23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

لاشيء سوى الحرب‎

لاشيء سوى الحرب‎

أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية  استراتيجيتها العسكرية الوطنية لعام 2015، والصادرة في 24 صفحة لحكم العالم من خلال القوة العسكرية.  إلا أن عزم الولايات المتحدة على تتبع مصالحها بشكل فردي من خلال العنف الشديد يبقى هو حجر الزاوية للاستراتيجية الجديدة. اي ان السياسة الاستراتيجية الامريكية لعام 2015 هي ادامة الحرب    , اقرأوا  نص  ماجاء في البيان وماذكره الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة أن يعد الشعب الأمريكي لمستقبل لا نهاية له من الحروب قائلًا:

سوف تكون صراعات المستقبل متسارعة بشكل أكبر، وتستمر لفترة أطول، وسوف تحدث على ساحة تحدي أكثر فنية.. ونحن يجب أن نكون قادرين على التكيف بسرعة مع التهديدات الجديدة مع الحفاظ على ميزة نسبية بالإضافة إلى الميزات التقليدية.. وتختلف تطبيقات أدوات القوة العسكرية التي يتم التعامل بها ضد الدول تمامًا عن تطبيقات القوة العسكرية ضد تهديدات الفاعلين من غير الدول. ونحن من المرجح أن نواجه حملات مطولة أكثر من مواجهة صراعات يتم حلها بسرعة.. وأصبحت السيطرة على عمليات التصعيد أكثر صعوبة وأكثر أهمية    “

هذا ماتريده امريكا حرب استنزاف حرب لن تنتهي بل تستمر عشرات السنين , ونحن اليوم نريد حربا فاصلة مع داعش ولن يتحقق ذلك  لان الارادة الامريكية تريد استمرار الحروب في المنطقة . وحتى لاننسى  اننا  المقصودين بالاستنزاف وليس عدونا .

 الجميع ينتظر معركة تحرير الفلوجة والرمادي بشكل عام  ومن بعدهما الموصل  مثلما انتظرنا معركة بيجي وصلاح الدين وغيرهما الكثير , ولكن هل ستكون هناك معركة حقيقية   او هل ستكون هنالك حرب فاصلة ؟ طبعا لا .
سيدخل الجيش العراقي  مدينة الفلوجة ولن يجد جحافل الدواعش  !!   منذ احتلال الرمادي ليومنا هذا والدواعش تفخخ الدور والمحلات والشوارع لقد اخذت الوقت الكافي لتفعل ذلك !!! مثلما دخلنا صلاح الدين وانشغلنا بتفكيك العبوات سيعاد نفس المشهد ثانيةً  في الفلوجة, وسيرصد اهالي الفلوجة اخطاء الجيش والحشد الشعبي , سيٌتهم الجيش والحشد بالسرقة والاعتداء وهنا سيتدخل الساسة السنة والقنوات الفضائية لأدانة الجيش والحشد , وهكذا هي دورة الحياة في العراق . وبعدها ستتدخل امريكا وتقول ان الحشد لايدخل مدينة الموصل ولن يشارك في تحريرها وعلى  (هذه الرنة طحينج ناعم ).  وستتكرر هذه اللعبة  في مكان اخر وهكذا دواليك .

, ان الهدف هو اطالة فترة الحرب والفوضى . لان الجيش والحشد الشعبي عندما يصل للموصل معنى هذا ان مسلسل تنظيم الدولة اللاسلامية  قد انتهى , وهذا مالاتريده امريكا .

لا اعمار ولا كهرباء ولا ولا ولا … منذ الاحتلال  ونحن نخوض معارك لاطائل منها وثرواتنا تتبدد على اسلحة فاسدة وعقود لن تٌجهز .  ولولا سلاح الحشد الشعبي وعقيدة الحشد لما استطعنا مواجهة الدواعش  هذه  حقيقة يجب ان تقال انصافاً للحشد ولشهدائه الابرار بغظ  النظر عن مكونات هذا الحشد وتأيدنا او رفضنا له .

سيستمر هذا الجحيم في العراق  طالما تربطنا بامريكا اتفاقية استراتيجية وهمية كاذبة  وليتهم كانوا صادقين  بالدفاع عن العراق  بل  كذبوا وخدعونا , سيستمر هذا الجحيم  الى  ان يفيق الشعب من سباته .