قد أبتلي الاسلام بكثير من البدع بعضها نتيجة الانقسام الطائفي الذي حدث عند ظهور الدولة الأموية وحكام بني أمية ، والآخر نتيجة الصراعات بين الحكام والسلاطين انفسهم .
ولو استعرضنا الفترة التي حكم فيها عبد الله بن الزبير الحجاز وعبد الملك بن مروان في بلاد الشام سنة ست وستين للهجرة ، لوجدنا ان اعظم بدعة ابتدعها مروان هو بناءه لقبة الصخرة نتيجة دعم وتأييد من الاقلام المأجورة والمستأكلة التي أباحت له هذا الفعل ليصبح منهج عبادة للمسلمين في تلك الفترة .
هذا الأمر طرحه وبتحليل وتعليق سماحة المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في محاضرته الخامسة عشرة ضمن سلسلة بحوث اسبوعية في العقائد والتاريخ الاسلامي يطرحها سماحته عبر قناة اليوتيوب الخاصة بمركزه الاعلامي مساء كل يوم جمعة والموسومة (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) ، حيث تطرق سماحته الى الرواية المذكورة في تفسير الطبري (الجزء الثامن عشر) عن عروة قال : “كنا قعودا عند عبد الملك حين قال كعب : إن الصخرة موضع قدم الرحمن يوم القيامة ، فقال : كذب كعب ، إنما الصخرة جبل من الجبال ، إن الله يقول ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ) فسكت عبد الملك “.
هنا ربما الرواية لم توضح من هو الذي قال “كذب كعب ” لكنه بالتاكيد ليس عبد الملك ، لذا يؤكد السيد الصرخي في محاضرته ان ” عبد الملك أتى بكعب، وكعب أتى عند عبد الملك حتى يؤمّن قضيّة الصخرة ” ، اي كي يكون كعب مؤيدا لفعل عبد الملك في بناء القبة وجعلها بمثابة كعبة اخرى للمسلمين يطوفون عليها وينحرون بها كما يفعل المسلمون في مكة.
ولعل ما ذكرة ابن كثير في البداية والنهاية في أحداث تلك السنة دليل على ابتداع عبد الملك بن مروان لزيارة قبة الصخرة نتيجة لخلافه وصراعه مع عبد الله بن الزبير الذي كان يحكم الحجاز انذاك وكي يبعد وجهة المسلمين من الكعبة الى قبة الصخرة ، لذا كان لابد لعبد الملك بن مروان من مؤيد وداعم ثقة عند المسلمين فكان كعب الاحبار اليهودي خير داعم له رغم الاعتراض الذي لاقاه من بعض الموجودين في تلك اللحظة كما تذكره رواية عروة.
وبالرغم من تسائل السيد الصرخي في محاضرته انه “لو كان كعبا شيعيا وقال بذلك ، ماذا فعل التيميون واتباع ابن تيمية ، وماذا قالوا عن الشيعة ؟” ، مؤكدا سماحته “نحن لا نقول بما يقوله غلاة الشيعة، ومرتزقة الشيعة وفسقة الشيعة، مراجع هذا الوقت أصحاب السبّ الفاحش والفسق والفجور، ما يسمّى بالشيرازية وغير الشيرازية من الشاذين جنسيًا، الذين يسبّون بالفحش والفجور ويستعملون الفحش والفسق والفجور والبذاءة للطعن بأمهات المؤمنين وبالصحابة الكرام ويدعون الناس إلى هذا.. مرجعية الشيرازية ومرجعية السيستانية ومن لف لف هؤلاء المراجع وهذه المرجعيات الفاسقة الفاجرة المنحرفة الشاذة جنسيًا ” وهي براءة من الغلو والتكفير والسب والطعن الذي يمارسه هؤلاء الغلاة المحسوبون على الشيعة ، فيتبرأ منهم السيد الصرخي أمام الأشهاد كي لا يضعه الاخرون في خانتهم ، بل هو منهج اسلامي معتدل يتبناه السيد الصرخي من اجل توحيد الامة ونبذ الغلاة والمنحرفين من كل المذاهب والملل والنحل كي يرجع الاسلام المحمدي الاصيل خاليا من البدع ومضلات الفتن .