19 ديسمبر، 2024 2:01 ص

لاضمان لإلتزام النظام الايراني

لاضمان لإلتزام النظام الايراني

مع مظاهر التوتر التي تطغي على الازمة القائمة بين الولايات المتحدة الامريکية وبين النظام الايراني ومع وضوح إن النظام هو الاکثر ميلا وجنوحا لإختلاق الازمات وتوسيع دائرتها، فإن الذي يلفت النظر إن هناك من لايزال يتصور بأن الرئيس الايراني روحاني وحکومته بإمکانها أن تحقق نتيجة إيجابية وتٶسس لتطور إيجابي يساهم في ضمان الامن والاستقرار في المنطقة.
في آب/أغسطس 2013، وعندما تم إختيار حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية، إستبشر أولئك البعض بقدومه في ظل مزاعمه بشأن الاصلاح والاعتدال متصورين بأنه سيحقق تغييرات في داخل النظام بحيث تکون في مستوى تلبية المطالب الدولية، لکن وبعد إنقضاء ولايته الاولى وإختياره لولاية ثانية وبعد مرور کل هذه المدة، حدث تغيير ولکن بالاتجاه المعاکس تماما، حيث تصاعدت وتيرة الاعدامات بصورة غير مسبوقة طوال الاعوام الماضية، کما إنه و طبقا لما قد أعلنت عنه تقارير المعلومات فقد إنصب إهتمام روحاني بالجوانب الامنية والعسکرية وأهمل کل الجوانب المتعلقة بتحسين أوضاع الشعب المعيشية ومايتعلق بحقوق الانسان.
المشکلة التي يواجه أولئك البعض صعوبة في فهمها وإستيعابها، تتعلق بعدم فهمهم لماهية هذا النظام وعدم وجود فهم صحيح للصراع والتنافس الدائر بين الجناحين، ذلك إن نظام ولاية الفقيه هو في نهاية المطاف مقبول لدى الجناحين ولايوجد خلاف بشأن ذلك، وإن الصراع و التنافس الدائر بين الجناحين ليس على إجراء تغييرات في داخل وبنية النظام وانما صراع على النفوذ وإستبدال المواقع والاقصاء والتهميش، ومخطئ من صدق بأن جناح روحاني يهدف الى إجراء تغيير في بنية ومحتوى النظام، حيث إن هذا الجناح يسعى بکل ماأمکن من أجل إنقاذ النظام وإخراجه من مأزقه العويص، والاهم من ذلك إن إتحادهما الظاهري الحالي هو من أجل إنقاذ النظام بعد أن شعرا بل وتيقنا من إن النظام برمته في خطر بعد الرفض الشعبي العارم له والتأکيد على إسقاطه.
علاقات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عموما و جناح روحاني خصوصا بالغرب، مسألة لايمکن ضمانها من جانب هذا النظام حيث إنه وکما تؤکد السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بأن هذا النظام ليست لديه قابلية إقامة وتحسين العلاقات مع الغرب، لأنه إذا أراد توسيع وتحسين علاقاتها مع الغرب فيجب عليه تحقيق عنصرين: الاول التراجع عن تدخلاته في بلدان المنطقة؛ وثانيا قبول حد أدنى من الديمقراطية في الداخل. هذان العنصران مستحيلان في هذا النظام. لما ذا؟ لإنهما يتحولان إلى حبل المشنقة لهذا النظام. وإن نظام لايمکن ضمان علاقاته مع الغرب والتي هي الاساس الذي يمکن البناء عليه، فکيف يمکن ضمان إجراء تغيير من داخل النظام من جانب جناح لم ينحرف قيد أنملة عن إيمانه وإتباعه عن المبادئ الاساسية للنظام؟ وفي کل الاحوال فإنه لايمکن تحقيق أي تغيير في إيران إلا من جانب الشعب والمقاومة الايرانية، وتلك هي الحقيقة الوحيدة التي يجب تقبلها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات