23 ديسمبر، 2024 12:23 ص

لاعلاج مع المسعورين !!

لاعلاج مع المسعورين !!

“العلاجات ” الجارية في البلاد من خانق أزماتنا تذكرني بأقدم نكتة مكتوبةوجدت مدونة على ورق البردي الـذي يعـود تاريخه الى (3200) قبل الميلاد.

كان أحد الكتبة يعمل في غرفة بمعبد (تحوت) في مصر القديمة فأزعجته الجلبةالمنبعثة من الغرفتين اللتين تحيطان بغرفته وكان يقيم في إحداهما نجار وفيالأخرى حداد ، ولما أوشك أن يجن من الضوضاء قصد النجار ودفع اليه مبلغاًمن المال لكي يغادر غرفته إلى غرفة أخرى ، ثم فعل ذلك مع الحداد ، وقبلالرجلان المال والحل معاً فلا خسارة لهما في الصفقة ، وفي اليوم التالي إنتقلالحداد إلى غرفة النجار ، وإنتقل النجار إلى غرفة الحداد..لكن المشكلة لم تنقل وبقيت مصدر إزعاج يومي !!

وأضيف ..في مسلسل تحت موس الحلاق نصح حجي راضي صديقاً له أنيعالج إبنه خارج العراق عند الدكتور نفسه الذي عالج عامله عبوسي من عادةالعض الكلبية وفشل في ذلك، لان عبوسي بقي يعض كعادته، وعندما عادالإبن من العلاج إستقبله حجي راضي مع الأب ومع أول يد إمتدت اليه للسلامإنحنى الإبن عليها وعضّها كما كان يفعل سابقاً فصاح حجي راضي نفسالعضّه ونفس الدكتور“..!

منذ خمسة عشر عاماً وهذه الطبقة السياسية المسعورة تعضّ بنا رغم كل أنواع العلاجات المحلية والخارجية ، والسبب الرئيس لكل هذا العض المتواصل والمتصاعد هو إننا نبني الآمال على “دكاتره ” هم سبب البلاء والأزمات وغير قادرين على الخروج من شرنقتها ..

يقول المسعورون بعضّنا يجب محاربة الفساد وإنه الآفة والوجه الآخر للإرهاب وإننا سنضرب بيد من حديد ..

ولكن هل يقوم بهذا الفعل نفس السرّاق ؟

ويواصل المسعورون ..المحاصصة الطائفية والسياسية والحزبية سبب بلائنا ..

ولكن من يقوم بتدمير  خلايا هذا السرطان ، المتحاصصون أنفسهم مع مكياجات لتغيير الصورة النمطية لسعارهم ؟

يبشرنا المسعورون ..بعهد جديد من البناء والاعمار  بعد مرحلة الدواعش ، ولكن أيضاً ، هل يقوم بهذا الفعل الحضاري مجموعة من الجهلاء ومن مسببي كل هذا الخراب ؟

يطالب المسعورون بفرصة لتنفيذ مطالب حركة الإحتجاجات وهم الذين ” يخدّرون ” هذه الحركة بقرارات وتوصيات لايستطيعون تنفيذها ؟

المسعورون يثرثرون كثيراً عن السيادة والإستقلال وهم يرتمون في أحضان عواصم الخارج ولايخجلون من أن يأخذوا موافقاتها قبل أن يتجرأوا  على النطق بإسم رئيس الوزراء بل وحتى المناصب السيادية فتلك العواصم لاتتخلى عن ذيولها ؟!

كل هؤلاء المسعورين أيدوا ماقالته المرجعية في الجمعة المنصرمة وهم من جعل هذه المرجعية نفسها تشكو منهم وتقول ” لقد بح صوتي ” !!

حتى المرجعية نفسها تنظر اليهم كمنقذين وتطالبهم بالاصلاح ..الخ ولكنها كمن ينفخ في قربة مثقوبة ، وهي تعلم ذلك ..أن لاخير في مرضى السعار !!

الإعتذارات والترضيات وإبدال المفردات الواحة بالاخرى لن تقود كما هو الحال إلا إلى الطرق المسدودة !!

مشاريع الحكومات على تنوعاتها الوطنية والأغلبية والأبوية والمتماسكة والشركاء كلّها إشتغال غبي ومدسوس ” ليس وحدنا المدسوسين ”  على مفردة واضحة  المعالم إسمها ” المحاصصة ” وكلّهم يعرفون ذلك !

قال أحد المقربين من أجواء إجتماعات الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الفاشلة القادمة ، إنهم ما أن إنتهوا من توزيع السياديات حتى قال أحدهم ” إنتهينا من الوزارت لننتقل الآن إلى الوكلاء ” !!

رغم كل هذه الحقائق عن طبقة سياسية فاسدة ومسعورة وجاهلة ..فإ ن مطالب البحث عن قارب نجاة منها ليس إلا إعادة لمقولة الحاج راضي لروحه السلام ..

“نفس العضّه ونفس الدكتور ” !!