لاالرجال رجالي ولا الزمان زماني – ألآمام جعفر بن محمد الصادق “ع”
ربما يكون هذا العنوان مفرحا للبعض من الشامتين , ولكن هؤلاء البعض لم يعد فرحهم ولا شماتتهم يعتنى بها عند العقلاء لآنه لا يوصل الى بوصلة السماء ولايلتقي مع مصلحة الوطن , وليست له مرجعية أخلاقية تلتزم بقواعد المعرفة القرأنية التي أنتقدت المؤمنين الذين لم يلتزموا بالضوابط الشرعية سلوكا ولم يتعاملوا بالمنهج ألآيماني الذي طرحته سورة المؤمنين والمتضمن ثمانية شروط هي الخشوع في الصلاة وألآعراض عن اللغو , وأيتاء الزكاة , وحفظ الفروج , ومراعاة الحدود , وفعل المباحات , وحفظ ألآمانات ووفاء العهود , والمحافظة على الصلاة , فوراثة ألآرض ووراثة جنة النعيم والفردوس لاتتم ألآبتحقق تلك الشروط ” وألآرض يرثها عبادي الصالحون ” و ” تلك الدار ألآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في ألآرض ولا فسادا ” والذين أنتسبوا الى مكاتب حزب الدعوة مابين ” 2003 – 2014 ” لم يحققوا شروط سورة المؤمنين بل فعلوا عكسها وخصوصا من دخل منهم سرادقات الحكم والسلطة وسكن مساكن الظالمين فعمل على أعادة دورة الفساد التي عانى منها العراق مابين 1968- 2003 ولكن بعدد أكبر من الفاسدين الذين توزعوا على كل ألآحزاب والكتل دون أستثناء ولكن حصة مكاتب مايسمى بحزب الدعوة ودولة القانون الرديف غير الشرعي لمكاتب حزب الدعوة الذي أصبح أمينه العام هو رئيس مجلس الوزراء , أو بألاحرى رئيس الحكومة أصبح أمينا عاما للمجموعة التي أصبحت بحكم الواقع الفاسد تتواجد في مكاتب حزب الدعوة فرشحت المالكي للآمانة العامة ليس لآنه ألآصلح بل لآنه ألآكثر سلطة وألآكثر في حصول المغانم وألآمتيازات فأصبح التقرب اليه مرام الطامعين بالجاه من أصحاب النفوس الضعيفة ممن لم يتربوا في مدرسة الدعوة ألآسلامية وكانوا غرباء عليها لكن أجتماع الفساد في نفوس المتصدين وألآتباع هو الذي رسم الصورة النهائية غير المحببة لدى الجمهور العراقي عن المنتسبين لمكاتب حزب الدعوة سواء في بغداد أو المحافظات , وهذه الصورة غير المحببة والمنكرة تلقفها الرأي العام الآقليمي والدولي المراقب لما يجري في العراق فكانت التحليلات الصحفية وللقاءات الفضائية غير المتورطة في فتنة التحريض الطائفي لاتخلو من ألماحات ناقدة لمايجري في العراق , وكنا نحن قبل أن تصل الصورة الرديئة والسيئة عن الحكم في العراق الذي أصبح محسوبا على حزب الدعوة ألآسلامية بحكم كون رئيس الحكومة هو من حزب الدعوة والسلطة التنفيذية بيد رئيس الحكومة الذي أعطاه دستور 2005 صلاحيات واسعة منها القائد العام للقوات المسلحة , في حين أن مجريات ألآمور وتفاصيل مايجري في جسم الحكومة ومفاصل الدولة لم يكن يدار بمفهوم ألآسلام القادر على أظهار وجه الحكم بمظهر عصري حضاري ينعم فيه جميع العراقيين بالحرية وألآطمئنان على المستقبل بما يجعل العراق نموذجا للحكم الصالح وللتنمية البشرية في المنطقة والعالم ,
ولكن العكس هو الذي حدث وضاعت عشر سنوات من عمر الناس والدولة وضاع معها مئات المليارات من الدولارات وهي مال الشعب العراقي الذي ظل بعضه يسكن بيوت الصفيح وبعضه يفترش العراء وبعضه يستعطي على مفترقات الطرق ولم يتوقف المسلسل المدمر عند ذلك وأنما ظهر للعراقيين بعد فوات ألآوان وخراب البصرة كما يقال أن لايوجد جيش حقيقي ولاتوجد شرطة حقيقية ولا أمن ولا أستخبارات وكل ماكان يراه العراقيون من الذين أرتدوا ملابس الجيش والشرطة هم أفراد يتقاضون رواتبا من المال العام ولايقدمون خدمة للوطن من حيث ألآمن والسيادة , والصورة المقززة التي ظهرت في 10|6|2014 يتحملها قطعا مايسمى بالقائد العام للقوات المسلحة ومعه من كان وزيرا للدفاع ولو بالوكالة ومن يسمى بالوكيل ألآقدم لوزارة الداخلية الذي أخذه الغرور لآن يلقب نفسه بالقائم بأعمال وزارة الداخلية المدعو عدنان ألآسدي المحسوب على حزب الدعوة ظلما مثلما حسب أبراهيم الجعفري حتى بعد أنشقاقه وتشكيل مايسمى بتيار ألآصلاح الوطني فلا تيارا حقق ولا وطنية أصاب ولا وفاءا لآخوانه حفظ , علي ألآديب الذي جعل من وزارة التعليم العالي عبارة عن زيارات يفرش فيها البساط ألآحمر وتعربد فيه حماياته بوجه ألآساتذة وحليم الزهيري الذي أصبح عرابا للمقاولات مثلما تحول المدعو كاطع الركابي الى سمسار لشركة فاطمة التي أكلت أموال ألف عائلة عراقية في أمريكا, وعلي العلاق الذي نسي مدينة المسيب وراح يبحث عن شعبيات وهمية عبر قائمة دولة القانون التي قبلت لبنى رحيم ومنصور البعيجي وأسكندر وتوت وهم أبعد مايكونوا عن حزب الدعوة عندما كان محتفظا بنقائه وعصاميته , وحسن شبرالذي لايحظى بعلاقات شعبية ويطفو على لقب المؤسسين الذي لم يحقق مصداقا من مصاديقه سوى التقدم بالسن وهي ليست ميزة عند العارفين والمتقين الذين يعرفون كيف ولماذا أصبح أسامة أميرا على الجيش الذي أريد له التوجه الى تبوك وفيه كبار الصحابة سنا وصلاح عبد الرزاق صاحب الملفات المتخمة بالفسادوصاحب سمعة المتكبر في أوساط مايسمى بالمكتب السياسي الذي كان بدون سياسة , ووليد الحلي الفاشل الذي جعله فشله وكراهيته عند الناس لايفوز بأنتخابت عام 2014 وهو في قائمة دولة القانون التي فاز فيها من لاحظ له بالثقافة السياسية ولارصيد له في المناقب ألآجتماعية وحسن السنيد الذي أعطي منصب رئيس لجنة ألآمن والدفاع البرلمانية وهو غريب عليها كغربة صلاح عبد الرزاق على منصب محافظ بغداد وكغربة عبوب على أمانة العاصمة وكغربة عزت الشابنر على حزب الدعوة الذي جعله نوري المالكي مرتعا لآصحاب ألآدعاءات من فاشلي مرحلة المعارضة الذين لم يجيدوا ألآ هواية العلاقات المشبوهة والذين أصبحوا عرابين لسمسرات وصفقات الفساد المالي ومحمد عبد الجبار الشبوط الذي أصبح مديرا لشبكة ألآعلام العراقي وهو الذي يقول عن عزت الشابندر أخي ورفيق طريقي وأستاذي , وخضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي اللذين لم يمنعهما أنشقاقهم عن حزب الدعوة من لصق تصرفاتهم على حزب الدعوة نتيجة جهل الناس ونفاق وتضليل ألآعلام .
عندما نقول لايصلح العطار ماأفسد الدهر نعني مانقول نتيجة ما ظهر في الميدان من فساد لم يكن عبارة عن أخطاء سياسية , ولم يكن محصورا بأخطاء فردية , وأنما تحول الى منهج للفساد وسلوكا جامحا لايرعوي قيم ألآخلاق ولا يكترث بسمعة الدعوة وحرمة ألآسلام , حتى أصبحت مكاتب مايسمى زورا بحزب الدعوة عبارة عن بؤر للنفاق والتزلف ومحطات للكسل وألآسترخاء والتفاخر بتاريخ لايملكون مصداقيته , فمن كان في حالة سكر وشتم حزب القائد الضرورة وسجن نتيجة لذلك سويعات أو حقق معه أصبح مجاهدا من حزب الدعوة ومسؤولا لآحد المكاتب ومن تورط بسرقة أو بجرم أخلاقي وسجن أو هرب خارج العراق في التسعينات أصبح بعد 2003 عضوا في مكاتب حزب الدعوة ومفصولا سياسيا ومهاجرا ثم حصل بعضهم على مناصب كبيرة فأساء للمنصب وللدعوة وللناس
هذا النمط من السلوك الموغل في ألآسراف والعدوانية وألآبتزاز هو الذي جعل أصحابه معزولين عن الناس لولا حالة النفاق وطغيان ظاهرة الجهل وهي ظاهرة لايبنى عليها أساس لحزب أو تنظيم لآن مصيره الى ألآنهيار والزوال , ثم أن الذين لايزالون يعتقدون بأمكانية أصلاح مكاتب حزب الدعوة رغم حسن نواياهم ألآ أنهم ممن ينطبق عليهم قول من قال : عرفت شيئا وغابت عنك أشياء , وهؤلاء يخلطون مابين حال ألآسلام مع عامة المسلمين الذين لم يطبقوا ألآسلام في حياتهم , ويخلطون مابين حال حزب الدعوة ألآسلامية وحال من ينتسبون اليه وقد أصابهم مرض الفساد وسقطوا من أعين الناس , وهذا يعني أن الحزب وهو وسيلة وليس هدفا لم يعد صالحا للعمل بين الناس الذين فقد ثقتهم , والثقة هي مورد التواصل بين الناس وبدونها تتوقف حركة المبادئ ويتعسر التغيير ويصبح العمل ضربا من تضييع الوقت وخسران الجهود , والى ذلك نلفت أنتباه الحريصين على الدعوة بعد فوات ألآوان , لآننا قمنا بدق ناقوس الخطر عام 1984 عندما قررنا التوقف عن مسايرة الخطأ وأن كان على مستوى أفراد , ولم نفرط بسمعة الدعوة وكتمنا مانعرفه , ولم نسع لتكوين أنشقاقا كما فعل من جاء بعدنا بسنوات مدفوعا بما لايبرأ الذمة , وبما لايصلح أن يكون خيارا للآستقامة والبناء الذي يتحرك بالكلمة الطيبة والعمل الصالح , ولذلك رفضت كل عروض المنشقين الذين طلبوا مني أن أكون قائدا لهم فقلت لهم : أن ألآنشقاق مرض وهوى نفسي وعرض من أعراض الدنيا ليس له عندي منزلة وهو خطر على صاحبه وخيانة للمبادئ وخسران للآمة , وتوقفي عن الحزبية الخطأ لم يكن حافزا للدعاة أن يسألوني عن مبرراته تعلما , وأنما كان البعض يسأل تعنتا والتعنت مرفوض والتعلم مطلوب , وتكرر نفس الموقف عندما أوقفت علاقتي بمكاتب الحزب عام 2004 عندما رأيت ألآحتلال يقود العراق , ومن في المكاتب يتسابق على المناصب , علما أن نشاطي الحركي التبليغي مابين عام 2003 -2004 كان ثقافيا مع الجمهور وبدافع رسالي والمبادرة مني ولم تكن ممن يعمل عملا حزبيا لآغراض ثبت لاحقا عدم خلوص نواياها وعدم أستقامتها وكنت أشكل أحراجا للذين ظلوا جامدين على قوالب الحزبية المفرطة بألآنانية والمتخمة بعقلية المعارضة ذات ألآفق المحدود التي لم تتسع لآفاق العمل ألآسلامي الحركي المنفتح على ألآخر والمتفهم لخط ألآيمان العام الذي يقول أن عدد المصلين يوم القيامة مائة وعشرين صفا منهم ثمانون صفا من المسلمين وأربعون صفا من غير المسلمين .
وهذا ألآفق المحدود هو الذي أقصى كفاءات ألآمة وقدم النطيحة والمتردية فشوه الدولة وأفسد الحكم وأستعان بالعصبيات الطائفية التي واجهتنا عندما تصدينا لقيادة جبهة مرام مع بعض الوجوه الوطنية العراقية لفضح تزوير ألآنتخابات وبيان أوجه الخطأ المنهجي في العملية السياسية الذي جعل المحاصصة ذات صبغة طائفية شخصنا خطورتها ورفضنا أستمرارها وكان لقاؤنا مع سماحة المرجع السيد علي السيستاني تأكيدا على وحدة الشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان والمسلمين والمسيحيين والصابئة وألآيزيديين , وما وجدناه عند سماحة السيد السيستاني من أنفتاح ورعاية أبوية لم نجدها عن الحزبيين المتخلفين وفي أحد للقاءات قلنا لبعضهم أن سماحة السيد السيستاني أقدر منكم على ألآنفتاح وتقبل ألآراء وتفهم ظروف العراق فأعترف أحدهم بذلك وكان مبعوثا من قبل الجعفري كما صرح بذلك ولم نتأكد من صحة ألآمر لآن العلاقة بيننا وبين الجعفري مقطوعة بسبب الجفاء الذي تعامل به مع أصحابه القدامى حتى قال أحد العاملين مع الجعفري ثم تركه أن هذا الرجل بلا أصدقاء ؟
أن ماوصلت اليه مكاتب مايسمى بحزب الدعوة من مأزق وأنسداد أفق التواصل مع الجمهور لايحتاج الى عواطف على طريقة هيام الشعراء كما فعل ألآخ أبو محمد من المرصد أو كما فعل أحد الوزراء السابقين الذي كتب عن زيارته للنجف ولقائه ببعض الشخصيات العلمائية ذات التاريخ الدعوتي وكان هذا ألآخ مندهشا كيف لحزب يمتلك كل هذه الشخصيات ولايستطيع تخطي محنته , وفات هذا ألاخ ومقاله منشور في موقع كتابات أن هذه الشخصيات التي التقاها لم تقدم للدعوة عملا وخططا ومشاريعا وأكتفت بألآنزواء والتفرج على مشهد تشتت الدعوة بأستثناء من ذكر أحد الشخصيات وهو السيد عبدالله الغريفي المعروف بنشاطه الحركي في سبيل الله والذي تعرض بسببه الى النفي عن بلاده سنين طويلة وعندما عقد أمير دولتهم صلحا مع المعارضين طلب مني اللقاء من أجل وضع برنامج وكان اللقاء في لبنان وهو مقيم في الشام فأوعدته بحضوري الى مقر أقامته وفعلا ألتقينا وعندما عرضت شرح البرنامج وخطة العمل أخذ دفترا وسجل كل ما شرحته من الروضة الى الجامعة ومن المزرعة الى المصنع ومن الصحيفة الى المجلة والكتاب والبحث ومن الطفل الى الرجل والمرأة مرورا بالمستشفى والتأمين الصحي وألآجتماعي ومن السياسة وألآمن الى ألآقتصاد والمصارف والبنوك الى المواصلات وألآتصالات وثقافة التواصل , وعندما أنتهى اللقاء ودعته وشكرت له تواضعه وحرصه وجهاده ولم ألتقي به الى اليوم رغم أني أتابع مايواجهونه من تحديات تعتبر من أقسى تعنتات سلطات الحكم التي عملت على التجنيس كما عملت الصهيونية على التغيير الدموغرافي في فلسطين وكما تسعى اليه داعش التكفيرية وأن لم تنجح .
أن مشروع الدعوة الى الله لن يتوقف وهو أستراتيجية تنتظر قيام المهدي المنتظر “عج ” ووسائلها متغيرة لايجب الجمود على وسيلة دون أخرى , فعلى العاملين في سبيل الله أن يعوا هذه المعادلة وأن لايقنطوا من رحمة الله