هناك مثل كردي شائع يقول ما معناه : ( أن الله عز وجل يختار المناطق التى يرى انها تستحق ان يمطرفيها المطر وينزل فيها الثلج ) وهناك مثل يتداوله طيبين من الكسبة البسطاء في اسواق بغداد الشعبية لاعطاء إشارة لمن يتعاملون معهم بأنهم جديرين بالثقة عندما يبداءون التعامل بالقول : ( ألله ..شافوا بالعين لو بالعقل ؟) والمثل الاول كأنه تفسير للاية القرأنية الكريمة ( … ولكن ألله ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ) وحسب فهمي المتواضع وبما أن الله عز و جل يركز في كتابه الكريم بما معناه أن النعم يستحقها البشر عندما يكون عادلاً في حدود الارادات الوطنية ‘ وبديهي أن الرخاء و السعادة وحتى البناء المثمر ياتي في اي زمن وفي اي مكان تزدهر فيه العلاقة الانسانية على اساس العدل نتيجة التصرف الوضعي للبشر ‘ ولا نحتاج إلى فلسفة تحليلات سياسية لتأكيد أن عكس ذلك : وجود الظلم والكذب والفساد مغلف بالالوان الزاهية ‘يعني وجود الخراب صحيح تماماً ‘ عندما لايكون سير الامور على نهج العدل وأقصد العدل هنا بمعناه الانساني الشامل ولاتكون هناك إرادة مؤمنه بالحق لتشرف على الامور الانسانية العامة ببرنامج عادل ومنصف في العلاقة بين الناس دون تفرقة ‘ لاضمان هنا ليس فقط للاستقرار بل لاضمان لاللبناء ولا للتطور ..وأن الله ينزل بقدر …
كلما يشتد الظلم والمأساة بأهل هذه المنطقة ‘ كما هوالان ‘ نسمع البحث عن الحجة لنخدع بها أنفسنا ‘ وفي المقدمة اللجوء إلى : تعليق انتكاساتنا على شماعة الاخرين كأننا لم نخلق لكي يكون لنا حول ولا قوة على الارض ‘ في حين في جوانب الاخرى كنا نعتبر انفسنا ومنطقتنا ( فيما مضى !!) مصدر لاشعاع الحضارات !
من يجبنا على السؤال : هل الاخرين ‘ ومن كواكب اخرى يفرضون على شعب كشعب الجزائر المعروف بالشعب المليون شهيد من أجل الحرية ‘ ان يقودها رجل يتحرك على عجلة معوقين ؟ هل الاخرين يشجعون الرئيس السوري بدل أن يتجه للبحث العقلاني لإنقاذ بلده وشعبه من مجازر قتل ابناء شعبه وخراب ارض وطنه وبعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب الجنونية وهو الان يحظر لاجراء إنتخابات ليكون هو الفائز الاول ؟ هل الاخرين ومن كوكب اخر شجعو حكام مصر بعد سقوط ديكتاتورهم ان يركزوا على فساد الفنانين بدلاً من معالجة الفقر والعشوائيات مما فسح للعسكري يطرح نفسه على انه الاكثر إيماناً بحرية الانسان ممن يحمل كتاب الله ؟
مايحصل في هذه المنطقة من امور غير عجيبة هي إفرازات ليس فيها اي غرابة ‘ بل جداً طبيعية عندما نتأمل الاسباب ‘ والسبب الاول والاخير هو فقدان الارادة الوطنية المنطلقة من العدل الانساني .
نصدق أن مايسمى بقوى الاستكبار العالمي لا تريد ‘ ليس في هذه المنطقة فحسب ‘ بل في اي مكان لهم مصالح إستغلالية وتوسعية إرادات الوطنية الحرة وتعمل بجد وبشكل منظم لاضعاف هكذا إرادات ‘ ولكن نحن أمامنا نماذج في هذا العصر وفي الماضي أيضاً لم يقدر لسارق او مخرب دخول اي منطقة تدار بالإرادات الوطنية العادلة ‘ عندما ترى تلك القوى أنها لها وكلاء ‘ وكلاء متنوعين ‘ منهم من يروج بالتخلي عن (الوطنية ) من أجل (العالمية) ومنهم من يمنع التقدم بحجة التمسك بالدين وعدم خسارة الاصالة ! علماً ان هؤلاء يرون أن قوى الاستكبار لاتتخلى عن ابسط معاني الوطنية داخل بيوت إراداتهم …
بقول بسيط : لو تخلت اي دولة من الدول العظمى عن اي من اسس تقاليدهم الاصيلة التي بنوعليها قوتهم واستقلاليتهم ماكانوا وصلوا الى ماهم واصلين الية الان ‘ مثال بسيط : في بلاد الهند مئات المذاهب والقوميات و الاعراق ‘ لوتخلى غاندي عن إرادة الهند الحر لكان حولها الانكليز الى عشرات الكانتونات المتناحرة بدل هذه الدولة القوية الان داخل نادي القوى النووية من اوسع ابوابها ‘ وأخيراً : للساكتين عن الفساد ويدعون الايمان ( لايغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ).