8 سبتمبر، 2024 2:58 ص
Search
Close this search box.

لانصاف ثورة 14 تموز 1958

لانصاف ثورة 14 تموز 1958

قال تعالى ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) من سل قلم بغي وعدواني على محوذكرى ثورة تموزالخالدة في التاريخ وعيون الفقراء والمعوزين ، التي إنتشلتهم من واقع مؤلم ومرض الحاجة والذل والتسلط والاستعباد الى فضاء الحرية والعمل بكرامة كانت مهدورة .

ان مصادرة اليوم الوطني وابتلاع ما قدمته الثورة بقلب الحقائق يتحتم علينا اعادة الجوانب المضيئة لنهضة تموزومضمونها في تغير الواقع بعمل حملات توعية وصور تؤكد احقية الثورة في منهج غير حياة المواطن العراقي ، من كان صغيرا ولا يعلم ما حدث في ذلك اليوم من نقلة نوعية في حياة البسطاء ، وحتى نزيل الغشاوة عن المتملقين ومن لا ضمير وحياء لهم ، ومن ليس لهم آذان يسمعون بها أو أعين من ترى الحق وتزيغ عنه ، من انجازات عظيمة بعضها تحقق والاخر قيد الانجاز ، نذكر ما قام به نصير الفقراء ولجمت السن البعض عن ذكره في تحول البلاد من بلد يحكمه الغرباء من حاشية قوم لوط ملكي مستورد الى جمهوري بيد ابناءه.

من الضروري ان يعلم الجيل الحالي تفاصيل الخدمات الجليلة وما مغيب عن البعض ومن الحق والانصاف لثورة تموز ومفجرها معرفة ذلك

فما قامت بها ثورة تموزنوجز منها :

1- خروج بغداد من هيمنة الاسترليني ( كما يفعله الدولار اليوم )

2- قانون الاصلاح الزراعي الذي حول سيطرة الاقطاع على الارض بما رحبت الى عدالة توزيعها على البسطاء من الفلاحين الذين كانوا عبيد واصبحوا احرار.

3-الخروج من حلف بغداد

4- تحديد استيلاء شركات النفط الاجنبية على اراضي الاستخراج والانتاج والتصدير برقم80

5- تحويل صرائف يسكنها الفقراء والمسحوقين في جانبي الرصافة والكرخ التي تسمى انذاك ( العاصمة والميزرة ) ومثيلتها ( الشاكرية) الى مدن حديثة وزرعت اراضيها دون مقابل وسميت الثورة والشعلة

6- انشاء مدن عصرية بمساحة 600 م مربع زيونة بجانب الرصافة واليرموك بجانب الكرخ وزعت على ضباط الجيش العراقي العاملين في القوات المسلحة

7- قانون الاحوال الشخصية الذي حمى المرأة ومنحها حقوقها كاملة.

8- فتح طرق وانشاء جسورمتعددة ومصانع مختلفة وسدود المياه ومطار بغداد الدولي ومستشفيات كثيرة ( مدينة الطب ) وملاعب رياضية ( ملعب الشعب ) لم تمنح الفرصة لاكمالها وافتتاحها بسبب انقلاب 1963 الاسود ، الانفتاح على العالم بنهضة علمية وصحية وتعليمية وصناعية وزراعية وتطوير سلاح وكفاءة القوات المسلحة بارسال البعثات الىى الخارج.

هذا غيض من فيض ما علق بالذاكرة ويعجز احصاءه ويسطره القلم ، فما قدم الذين أتوا من بعده غير الحروب وهدر الاموال والدماء والابتزاز، والاسوء ذوقا من باع اجزاء من الوطن بدراهم معدودات..!!!

يأتيك بعض المنحرفين وحاملي الفكر السيء ويحرم على الفقراء احياء ذكرى العيد الوطني للبلد وتمادى بالغاء يوم العطلة الرسمية التي تتبناها الاوطان ونحتفل بذكرها منذ 65 سنة التي اعادت للعراقي كرامته وعزته وحكم بلده بارادته التي يفتخر بها.

العطل في بلادي من الكثرة برقم 140 يوم وعشر مناسبات وربما توازي او تتفوق على عطل دولة الهند بمختلف المسميات ، عيد الديوالي والفيل والبقرة ! فعدنا المحافظ يعطل والدولة تعطل كما الحرارة والامطار تعطل !! فلماذا حذف يوم مجيد راسخ في ذهن وعقول اغلبية الناس تغيرت فيه مجرى حياتهم .

عذرا يوم 14 تموز سأقيم لك العزاء والحزن لحدث لا يمكن تجاوزه من الوجدان ويسري في العروق ، أنه يوم لا يمكن الاستهانة به أنه كـــ المنار لا يهدم أبدا او إلغاء يوم عطلتة ونبقى نحتفل به ونعيد ذكرى يومه الحلو والجميل حين اشرقت فيه شمس الحرية ، اذ كان هدفه وجوهره الوصول بالعراق الى مستوى صحي للخلاص من الامراض ، ودعم مادي للفرار من سوء التغذية والبحث عن السكن الائق.

بئس لمن تنكر وساهم في قتل تجربة البناء والعمل ومن عميت عيناه عن عمل الثورة وزعيمها الصرح الخالد عبد الكريم الذي نصلي لروحه الطاهرة، جامع خصال الزهد والتسامح والوطنية التي غيبها من لا أب له، ومن تنكر للتاريخ من شيء لا يخلو من ما وراء الاكمة من سوء وشك وريبة في اسفاف وتسقيط لا حقيقة له وتزييف وانحراف لمرحلة مرت على البلد في تناقضات شخصية وحقد دفين من اشخاص لا يستطيعوا الوصول الى ما وصل اليه عبد الكريم قاسم واخرى حزبية أوصلتنا الى ما نحن فيه.

الحسرة والالم على رحيل رجل ببدلته العسكرية مضرجة بدماء زكية وفي جيبه 5 دنانير حاول اعلاء شان امة ، وما جرى عليه من حثالات البشر تشهد بانك تبقى شهيدا وشعلة لا تنطفيء نارها ما مر زمن تتحدث وتحكي للاجيال ما عملت وما قدمت .

 

أحدث المقالات