23 ديسمبر، 2024 6:43 م

لاهوت إبليس – 5 / الملاك الساقط في المسيحية

لاهوت إبليس – 5 / الملاك الساقط في المسيحية

تقديم / كامل علي
مقدمة:
أطّلعت على سلسلة من المقالات للكاتب السوري المبدع فراس السوّاح بعنوان (لاهوت إبليس الملاك الساقط) ولكون هاجس التنوير يتملكني من عدة سنوات، حاولت اختصاره وتقديمه للقراء الافاضل ولكني اكتشفت بأنّ الإختصار سيقضي على الفائدة المرجوة من النشر لذا سأقدم سلسلة المقالات تباعا كما نشرت.
في هذه السلسلة من المقالات سنلاحظ كيف ولد إبليس في ألميثولوجيا وخاصة في ديانة مصر القديمة وكيف تطوّر مفهومه وكيف أقتبست ألأديان ألإبراهيمية (اليهودية،المسيحية، ألإسلام) مفهوم  إبليس من الميثولوجيات السابقة عليها وطورته بما يتناسب مع معتقدات الدين الجديد، كذلك سنطّلع على لاهوت ابليس في الديانة الزرداشتية والمعتقد الغنوصي.
                      
5-لاهوت إبليس- الملاك الساقط في المسيحية:
 
 
على عكس الأسفار التوراتية المنحولة التي عرضنا لبعضها في المقالات السابقة، فإن أسفار العهد الجديد لا تقدم لنا رواية متسقة ومطردة عن منشأ الشيطان وسيرة حياته، وإنما مجرد إشارات تستند إلى الأسفار التوراتية المنحولة التي سبق وأن شرعت ببناء لاهوت الملاك الساقط قبل انتشار المسيحية.
فالشيطان في العهد الجديد هو صاحب مملكة للشر تسود في هذا العالم. ويقارن إنجيل متى بين مملكة الشيطان هذه ومملكة الله التي ستبنى على أنقاضها بظهور يسوع المخلص (متّى 24:12-28).
فللشيطان سلطان على هذا العالم قد دُفع إليه من قبل الخالق مؤقتاً وهو يتصرف به كما يشاء إلى حين تحقيق ملكوت الرب. فعندما أخذ الشيطان يسوع ليجربه في البرية مدة أربعين يوماً بعد أن اعتمد على يدي يوحنا المعمدان:
“أصعده إبليس إلى جبل عالٍ وأراه ممالك المسكونة في لحظة من الزمان وقال له إبليس:
لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهنَّ، لأنه إليَّ قد دُفع وأنا أعطيه لمن أريد. فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع…” (لوقا 5،4- 8).
بسبب هذا السلطان لإبليس على العالم، فقد دعاه إنجيل يوحنا برئيس هذا العالم. ولكن رئاسته تتضعضع مع مجيء يسوع. يقول الإنجيل على لسان يسوع:
“الآن دينونة هذا العالم. الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً. وانا إن ارتفعت عن الأرض أجذب الجميع إليّ.” (يوحنا 31،12). ودعاه بولس الرسول في رسائله بإله هذا الدهر لما له من سلطان قبل ظهور المسيح:
“ولكن إن كان إنجيلنا مكتوماً، فهو مكتوم في الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة مجد إنجيل المسيح.” (2 كورنثه، 3:4-4).
يتخذ الشيطان من النفس الإنسانية والمجتمع الإنساني مجالاً رئيسياً لنشاطه. يشبهه بطرس الرسول بأسد يزأر على الدوام باحثاً عن فريسته:
“اصحوا، واسهروا، إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه، فقاوموه راسخين بالإيمان” (1 بطرس، 5: 8-9). وهو يرسل زبانيته لتسكن في أجساد الناس وتسبب لهم أعراض الصرع والجنون (متى 34:9، مرقس 17:9-27). وهو يجرب الناس ليوقعهم في الخطيئة (1 كورنثه 5:7). وهو وراء الخطيئة الأصلية (رومه 12:5 و 7:7). ومنذ أن أُخضع آدم وحواء لسلطته فقد أخضع الجنس البشري لصولته الظالمة (إفسوس، 1:2-3).
لقد حققت قيامة المسيح هزيمة إبليس بالفعل، ولكن المعركة لن تنتهي تماماً إلا عند آخر مشهد من مشاهد تاريخ الخلاص، وذلك في يوم الرب عندما يبيد المسيح في قدومه الثاني كل قوة ورئاسة وسلطان لإبليس ويسلم الملك للأب (1 كورنثه، 24:15-28).
أما عن أصل الشيطان ونشأته فإن الإشارات المقتضبة في العهد الجديد تنسج على منوال الفكر التوراتي المنحول: فالشياطين هم ملائكة ساقطون عصوا وأخطأوا، على ما نفهم من رسالة بطرس الثانية 2، 4-5:
“لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلَّمهم محروسين للقضاء…إلخ”. وفي رسالة يهوذا 6 نقرأ:
“الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم، حفظهم إلى يوم الدينونة العظيم بقيود أبدية تحت الظلام.” هؤلاء الملائكة الساقطون هم جند إبليس الذي تبعوه بعد عصيانه وصاروا ملائكة له، على ما نقرأ في إنجيل متى 25، 31-41: “… ثم يقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي لترثوا الملكوت المعد لكم… ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.
“هذه نبذة عن المعلومات التي يمكن استخلاصها من العهد الجديد عن الشيطان ومملكته ودوره ونهايته؛ وهي غير كافية من أجل إعادة بناء لاهوت واضح عن هذه الشخصية على الرغم من كل الأهمية التي أُسبغت عليه باعتباره رئيس أو إله هذا العالم. ذلك أن مؤلفي العهد الجديد كانوا في البداية يتوجهون إلى مؤمنين نشأوا في بيئة ثقافية مطلعة تمام الإطلاع على الفكر التوراتي المنحول، ولديهم فكرة عن لاهوت إبليس الذي أسس له ذلك الفكر.
ولكن انتشار المسيحية خارج بيئتها الأولى هذه قد دعا العقيدة المسيحية لأن تتقدم بلاهوت متسق ومتكامل عن الشيطان. وهذا ما فعلته ابتداءً من القديس أوغسطين، وساهم به تدريجياً عدد من كبار اللاهوتيين المسيحيين، وقاد إلى تكوين لاهوت إبليس باعتباره ملاكاً عاصياً طُرد من السماء بسبب عصيانه، وهبط إلى الأرض مع من تبعه من الملاكئة.
وعلى الرغم من انطلاق لاهوت إبليس المسيحي من الفكر التوراتي المنحول الذي استمد منه معظم عناصره، إلا أنه صاغ هذه العناصر بما يلائم العقيدة المسيحية، على ما سنراه في العرض المختصر التالي:
منذ الأزل لم يكن سوى الله، وجود مكتمل قيوم بذاته أزلي غير مخلوق، جوهره النور. وكان هذا الوجود بطريقة غامضة وسرية ثلاثة في واحد وواحدا في ثلاثة، هم الأب والابن والروح القدُس. منذ الأزل كان الابن يصدر عن الأب، والروح القدس يصدر عنهما، فهم ثالوث مجيد وإله واحد.
عندما يتأمل العقل هذه السرمدية السابقة على الخليقة يصعب عليه تكوين صورة صادقة عن الحقيقة الواحدة المثلثة، لأن الابن- الكلمة لم يكن بعد قد تجسد في يسوع، ولم يكن الروح القدس قد هبط في صورة حمامة نارية معلناً بنوة يسوع للأب، ومتابعاً حضوره الفعال في توجيه البشرية نحو الخلاص.
منذ عصور لا بداية لها كان الابن موضع حب الأب ومسرته، وكان الروح القدس بمثابة الحب الذي يغلق الدارة بينهما؛ فهم دارة حب مكتملة لم ينقصها شيء، ولم تكن بحاجة لأن يصدر عنها شيء، لأن أي خلق آخر لن يرقى إلى حالة تمامها واكتمالها وغناها عما عداها.
غير أن دارة الحب الإلهي قد فاضت حتى جاء وقت أراد الله فيه أن يخلق ما سواه، وذلك بحرية مطلقة ودون سبب ملزم؛ فكان أول ما صدر عنه، وبأمر من كلمته الخالقة، عالم من الأرواح الصرفة مصنوعة من طبيعة النار هم الملائكة، الذين توضعوا في تسع طبقات توزعت على تسعة أفلاك نورانية تحيط بمركز النور الأسمى.
وكان أقرب هذه الطبقات إلى الله طبقة الكيروبيم، وهم أرواح المعرفة، ليس لهم جسم وإنما رأس فقط عليه جناحان. يليها طبقة السيرافيم، وهم أرواح الحب، لهم جسد وستة أجنحة، يليهم حملة العرش وهم عجلات كرسي الرب، لهم أربعة أجنحة وأربعة وجوه.
هذه هي المراتب الثلاثة العليا من الملائكة. أما المراتب الثلاثة الوسطى فهي السيادات والسلاطين والقوى، وتتوسط بين المراتب الثلاثة القريبة من الرب والمراتب الثلاثة الأخيرة الموكلة بشؤون العالم، وهم الأمراء والرؤساء وجمع الملائكة.
فالأمراء هم الأبعد عن الشؤون التفصيلية وموكلون بحفظ النظام الكوني، والرؤساء هم الأقرب إلى الأرض وموكلون بتسيير أمور الإنسان وعالمه، وهم القيمون على جمع الملائكة الذين يشكلون المرتبة الدنيا.وأسفار العهد الجديد تذكر أربعة من هؤلاء الرؤساء وهم ميكائيل ورفائيل وأوريئيل وجبرائيل.
فميكائيل هو رئيس جمع الملائكة طراً المتوضعين في المرتبة الدنيا، وهو رسول قضاء الله وأحكامه، وله مهمات حاسمة في يوم الدينونة، فهو سيدخل في الصراع الأخير مع إبليس ثم يقيده ويرميه في هاوية الجحيم، وهو الذي يمسك بيده ميزان الحساب الأخير.
أما جبرائيل فهو رسول الرحمة الإلهية والبشارة الطيبة، وهو الذي حمل بشارة الحبل المقدس إلى مريم العذارء. وأما رفائيل فهو ملاك الصحة وحامل الشفاء للمرضى، وأما أوريئيل فهو نار الله ورسول النبوءات ومفسر مشيئة الله في عقول المختارين من أنبيائه وملهميه.
ولقد كرس الله لكل فرد من البشر ملاكاً حارساً من ملائكة الفئة الواسعة الدنيا مخصصة لحراسته وحمايته من قوى الشر والظلام منذ يوم مولده، وهو يمده بحكمة وحب الأب الأعلى، كما يحمل إلى السماء صلواته.
لقد جاء خلق الله هذا كاملاً وكأفضل ما يكون الكمال الذي يلي كمال الله. ثم إن الله لم يضنّ على الملائكة بإحدى خصائصه وهي خصيصة الحرية، والحرية تعني الاستقلال والتسيير الذاتي دونما جبر أو إكراه، لأنه بدون الحرية لن يكون للملائكة القدرة على الحب الذي لا يمكن منحه إلا عن رغبة وطواعية.
والحب هو جوهر وجود الله وينبغي أن يكون أيضاً جوهر وجود خلقه الكامل. على أن الحرية ليست بدون محاذير، لأن من هو حر في أن يحب حر أيضاً في أن يكره، وما إن تُمنح هذه الحرية لايمكن التحكم في كيفية استخدامها إلا بإلغائها.
ولقد عرف الله محاذير هبته للملائكة، وعرف أيضاً أن هبة الحرية سوف يُساء استخدامها من قبل البعض، ولكنه قبِل المخاطرة لأن ما كان يخطط له من خلق عظيم يجعل من مثل هذه المخاطرة أمراً مبرراً.
والآن. من بين جميع الملائكة المقربين من الطبقة العليا كان المدعو لوسيفر (أي حامل الضياء) أجملهم وأروعهم خلقاً، وكان أفضل ما يمكن لصنعة الله البديعة أن تخلقه، فظن لإعجابه بنفسه وزهوه بكماله أنه يستحيل على الله أن يخلق من هو أكمل منه وأعلى شأناً.
عندما صحا لوسيفر من العدم، بهرت أبصاره أنوار المجد فغطى وجهه بجناحيه، ثم راح مأخوذاً يحدق إلى مركز النور العظيم، يسبح بحمد الله وينشد مع بقية الملائكة المقربين مجد الله وعظمته.
وكلما حدق لوسيفر أعمق فأعمق إلى لُجة الضياء ومركز الثالوث الأقدس، صار يشارك العلي رؤى المستقبل ويتوحد بعلمه للماضي والمستقبل، فشعر بالسعادة الغامرة والروعة البالغة لمثل هذه المشاركة.
إلى أن جاء وقت عرف فيه أن الله يُعِدُّ خطة لخلق جديد، ويعد فيه مكاناً أعلى وأسمى من مكان الملائكة المقربين لكائن مختلف عنهم مصنوع من مادة كثيفة لا ترقى إلى ماهيتهم النورانية، هو الإنسان.
رأى لوسيفر ذلك بعين بصيرته، فتملكته الضغينة وملأت الأذية روحه ووجدانه، ففضل مجده الملائكي على القصد الإلهي والمشيئة العلوية، ونوى التمرد والعصيان بحرية تامة رغم علمه الأكيد بما سيجره عليه عصيانه من عواقب وبما ينتظره من لعنة أبدية.
ولكنه فضل السقوط واللعنة على فقدان عزته ومجده الملائكي، وإظهار الخضوع لكائن أقل منه نورانية وروحانية. وهكذا أدار لوسيفر وجهه عن نور الله رافضاً المشاركة في خطة الخلق القادمة ونتائجها، وأدبر ففر نحو الشفق الخافت حيث الوجود يلامس العدم، وتبعه عدد كبير جداً من الملائكة الذين وقفوا في صفه وارتأوا رأيه، فقادهم جميعاً بعيداً عن دائرة الرحمة حيث وضعوا أنفسهم في خدمة العدم بدلاً من خدمة الوجود، وراحوا يتحفزون من أجل تخريب خطة الخلق، وإفساد الإنسان الذي كرَّمه الله وفضله عليهم.
وهكذا تحول لوسيفر إلى إبليس، الملاك المظلم. وتحول ملائكته إلى شياطين، فنظَّمهم في تسع طبقات سفلية تناظر الطبقات التسع العلوية التي جاؤوا منها.وهكذا ظهر الشر على المستوى الروحاني، ولكنه مازال شراً مشلولاً عاجزاً، يتولد ويتلاشى في عالم الظلمة الخارجية، ينتظر خلق العالم المادي وسيد ذلك العالم لينقض عليه ويثأر منه.
فوق مياه الغمر العظيم، وهو المادة البدئية التي تنطوي على ممكنات الكون المقبل، كان العالم الروحاني يتماوج في اتساقه وكماله:
الثالوث المقدس في المركز وحوله تسعة أفلاك تتوضع فيها آلاف مؤلفة من الأرواح الملائكية. ثم عمد الأب بواسطة كلمته (= اللوغوس- الابن) إلى خلق العالم في ستة أيام، وكان الإنسان آخر ما خلق. فقد جبل الله آدم من تراب الأرض ثم نفخ فيه من روحه فصار آدم نفساً حية.
وبذلك تم التجسد الأول للحق في الخلق؛ أما التجسد الثاني فسيكون في يسوع المسيح الذي حملت به مريم من الروح القدس، فهو آدم الثاني.
كان آدم تجسيداً للكمال الإنساني الذي أراده الله، وهو على الرغم من جبلته المادية فقد وُلد خالداً مثل الملائكة لا يطاله الفناء، وكان مثلهم أيضاً حراً مستقل الإرادة.
ثم غرس الله في عدن، في وسط الأرض، جنة تماثل الجنة السماوية وأسكن فيها آدم، ثم خلق من ضلعه حواء امرأته. أمر الله آدم وحواء أن يأكلا من شجر الجنة إلا شجرة معرفة الخير والشر، فعاشا في انسجام تام مع الطبيعة التي كانت تمدهما بما يحتاجان إليه دون عمل، إلى أن تدخل إبليس وجاءهما على هيئة أفعوان فأغوى حواء بالأكل من الشجرة فأخذت من ثمرها فأكلت ثم أطعمت زوجها.
وبذلك حلت اللعنة على إبليس وعلى الإنسان وعلى عالم الطبيعة برمته، لأن الإنسان كان رأس هذا العالم وسيده، فأخرجه من الجنة إلى الأرض التي جُبل منها، ليعمل فيها ويشقى ثم يموت ويعود إلى التراب الذي خُلق منه.
وبسقوط الإنسان سقط معه العالم بأكمله وانفصل عن مجد الله، وأُسلم إلى يد الشيطان في انتظار قدوم المخلِّص.
إن الفترة الفاصلة بين السقوط وميلاد يسوع، هي إذن فترة ترقب وانتظار للمخلص الذي سيحرر العالم والإنسان من الظلام ومن اللعنة، وهي فترة سيادة الشيطان على العالم، فهو كما رأينا رئيس هذا العالم وإله هذا الدهر، وهو مع زبانيته رؤساء وسلاطين وولاة على هذا العالم وعلى ظلمة الدهر.
في هذه الفترة الوسيطة من التاريخ العالم مدان والإنسان مدان لأنهما شريكان في سر الشر الذي يعمله الشيطان خلال هذا الدهر. وكل مولود إنساني واقع تحت سلطان أمير الظلام ورازح تحت لعنة الخطيئة الأصلية التي جلبها آدم على ذريته.
والإنسان مدعو في كل خطوة يخطوها إلى الخطيئة، ولكن الله ترك للإنسان منفذاً من الخطيئة إن هو أصغى إلى صوت الخير الذي ينبعث من داخله. ولهذا يدعو المؤمن ربه عند كل صلاة أن ينجيه من الشيطان ولا يوقعه في الخطيئة.
“لا تُدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير.”ولكن الله كان يُضمر منذ البداية خطة لتخليص الإنسان دون الإخلال بمبدأ الحرية الذي ارتضاه للوعي المستقل عنه.
سوف يهبط الأقنوم الثاني في الثالوث ليغدو إنساناً لأمد معلوم، فيدخل في زمن الناس وفي دورة الحياة والموت، ليخلص خلقه من اللعنة القديمة، ثم يموت على الصليب في الجسد. وهكذا كان عندما افتدت الذبيحة الإلهية، وهي القربان الكامل، الإنسان فخلصته من الموت الذي جلبته خطيئة آدم، وفتحت أمامه بوابة الأبدية.