23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

لايكفي شتيمة “الشرقية “فلتتعلم ” العراقية “الدرس

لايكفي شتيمة “الشرقية “فلتتعلم ” العراقية “الدرس

مثلت قناة الشرقية بخطابها الاعلامي المعارض الى الوضع القائم ارقا حقيقا ، لجهود الحكومة وخططها على مختلف الصعد  ، وليس خافيا ان الحكومة سعت الى ايجاد منبر يضارع “الشرقية” ويضعف خطابها او يوازيه لجهة دعم  سياسة الحكومة وتعضيد خططها ، وبينما اصبح واضحا ان جميع منابر الاعلام المتحزبة لم تعد قادرة على المطاولة في مارثون الصراع الاعلامي الذي كان نسخة  طبق الاصل للصراع السياسي بل هو بحق الوجه الاخر لهذا الصراع
،لم يكن امام الحكومة الا دعم قناة ” الدولة ” اي القناة العراقية  
التي تعد المفصل الاهم في شبكة الاعلام العراقي ،ومع انه لايمكن المقارنة بين مراحل تاسيس قناة الشرقية ومراحل تاسيس قناة العراقية ، فالعراقية كانت ضحية للصراعات والمحاصصات الحزبية ماانعكس سلبا على ادائها ، فيما مضت الشرقية نحو مسار تصاعدي وخط اداء
واضح يتعامل برؤية محددة وقناعات لم تتغير كثيرا ،كما انها ضلت خاضعة لادارة واحدة
 
 
تدرك الحكومة العراقية اهمية الاعلام وتأثيره الكبير في الرأي العام وتغير قناعات الناس 
، لهذا عملت جاهدة على توفير اسباب النهوض للقناة العراقية التي تعكس خطابها وتوجهاتها الى حد كبير ، بيد ان هذا الادراك لايكفي مالم تسلم هذه القناة الى ادارة قوية ،محصنة من تأثير الصراعات الحزبية والطائفية وهذا امر صعب المنال ، لكن بالامكان تحقيقه لو عملت العراقية ككيان مستقل يدافع عن مقومات الدولة ويؤسس لتطلعات الناس
 
لايمكنني القول ان هذه القناعة يمكن ان تولد من رحم سلطة او حكومة تريد ان تكون القناة منبرا لخطاب ضيق ، لكن الحكومة تركت مهمة ادارة الخطاب لقياداتها التي يعتقد العديد من المراقبين انها لم تكن مؤهلة تماما لصناعة اعلام مؤثر يوازي ماينفق من اموال ضخمة على هذه القناة .
كانت الشخصيات التي انيطت بها مهمة تطوير الشبكة ودفعها الى الواجهة غير موفقة ولم يسبق لها ان قدمت مايؤهلها ومايعزز الثقة بقدراتها اذ كثيرا ماخضعت الى العلاقات الشخصية والحزبية .
يمكن القول ان اختيار رئيس شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط وهوشخصية اعلامية معروفة لها تجاربها ولها حضور واضح في الوسط الاعلامي هو افضل اختيار بالمقارنة مع الشخصيات التي انيطت بها مهمة النهوض بشبكة الاعلام العراقي .
يمتلك الشبوط المؤهلات الكفيلة لنجاح مهمته ، وبالفعل شهدت الشبكة تطورا لافتا في العديد من مفاصلها لم يتردد الشبوط في اتخاذ القرارات المناسبة لاحداثه ، هذا التغيير في اداء العراقية وفي شبكة الاعلام وان كان محدودا الا ان المراقبين كانو ينظرون اليه على انه الخطوة الاولى لهذا الرجل الذي ربما يواجه مشكلات كبيرة ورثها من اسلافه وهي بلا شك موجودة وعانى منها جميع المدراء العاميين في شبكة الاعلام العراقي .
مع مرور الايام بات المراقبون لاسيما اولئك المهتمين بشبكة الاعلام وخطابها يلاحظون ان فورة الشبوط وحماسته لاجراء المزيد من الاصلاحات التي مثلت ذروتها التغطية الجيدة لمؤتمر القمة العربية ، بدأت بالهبوط ولم يعد صعبا تشخيص انحدار واضح في اداء شبكة الاعلام في كل مفاصلها ،وكأن الاستاذ الشبوط يقول هذه حدودي .
شخص المطلعون على خفايا الشبكة تمسك مديرها بأدوات غير مؤهلة كان هو نفسه يعدهم من اسباب فشل اداء الشبكة ، وسرعان ماتخلت حساباته عن العديد من القدرات المؤهلة لتكون عوامل مهمة في التطور والنجاح ، وبينما شعر المدير العام بنوع من مايوصف بالاطمئنان اندفع مقربوه ليمارسوا ادوارا تستغل وجوده في حين كان الشبوط نفسه بادر فور تسلمه لابعاد هذا النوع من المستغلين عندما تسلم مسؤولية الشبكة .
اصر الشبوط على التمسك بخيارات لمدراء الشبكة توضع امامها حشد من علامات الاستغراب ، فهؤلاء المدراء لايمتلكون مايمكن ان يؤهلهم لقيادة مفاصل الشبكة سوى بقدراتهم على اقامة علاقات شخصية .
لاشك ان الشبوط رجلا اعلاميا يعرف تماما القدرات التي يمكن ان تنفعه لاحداث التقدم والفارق ، لكن الرجل يعاني من ثغرات ايضا اخترقها الفاسدون واعادو دورة حياة شبكة الاعلام الى حالها وبات العجز والوهن يسيطر على القرارات داخل الشبكة  وعلى اداءها ايضا.
ولم يعد احدا يتطلع الى التفوق مثلا على قناة الشرقية التي تميزت باحتضان الطاقات وباخلاص ادارتها على تقديم مهمتها بطريقة لا اتردد من وصفها بانها ركلة لاولئك الذين انشغلوا بملذاتهم وامزجتهم وامور اخرى جعلتهم يتلقون نجاحات الشرقية لتؤشر لمن لديه ادنى شك بفشل ذريع لشبكة الاعلام وقدرتها على المنافسة رغم المليارات الكبيرة التي رصدت لنجاحها .
رمضان بالنسبة الى الفضائيات هو الالعاب الالمبية حيث تتوج فيه الجهود والمكسب هو عيون الجماهير التي خسرتها العراقية فيما كسبت الشرقية عيون الناس وقلوبها لتقدم درسا بليغا عنوانه الكبير الاخلاص للمهمة والمسؤولية ، لوكانت الاستقالة ثقافة عراقية لمن يفشل في مهماته لتقدم جميع المسؤلين في شبكة الاعلام العراقي باستقالاتهم كاعتذار مقبول لفشلهم الذي اضاف هالة كبرى لقصة نجاح اسمها قناة الشرقية
…..لن ينفع ان يخدع الاعلامي المتزن نفسه باستطلاع يفتقد ابسط معايير هذا العمل  ، ليقول اني حققت نسبة مشاهدة في رسالة واضحة تنم عن عجز كبير
كما لايكفي ان تشتم قناة الشرقية للدفاع عن الفشل  ينبغي  تعلم الدرس ايضا