19 ديسمبر، 2024 2:04 ص

هناك بعض من الاقلام التي تهون من أمر الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و من تأثيراته السلبية على عموم الاوضاع في إيران و بشکل خاص الاوضاع الاقتصادية التي تواجه صعوبات جمة من أساسها، هذه الاقلام التي يتلاقف کتاباتها الاعلام الرسمي الايراني و يرکز عليها من أجل التقليل من عامل الضغط النفسي على الشعب خصوصا وإن التيار الغالب في الکتابات و التحليلات التي تتناول الاوضاع في إيران بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، تجد إن إيران في إنتظار مرحلة صعبة جدا من کل النواحي وآمال خروج نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منه سالما معفى، يبدو بعيد المنال.
إنسحاب معظم الشرکات الکبرى من إيران و رفض أغلب البنوك التعامل في أمور و قضايا و معاملات تخص إيران، لايمکن أن يشکل ذلك أمرا يبعث على الراحة و الطمأنينة بالنسبة لطهران، خصوصا وإن محاولات تحسين الاوضاع من جانب حکومة روحاني بحاجة ماسة لدعم مالي و إقتصادي قوي، لکن هکذا تطورات ليس لاتخدمها بل وإنها توجه لها ضربة في الصميم، علما بأن الشارع الايراني الآن يغلي غضبا على النظام و يکفي أن نشير هنا قيام المحتجين بإنزال صناديق الصدقات التابعة لمؤسسة الخميني للإغاثة من الشوارع وتحطيمها، والتبرع بمحتوياتها للفقراء، احتجاجاً على قيام النظام الإيراني بإرسال تلك التبرعات للميليشيات التابعة للحرس الثوري في دول المنطقة كسوريا ولبنان والعراق وفلسطين. وهذا مايعتبر رسالة خاصة من نوعها للنظام، خصوصا وإن هذه المٶسسة کانت لها مکانتها و إعتبارها الخاص، ولکن يبدو إن تدهور الحالة المعيشية للشعب و إتجاه النظام الى الطلب من الشعب بالمزيد من شد الاحزمة على البطون و الاستعداد لمواجهة مع”الاعداء”، وهو کلام لم يعد الشعب الايراني يستسيغه و يتقبله بعد أن عانى ماعانى من جراء السياسات المشبوهة للنظام.
ليس هناك من أي مزاح مع إيران، بل إن المسألة جدية الى أبعد حد وإن القادة و المسٶولون الايرانيون وعلى رأسهم المرشد الاعلى يعلمون ذلك جيدا و يعلمون أيضا وبإعترافهم بأن الشعب الغاضب و المعارضة الايرانية النشيطة المتجسدة في القاومة الايرانية تتربص بهم داخليا و خارجيا، بل وإن تسليط الاضواء على إنتهاکات حقوق الانسان في إيران و على مسألة الفساد و تبديد أموال الشعب الايراني، ستجعل من تأثير الاجراءات الاقتصادية المتخذة بسبب من الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي أقوى و أکثر تأثيرا خصوصا وإن کل هذا يتزامن مع التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، في باريس في 30 حزيران الجاري والذي من المتوقع أن يکون له تأثيرا کبيرا على الداخل الايراني.

أحدث المقالات

أحدث المقالات