19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

لانريدهم أن يدخلوا من الشبّا ك … بعد ان يخرجوا من الباب

لانريدهم أن يدخلوا من الشبّا ك … بعد ان يخرجوا من الباب

لاأدري هل ان قدر العراقيين ان يكونوا ضحية حماقات البعض من السياسيين الذين يهرولون من اجل زعامة العراق ؟؟ وهذا ماشاهدناه ولمسناه طيلة الفترة الماضية وقد اشتعلت رؤوسنا شيبا . ( ان زمن الصراخ قد ولّى ، وحلّ محلّه زمن التروّي والبحث الدقيق ) كم يقول المرحوم الدكتور علي الوردي . لكننا مازلنا نسمع صراخا وزعيقا من هذا السياسي او ذلك خاصة في هذه الأيام حيث يتصاعد الحراك السياسي وتتصاعد التحالفات السياسية وتتصاعد التصريحات النارية والكل يتباكى على الوطن والكل يدّعي انه الوطني والآخرون عكس ذلك … والسؤال هنا من الذي أحرق الوطن ؟؟ ومن الذي سرق الوطن ؟؟ ومن الذي تسبب بقتل العراقيين وتدمير مدنه وبناه التحتية ؟؟ أقول ان المرحلة القادمة ستكون من أصعب المراحل التي تمر بها العملية السياسية ، لذلك نرى ان هناك صراعات مكشوفة وصراعات في الغرف المغلقة وهناك تسريبات لتدخل دول اقليمية لرسم خارطة العراق السياسية في المرحلة القادمة … صراعات من اجل الزعامات حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والمواطن وهذا مانلاحظه هذه الايام من كثرة الاحزاب السياسية والتحالفات .
ان المواطن العراقي المسكين قد تحمل الكثير من العذابات ومازال يعاني ويتحمل حماقات بعض السياسيين الذين كانوا غائبين عن الساحة طيلة الفترة السابقة خاصة بعد سيطرة تتار العصر الدواعش على جزء كبير من ارض العراق ، لكن الآن وبعد ان انتصر العراق وحرر تراب الوطن من أولئك المارقين ولقرب الانتخابات ظهروا وبدأت أصواتهم ( تلعلع ) وهم يتباكون على الوطن . والسؤال المهم هنا هل ان المعيار الوطني مجرد كلمات وشعارات ؟؟ الجواب كلا … بل هناك ثوابت اساسية في مقدمتها سيادة العراق ووحدته والعمل من اجل ازدهاره وتجاوز المرحلة السابقة بما فيها من ويلات وفساد ودمار … وعلى الشرفاء والوطنيين من السياسيين ان يقوموا بقراءة نقدية موضوعية للمرحلة الماضية ووضع الاصابع على الجراح وان يضعوا نصب اعينهم ان هناك تحديات خطيرة تحيق بالوطن وهناك من يتربص ولايريد للعراق ان يتعافى ..
نحن بحاجة الى برامج حقيقية تترجم على الارض وليس شعارات رنانة وان تكون المصلحة الوطنية فوق كل شيء والتخلي عن الاطماع الشخصية والحزبية والكتلوية ، وان يكون القانون فوق الجميع واحتضان الكفاءات والقضاء على الطائفية البغيضة والمناطقية وان يكون شعارنا الوطن للجميع .. العراق الان بأمسّ الحاجة الى مشروع وطني يعبّر عن كل العراقيين بعنى اننا بحاجة الى انطلاقة وطنية حقيقية قائمة على رؤى وطنية خالصة من أجل غد أفضل ومن أجل عراق يبنيه كل العراقيين وفي مقدمة ذلك نريد بناء وترميم منظومة القيم والأخلاق التي تصدّعت نتيجة التداعيات المأساوية التي حصلت في المرحلة السابقة … نريد ان نخرج من ( صومعة ) التنظير والخطابات الفارغة وننزل الى الميدان .. نريد دولة تحترم الأنسان وتصون كرامته .. نريد ان نضع العراق على عتبة جديدة … نريد ان نرسم أملا للخلاص من العابثين والفاسدين وان لانسمح لهم مرة اخرى ( ان يدخلوا من الشباك بعد ان يخرجوا من الباب ) ..
انه نداء طاهر صاغته أنامل الأمل بمثل ماانطوت عليه مشاعر الألم …… السلام عليكم ..