالة من الرفض لهذا الطرح وتخيف الناس بعودة الدكتاتورية وان النظام الرئاسي قد يكون شبيه بنظام صدام ويصادر الحريات والحقوق ويوقع الناس في الحروب والازمات علما ان الكثير من المخاف التي تثيرها هذه الاحزاب هي في الواقع تحققت في ظل النظام البرلماني ايضا ! ان هذا التخويف هو كلمة باطل يراد بها باطل ! فهذه الاحزاب كما أسلفنا تدرك جيدا انها في ظل النظام الرئاسي لا تحصل على غنائم ومكاسب كما في النظام المحاصصي المقيت كما انها تدرك ايضا ان النظام الرئاسي لو حصل في العراق فأنه لايمكن أن يكون كنظام صدام لان نظام صدام كان حالة خاصة أفرزتها ظروف معينة لكنها تحاول ان تتغافل عن هذه الحقيقة وتروّج لصورة مغايرة تخيف الشعب من خلال اللعب على وتر الذكريات المريرة التي ذاقها الشعب العراقي من نظام البعث الشمولي, لذا فأن أي محاولة للاصلاح سوف لا تحقق الا مزيدا من الضياع والدمار والفرقة اذا لم يتم تحديد المشكلة وتقييمها ودراستها دراسة عميقة مبنية على رؤية ثاقبة لخصائص هذا الشعب ومكوناته واختيار النظام الذي يناسبه ويخلصه من المحاصصة والطائفية وهو بلا شك النظام الرئاسي, والكف عن هذه الصراعات التي تتسابق لكسب الجمهور من خلال التلويح بمطالب تبدو وكأنها هي الحل لكنها مشكلة من نوع اخر أو تغيير لقواعد اللعبة والتأثير لا غير ! .

أحدث المقالات