23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

لاضمان في العراق مع بقاء النفوذ الايراني

لاضمان في العراق مع بقاء النفوذ الايراني

أيا کان الاتفاق الذي سيصفي على أي مرشح لرئاسة الوزراء في العراق، فإن ذلك الاتفاق لو لم يکن ملبيا لطموحات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أو على أبعد تقدير إنه قد لايلبي تلك الطموحات، فإننا يجب أن نقرأ السلام على الامن والاستقرار في العراق ونکون بإنتظار مرحلة عاصفة جديدة قد تسفر في نهاية المطاف عن حادثة مروعة غير عادية کتلك التي إستهدفت مرقدي الامامين العکسريين في عام 2006.
الدور غير العادي والمشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق من بعد الاحتلال الامريکي للعراق والذي ضاق الشعب العراقي به ذرعا ولاسيما بعد أن صار يقحم أنفه في کل شاردة وواردة ويتدخل في کل الامور ويعبث بها کما تتطلب وتستوجب غاياته وأهدافه، هو دور لاينظر إليه الشعب العراقي بعين الراحة والرضا خصوصا وإنه يسعى لتجيير الاوضاع والامور في العراق بما يخدم المصالح العليا للنظام(وليس لإيران أو الشعب الايراني)، وإن تجرى الشعب العراقي مع الدور الايراني في العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق وحتى يومنا هذا، هو دور ليس يثير الريبة وانما صار دورا مرفوضا ويطالب الشعب العراقي بإنهائه لأنه يتعارض مع مصالح الشعب العراقي وأهدافه العليا.
من حق الشعب العراقي أن يتخوف کثير من الدور ليس المشبوه فقط وانما الخبيث أيضا للنظام الايراني خصوصا عندما يهدد یحیی رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، بأن “إيران لو تعرضت لعدوان لن تكتفي بالرد خارج الحدود برا وجوا وبحرا، بل ستنفذ هجمات ما وراء البحار”، إذ أن هکذا تصريح من شأنه أن يثير الکثير من الريبة لدى الشعب العراقي فيما لو تعارضت الامور مع مايريده ويشتهيه هذا النظام في العراق، وإن هذا النظام يعتبر أي تغيير وطني في الموقف السياسي الرسمي العراقي بمثابة مس لأمنه وبالتالي إعتداء عليه، ولاننسى هنا أن نذکر مرة أخرى”وسنظل نذکر لمن نفعته الذکرى” بأن حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين في عام 2006، کانت من صنع النظام الايراني کما إعترف بذلك الجنرال جورج شلتون القائد العام للقوات الامريکية يومها في العراق، ولذلك فإننا يجب أن نتوقع أسوأ الاحتمالات وأخبثها من هذا النظام الخبيث.
لاضمان في العراق مع بقاء نفوذ النظام الايراني، وإن هذا النفوذ سيظل ويبقى مع بقاء وإستمرار هذا النظام، ولاسيما وإنه يمتلك أذرعا له في العراق تتمثل في أحزاب وميليشيات مسلحة تابعة له قلبا وقالبا، ومن هنا فإن الحل الوحيد للمعضلة العراقية ومعضلة بلدان المنطقة الاخرى الموبوءة بتدخلاته السافرة إنما يکمن في إسقاطه کما دعت وتدعو المقاومة الايرانية الى ذلك وناضل من أجله الشعب الايراني.