23 ديسمبر، 2024 4:26 م

لاعبو رياضة الباركور يفتقرون الى الملاعب

لاعبو رياضة الباركور يفتقرون الى الملاعب

حشد من رواد متنزه الزوراء، وقفوا يشاهدون باستغراب مجموعة من الشباب يلبسون سراويل فضفاضة، ويقومون باداء حركات رياضية صعبة وخطرة، كالقفز من مرتفعات عالية والتنقل بينها والدحرجة الهوائية، وغيرها من الحركات التي اذهلت الجميع وصفقوا لها. وقد التقينا بالشباب الرياضي لمعرفة هذه اللعبة الجميلة والصعبة.

تحدث الشاب الرياضي احمد قائلا “تسمى هذه اللعبة (الباركور) وهي من الالعاب القديمة التي بدأت في فرنسا، ولكنها لم تكن معروفة في العراق الا بعد عام (2003)، بعد انتشار الانترنيت، وفريقنا يتكون من (40) لاعبا من مختلف مناطق بغداد، جمعنا حب هذه اللعبة وساحة تدريبنا هي حدائق متنزه الزوراء.

واضاف زميله ياسين “للاسف الشديد ليس هناك دعم لنا من قبل أي جهة حكومية علما ان تلك الرياضة عالمية، وقد قام مدربنا الكابتن علي اللامي بزيارة الى وزارة الرياضة والشباب لغرض تقديم الدعم للفريق وتوفير مكان خاص للتدريب، فوعدتنا الوزارة خيرا الا انها لحد هذه اللحظة لم تقدم لنا شيئا، واعتقد ان عدم الاهتمام بهذه الرياضة ودعمها لانهم يعتبرونها رياضة دخيلة وغير مجدية، مشيرا “هناك بعض من المواطنين لا تستهويهم هذه اللعبة، وعندما نتمرن في متنزه الزوراء وهو المكان الوحيد لنا، يسمعوننا كلام غير لائق لان الحركات التي نقوم بها صعبة جدا كالقفز من مرتفعات عالية، وقد حدثت لنا الكثير من الاصابات ولكنها تزيدنا اصرارا بالاستمرار بهذه الرياضة التي نعشقها”.

واكد اللاعب حسين “في فترة الانتخابات التقى بنا احد النواب ووعدنا بأن يتبنى فريقنا وهذه اللعبة ويدعمنا، لكنه تنصل عن كل ذلك بعد انتهاء الانتخابات ولم يقم بزيارتنا مرة اخرى، واضاف “لقد اقمنا دورة فرقية شاركت بها اغلب فرق المحافظات في لعبة (الباركور) وكانت كل الصرفيات من حسابنا الخاص.

واخيرا تحدث اللاعب احمد عن ملابسهم وسراويلهم الفضفاضة التي يرتدونها قائلا “ان هذا الزي جلبه المدرب كابتن علي من دولة ايران، وهو الزي المثالي للعبة (الباركور) وهو لا يعيقنا عند ممارسة اللعبة وخاصة عند القفز من مكان مرتفع او عمل الدحرجة الهوائية.

امنيات ومناشدات هؤلاء اللاعبين ان يتلقون الدعم من وزارة الشباب والرياضة، وان تسجل كلعبة رسمية ضمن رياضات اللجنة الاولمبية، وانشاء الملاعب الخاصة للتدريب والمشاركة في المسابقات العالمية.

ومن الجدير بالذكر ان لعبة الباركور من الانشطة البدنية التي يصعب تصنيفها، فلا يوضع في خانة الرياضات المتطرفة، ولكن يمكن الإشارة إليها على أنها فن كما هي الفنون القتالية. فبحسب (ديفيد بيل) واضع أسس هذا الفن، فإن روح الباركور تقودها فكرة “الهروب” حيث تتولد في هذه الحالة الحاجة إلى سرعة البديهة والمهارة للخروج من المواقف الحرجة. إحدى سمات الباركور الرئيسية هي الكفاءة أو الفعالية، والمقصود بها هنا أن (الترايسوور) وهو الاسم الذي يطلق على اللاعب لا يتحرك بسرعة فحسب، بل وأيضا يتحرك بالشكل الذي يستهلك أقل قدر ممكن من طاقته، ويوصله إلى هدفه بشكل مباشر. وتقاس أيضا كفاءة الترايسوور بقدرته على تفادي الإصابات سواء الطفيفة منها أو البالغة