23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

لافتات فيسبوكية تضخم ملامح الشخصية

لافتات فيسبوكية تضخم ملامح الشخصية

من المفارقات التي برزت  في  مواقع التواصل الاجتماعي , هي  تضخم في ملامح الشخصية: كالمزاجية, النرجسية, الأنانية, الجرأة وغيرها، وكذلك الانفعالات الصادرة كـالغضب، والفرح  والحزن، وهذا التضخم مع الاستمرارية، خلق حالة من الوهم الفكري السلوكي، تشكل في عالم افتراضي،  ووجد له مساحة في العقل حتى وصل إلى مرحلة  التصديق والتسليم،  وفق قاعدة (اكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك).

فأن بقت هذه الحالة ضمن هذا العالم الافتراضي تكون سلبياتها أقل وقعاً،  لكن ما يؤسف له، هو انتقالها  إلى الحياة الواقعية بانعكاس سلبي, على سبيل المثال ( شجاع جداً افتراضيا خائف واقعياً) ، وهذا بالنتيجة يخلق خللاً في تكوين الشخصية والتي تترك أثر سلبي في المجتمع.

يبقي السؤال ماهي  الأسباب؟.

 وفق مشاهدات ِلعيّنة من هؤلاء يمكن أن أجمل بعضها:

1-         الرغبة في إنشاء قنوات تواصل مع الجنس الأخر، وهذا يأتي من خلال تضخيم بعص الصفات التي تكون محط للأنظار وجاذبة للطرف الآخر.

2-         غياب أو عدم وضوح المرآة الداخلية, التي تعكس معرفتنا الجيدة بذواتنا وقابلياتنا الحقيقية, هذا ناتج عن قصور في الثقافة.

3-         ضعف الثقة بالنفس و بأهمية الجمال الداخلي, مما ساعد على سهولة التأثر وتصديق المديح الذي في غير محله.

4-  محاولة إظهار الشخصية التي تتلائم مع طابع التجمع كأن يكون مغرور متكبر أو فارس شجاع، وهذا ما يظهر جلياً من خلال طبيعة النشر، مع الأخذ بعين الاعتبار المجاملة والإطراء في ما بينهم الذي يدفع للاستمرار.

أما انعكاسها في الواقع: عادة ما يكون هذا الشخص, الرجل, مهزوم منعزل يتحدث بطريقة غير منطقية يحاول أن يتهرب من أي مواجهة، لا يفكر بالمبادرة، لا يسعى للحصول على شيء، كون واقع الحياة فيه بعض المصاعب, وهناك بديل وهمي يمكن أن يمارس فيه رغباته بحرية دون قيد أو شرط. أما بالنسبة للنساء فهو يخلق منها شخصية مزاجية لا يقنعها شيء, مما يصعب عليها التعايش القنوع, وتفهم الواقع ومتطلباته.

كما يقتضي التنويه “إن الأصل في التسمية هي مواقع للتواصل اجتماعي, لكن البعض خلق منها عالم افتراضي يعيش فيه”