بلاشك ان من يكتب تاريخ الامم هم مبدعوها وعباقرتها وقد يجحد ابداعهم اثناء حياتهم وقد تنصفهم الاجيال اللاحقة !
بعض المبدعين نالوا جوائز الابداع والتقدير وهم عظام في القبور ونحن العرب كنا نحن المتميزون في ذلك فغالبا ينال جائزة إبداعه أحد أحفاده اوأحد أبنائه الذي غزا الشيب مفرقه
من بين هؤلاء المبدعين الشاعر لافونتين الذي ولد في فرنسا عام 1621 والذي قال معاصروه عن كتاباته انها ساذجة وكتب خرافاته لاتصلح الا لمخاطبه الصغار!
لكن بعد ثلاثة قرون رأى النقاد عن دواوينه في الخرافات انه لايتلذذ بها آلا من تجاوز الاربعين !
استند لافونتين في خرافاته على حكايات وأساطير شرقيه وهندية وعلى كتاب كليله ودمنه فاعتمد الرمز في كتابه خرافاته قائلا انه يحارب الرذيلة بها فليس بمقدوري ان انبري لها بذراع هرقل !!
كبار النقاد يعتبرون ان لافونتين اختص بالخرافة ورمزيتها فيما اختص موليير بالملهاة …كان الرمز واضحا” في خرافاته عن الضفادع التي طلبت ملكا جديدا” …. حين دفعها الغرور بالإطاحة بملكها فاستجاب لطلبها ملك الغابه فأرسل لهم طائرا كبير ليحكمها فأهلكها بالافتراس والتقتيل !!
ومن طرائف خرافاته جنازة اللبوه حين ماتت زوجه الاسد فهرول كل من في الغابه ليوفوا الاسد بعض عبارات العزاء آلا ان الوعل الذي قتلت البوه المرحومة زوجته وابنته لم يستطيع ان يذرف دمعه احد الوشاة وما اكثرهم جاء للأسد واقسم انه شاهد الوعل يضحك … هنا غضب الاسد وأمر الذئاب بافتراسه ..عرف الوعل بما دبرله فصرخ قائلا يامولاي ملك الغابه اني حلمت بللبوه وهي بين الورود والرياحين تقول لي لاتذرفوا الدموع فروحي لاتريد ان تسمع نواحكم هنا ابتسم الاسد وهلل الجميع ونجا الوعل بذكائه !
لقد لجا لافونتين للرمز لانه كان يهاجم بها اصحاب الجاه والكنيسة
هل نلجا للرمز الان؟؟
حيث لامقص الرقيب الذي يشطب سطرا او يرفض مقاله او يؤول قصيده أو قصه ما تجاوزت الخطوط الحمراء المعروفه مثل ملامح الوجه !
ام ان نسائم الحرية والديقراطية الجديدة نشرت نقيضها حيث اجواء الخوف والاعتقال فما دمت تكتب عليك ان تراوغ خطرا تغازله يوميا فمازال مركب الخوف ينساب داخل الروح فالخشية من الاخرين اصبحت صناعه قديمه فنكتب والتأويل مخالب تنغرز في جسدك ! عذابك ان سيفك الخشبي يحارب ديناصورات انقرضت وعادت تضع طوقا من نار على الاحرف الخارجه من جحيم المحنه هل سنحارب الرذيلة بذراع هرقل !
ام نلجأ للرمز مادام في التقاطع القريب قاتل لايرحم بانتظارك . .