23 ديسمبر، 2024 6:26 م

لاشرعية لحاكم أوحكم بدون عدل!

لاشرعية لحاكم أوحكم بدون عدل!

ألعدل أساس ألحكم ؛وبدون ألعدل لاتستقيم ألحياة ولاتتطور ألأمم وألشعوب ؛وأن ألظلم ألذي يسود  ألأمة ألعربية منذ قرون عديدة ؛هو ألسبب ألرئيسي ألذي أوصلنا لما نحن عليه من تخلف في كل مناحي ألحياة ألسياسية وألأقتصادية وألثقافية وألعلمية.وألقصة ألتراثية ألتاليه توضح قبح ألظلم ونتائجه ؛مر تاجر في أحدى ألقرى ؛فرأى أمرأة تجلس تبكي وتلطم على ولدها ألذي أكلته ألذئاب ؛وقد أخبرته أن ألذئاب قد أكلت زوجها ووالدها في ألعام ألماضي ؛فسألها عن سبب بقائها في هذه ألقرية وعدم هجرتها وبقية ألسكان ألى ألقرى ألأخرى ؛طلبا للأمان ؛فأجابته لأنه لايوجد حاكم ظالم في هذه ألقرية؟!!!!.فالظلم كما يقال ظلمات يوم ألقيامه وأن ألعدل يعطي للأنسان ألكرامة وألعزة وألثقة بالنفس لكي يتطور ويبدع.
من خلال هذا ألمنظور ؛فأن معظم ألحكومات ألتي مرت علينا فاقدة للشرعية لكونها لم تعدل بين رعاياها ؛وألآية ألكريمة تقول {ومن لم يحكم بما أنزل ألله فأولئك هم ألظالمون} وفي أيات أخرى وصفهم بالفاسقون وألكافرون !!!.فمثلا حكاية حكم قرقوز ألتي تتدولها ألأجيال ؛نراها هذه ألأيام في دول ألمشايخ ؛حكم على شاعر قطري {محمد راشد ألعجمي} بالسجن مدى ألحياة لمعارضته وأنتقاده لحاكم قطر ؛وسجن عضو برلمان كويتي بالسجن خمس سنوات بتهمة أهانة أمير ألكويت وفي ألسعودية يقطع رأس من يتعرض للملك بصفته ولي ألأمر { ومن خرج على أمام زمانه وجب قتله!!}وفي زمن ألنظام ألملكي في ألعراق ؛يحكم بالسجن لمن يثبت أنتمائه للحزب ألشيوعي ؛وفي زمن ألحكم ألبعثي ؛يحكم على من تثبت أدانته بألأنتماء ألى حزب ألدعوة أو يعارض ألنظام بالأعدام وبأثر رجعي ؛وهي لاتختلف عن محاكم ألتفتيش ألتي قامت في أوربا في ألقرون ألماضية .نزع ألجنسية عن ألمواطنين وتجنيس أجانب لأسباب طائفية أوسياسية ؛مسألة تتعارض مع قيم ألسماء وألقوانين ألوضعية كما حصل في البحرين بتجنيس ألباكستانين وألأردينين وتوظيفهم في أجهزة ألأمن وألشرطة ؛أو أسقاط جنسية مواطنيين لمعارضتهم لأنظمة ألحكم كما حصل للشاعرين ألجواهري وعبد ألوهاب ألبياتي ؛أو أسقاط ألجنسية وتسفير ألعراقيين ؛بحجة تبعيتهم لأيران لأسباب طائفية ؛كما حصل في عهد عبد ألسلام عارف وصدام حسين ؛ونفس ألشيئ حصل في ألأمارات بأسقاط ألجنسية عن مواطنين بحجة معارضة ألنظام ومحاولة ألقيام بأنقلاب ؛وموخرا تم طرد عدد من أللبنانيين من قطر بحجة تأييدهم لحزب ألله لدوافع طائفية!!!!.
لذلك نرى تدهور ألنظام ألقضائي في جميع ألدول ألعربية ؛لأنها مرتبطة بالحاكم وتطبق ألعدالة حسب مفهوم ألقاضي على ألفقير وألضعيف وتتجنب ألقوي ؛فمثلا من يسرق دجاجة أو بضعة دراهم تقطع يده ؛ومن يسرق ألمليارات تبرئ ساحته لعدم كفاية ألأدلة !!.هذه ألأزدواجية في ألمعايير أفقدت ألأنسان أحساسه بوطنه وبأنتمائه لأرضه ؛وفي قدرته على ألمشاركة في ألبناء وألتغيير ؛فمثلا ؛أصدر مجلس ألقضاء ألسوري ؛تعديلا في ألدستور يسمح بتخفيض سن ألمرشح من أربعين عاما ألى ثمانية وثلاثين عاما ليسهل أنتخاب بشار ألأسد عقب وفاة والده!!.   
وفي دول ألخليج ألتي لاتحكمها دساتير أو أنتخابات ؛يتم تداول ألسلطة تلقائيا بين أفراد ألعائلة ألمالكة دون أستشارة ألشعب ؛بأعتبار أنهم رعايا للحاكم ولا يجوز لهم ألتدخل في أمور ألحكم .أستخفوا بقوانين ألسماءألتي تقول { وأمرهم شورى بينهم } وفي مكان أخر ؛يأمر رب ألعزة نبيه{ص} وشاورهم بألأمر !!.وألقوانين ألوضعية ألتي تشير ألى أحقية من ترضى عليه ألأمة وتنتخبه أنتخابا مباشرا في قيادة ألبلاد وألعباد وبمراقبة ألشعب لتصرفاته عن طريق ألبرلمان أو مجلس ألشعب ألمنتخب؛علما بأن هذا ألحق قد طبقه أليونانيون قبل ألوف ألسنين ؛ولايعير له حكامنا أي أهتمام.في ألعراق سنت قوانين في زمن صدام أن من يتعرض للقائد ألضرورة!!يحكم عليه بالأعدام ويقطع لسانه؛ في ألعراق تقدم ألأحكام ألى  ألقضاة جاهزة قبل ألأستماع ألى ألمتهمين أو ألشهود ؛ففي أحدى محاكمات عواد ألبندر التي تسمى محكمة ألثورة؛يعرض ألمتهمون بالعشرات في صفوف ويقوم ألبندر بالنطق بالحكم بالجملة ؛فيشير بأطبعه من أليمين ألى وسط ألصف ؛الحكم بألأعدام؛ومن أليسار ألى ألوسط مؤبد؛ألتف أحد ألمتهمون ألى ألبندر ؛وأنا سيدي ؛حيث أنه يتوسط ألصف؛نظر أليه ألبندر للحظة ؛فقال للمتهم ؛أنت برئ!!وكأنه يبيع بطيخ في علوة خضروات !!.ألمحصلة ألنهائية أن لاشرعية لمعظم ألحكومات ألقائمة في ألعالم ألعربي لأنها تفتقد لأدنى قواعد ألعدالة ألمطبقة حاليا في ألعديد من دول ألعالم ؛ألتي أدت ألى تقدم ورفاهية شعوب هذه ألدول ؛وأن سبب تراجعنا وتخلفنا عن أللحاق بعجلة ألتطور هو غياب ألعدل وألشرعية.أن ألأضطرابات ألتي تعم ألعالم ألعربي في ألفترة ألأخيرة  وألتي تحولت ألى حملات للأبادة ألجماعية لمكونات أصيلة في الكيان ألعربي كالشيعة وألمسيحين وألعلويين وطوائف كالتركمان في ألعراق وغيره من ألدول ألعربية؛تثير تسأولات عديدة هل أسبابها ألحقيقية دينية أو تربوية؟!! يبدوا ألأثنين معا ؛وذلك لآنعدام ألمفاهيم وأقتصارها على ألتحريض وألأقصاء ونكران حقوق ألأخرين وحريتهم في ألعقيدة وألأعتقاد ؛ولذلك لايمكن تبرير قيام ألآف من ألناس يقتحمون بيت في مصر لشيعة يتعبدون وسحلهم بالشارع وهم أحياء بحجة خروجهم عن ألملة ؛أو حملات ألأبادة ألجماعية للناس في ألعراق بحجة ألحفاظ على بيضة ألأسلام؛وهم يعلمون أن هذه ألبيضة بأفعالهم ألوحشية قد فسدت وأصبحت رائحتها تزكم ألأنوف ؛وأن ألأسلام أصبح مقترنا بأفعالهم على أنه؛ دينا مرتبطا عقديا وفكريا بالأرهاب ؛بحيث أصبح لايمكن ألدفاع عنه ؛حتى ولوجئنا بكل ألآيات وألأحاديث فقد أصبح  مقترنا بالأرهاب في عالم أليوم ؛والسبب كما قال ألأمام علي {حين سكت أهل ألحق عن ألباطل؛توهم أهل ألباطل أنهم على حق ؛فدولة ألعراق ألأسلامية وجبهة ألنصرة وألأخوان ألمسلمين وألقاعدة يعتقدون أنهم يمثلون ألأسلام لكثرة مؤيديهم وداعميهم من ألمسلمين ألعرب وغيرألعرب !!