مد التطرف الديني و الارهاب الذي يوجه دول المنطقة بشکل خاص و العالم بشکل عام، قد بدأ بعد فترة من سيطرة رجال الدين المتشددين في إيران على مقاليد الامور في إيران بعد أن تمکنوا من مصادرة الثورة و حرفها عن مسارها الانساني التحرري و فرض القيم و الافکار الدينية المتطرفة على الشعب الايراني.
هذا النظام قد شرع بتصدير التطرف الديني و الذي يسميه کذبا و دجلا بتصدير الثورة الى دول المنطقة بعد أن أحکم قبضته على الشعب الايراني بالممارسات القمعية و التعسفية و مصادرة الحريات و الحقوق المختلفة، وإن الافکار و الرٶى الدينية المتطرفة نوعا ما والتي کانت موجودة في نطاق ضيق و ليس بإمکانها تجاوزه و تخطيه، جاء هذا النظام ليکون سندا له و يساعده ليس على تخطي و تجاوز نطاقه الضيق وانما حتى في صيرورته خطرا يهدد الامن الاجتماعي ليس في العراق فقط وانما في المنطقة أيضا.
تمکن هذا النظام من إختراق العديد من دول المنطقة و على رأسها العراق بأفکاره و مبادئه الدينية المتطرفة ذات البعد الطائفي و التي أسست و تٶسس للحقد و الکراهية و سفك الدماء، قد منحه نوعا من الوقاية و الحصانة و جعله في أمان نوعا ما، ذلك إنه وفي الوقت يقوم فيه بنشر نفوذه في بلدان المنطقة و يهدد أمنها الاجتماعي بمنتهى الصلافة، فإن هذه البلدان لم تقم لحد الان بالرد عليه بالمثل و العمل من أجل تحديد و تحجيم دوره وصولا الى إنهائه و القضاء عليه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي قام بتأسيس أحزاب و جماعات و ميليشيات تابعة له و مٶتمرة بأمره حيث تقوم بتنفيذ المهام الموکلة إليها من جانب هذا النظام و التي في خطها العام تتعارض و المصالح العليا لشعوب المنطقة، فإن بلدان المنطقة للأسف البالغ تقوم ولحد هذه اللحظة بتجاهل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي يمثل البديل الجاهز للنظام، هذا المجلس الذي هو في الحقيقة يمثل و يعکس آمال و طموحات الشعب الايراني و لايخضع لهيمنة و نفوذ أية دولة، أثبت عمليا و منذ ثلاثة عقود حسن نواياه تجاه شعوب و دول المنطقة عندما قام بکشف و فضح مخططات النظام الديني القائم في طهران ضدهم ولاسيما من حيث تصدير التطرف الديني و الارهاب إليهم و تحذير هذه الدول من خطورة نفوذ هذا النظام ومن إنه لايقف أبدا عند حد معين وإن ليس هنالك من خيار سوى مواجهته، رغم إن أفضل طريقة و اسلوب لمواجهته و کخطوة عملية تتجلى في الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني و فتح مکاتب له في بلدان المنطقة، وإن هذا الاجراء سوف يثبت مدى أهميته و تأثيره بعد مدة قصيرة نسبيا على الاوضاع في داخل إيران و على النظام الاستبدادي القائم ذاته، وقد کانت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، على حق و صواب عندما أکدت مٶخرا أمام الجمعية الوطنية الفرنسية وهي توجه خطابها للعالم بشأن اسلوب التعاطي و التعامل الذي يمکن استخدامه مع هذا النظام قائلة:” ألا يراهنوا على إيران الملالي لأن الملالي باتوا من الماضي. إني أدعوهم أن يراهنوا على قوى المستقبل، على إيران التي لن تكون سبب الأزمات بل تكون عامل الاستقرار في المنطقة.”.