مهما تكن النوايا ، ومهما تكن المقاصد ، فإن الأمر سينعكس على نسبة التقدم الحضاري المطلوب لمدينة بغداد كونها العاصمة ، والامر لم يعد سياسيا أو دينيا بل وحتى لم يعد تغييرا ديموغرافيا ، أنه صار خرقا خرج عن المألوف ليدخل باب المقصود ، وقد كان حري بالقاصد أن يهيئ بنى تحتية تستوعب كل هذه الأعداد النازحة من المحافظات لتصب في بغداد ، وليبدأ الفشل المقابل القائم على إفراغ المحافظات من شبابها المنتج ، أنها عملية سواءا أكانت تلقائية أو مخططة فإنها باتت تؤرق الجميع خاصة المسؤولين الذين يشكون كل لحظة من عدم تنفيذ الخطط التنموية لكثرة العشوائيات والتي بلغت حسب وزارة التخطيط أكثر من أربعة آلاف تجمع عشوائي فقط في بغداد .
أن الاسكان أصبح اليوم علما مستقلا بذاته ، ذلك لقلة مساحات الاسكان وكثرة تزاييد البشر ، والعراق لحد هذه اللحظة يتخبط في مسألة الاسكان كتخبطه في كل مناحي الحياة ، وصار الاستثمار الاسكاني يصادر المناطق الخضراء في بغداد ، اضافة الى استيلاء المستثمر على لب مناطق بغداد التي كانت يجب أن تكون للنفع العام كمطار المثنى على سبيل المثال لا الحصر ، وصارت مشاريع الإسكان لا تستهدف الفقراء ، بل الأغنياء أو للباحثين عن سكن ثان أو ثالث ، أنه اسكان المرفهين ، أنه اسكان البطرانين .
أن السييد السوداني مطالب بأن يضع أسس الهجرة المعاكسة من بغداد الى المحافظات ، والعمل على وضع مخطط يخدم بغداد العاصمة ويعمل على إبعاد العشوائيات والمكامن البشرية الطارئة على الإنسانية والتحضر ، وان يكون هذا الفعل في قادم الايام والحليم تكفيه إشارة الإبهام …..
