هناك ليس إتفاق في دول المنطقة وانما حتى إجماع کامل على مشبوهية دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و رفض تدخلاته فيها، وهذا مايتم لمسه على الدوام من خلال المٶتمرات و الاجتماعات و اللقاءات المختلفة التي يتم عقدها و التي کان آخرها مٶتمر القمة العربية في موريتانيا و الذي طالب في بيانه الختامي برفض التدخلات الإيرانية في المنطقة ودعت إلى لتطوير آلية مكافحة الإرهاب.
إرتفاع الاصوات و تزايد المطالب الرسمية في بلدان المنطقة و على الصعيدين العربي و الاسلامي برفض و إدانة التدخلات الايرانية و الدعوة الى إنهائها، مع القناعة بأهميتها و دورها الايجابي في لفت الانظار و رفع الوعي لدى الشارعين العربي و الاسلامي بشأن خطورة هذا الدور، لکن ذلك لايکفي لوحده مالم يتم تفعيله على أرض الواقع و جعله أمرا ملموسا و مٶثرا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إستغل و يستغل الظروف و الاوضاع القلقة و غير المستقرة في المنطقة و يتدخل فيها تحت ذرائع و حجج مختلفة، و نجاحه في تشکيل أحزاب و ميليشيات و منظمات عميلة تابعة له تقوم بتنفيذ مخططاته الموجهة أساسا ضد شعوب و دول المنطقة، لايمکن الاکتفاء ببيانات الرفض و الشجب و الادانة ضده وانما يجب أن يتم تطوير ذلك و دفعه خطوات فاعلة للأمام.
إستغلال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للورقة الطائفية و سعيه لتمزيق شعوب المنطقة من خلالها حتى يتسنى له السيطرة عليها و فرض إملاءاته، لابد من أن يتم مواجهته بنمط و اسلوب ليس يردعه فقط وانما يشله أيضا، وإن الحضور العربي في تجمع9 تموز2016، للمقاومة الايرانية في باريس عموما و الحضور النوعي للسعودية و مصر، قد أثار الرعب و الهلع في طهران، وعلى الدول العربية أن تنتبه الى هذه النقطة و تدرك مدى أهمية قضية دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير وأن تسعى لإيلاء أهمية خاصة به.
عندما يتم إشفاع بيانات رفض التدخلات الايرانية في المنطقة بالاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و فتح مکاتب لها في دول المنطقة و دعمه و مساندته، فإن ذلك ما سيدفع بالنظام ليس الى الخوف فقط وانما للترنح أيضا، ذلك إنه سيدرك بأن بلدان المنطقة قد فتحت أبوابها على مصاريعها دعما لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و التغيير، وبطبيعة الحال فإن هذا التطور النوعي سوف يترك لامحالة تأثيرا نوعيا على الواقع الايراني، فهل سنرى توجها عربيا بهذا السياق؟