17 نوفمبر، 2024 12:26 م
Search
Close this search box.

لاسيادة بقيت ولاديمقراطية تحققت .. وحتى احلامنا قتلت

لاسيادة بقيت ولاديمقراطية تحققت .. وحتى احلامنا قتلت

بعد اكثر من عشرين عاماً من الفوضى اللاخلاقة يعيش المواطن حالة صدمة كبيرة وهو يرى مآالت اليه اوضاع العراق  من تدهور وخراب ومأسي لاحد لها منذ الاحتلال البغيض في 2003 والى الان .. وباختصار بعد كل تلك السنوات العجاف لاسيادة بقيت ولا ديمقراطية تحققت وفقدنا ابسط احلامنا حتى بعيش كريم لائق ..والمضحك المبكي حد المرارة والقهر ان سياسي الصدفة ومعهم زمر المطبلين المنتفعين يتحدثون بعد كل اعتداء على مدن العراق عن انتهاك السيادة وكأنهم يجهلون ان عراق ما بعد الاحتلال صار ساحة صراع بالنيابة لكل طرف دولي او جار طامع فضاعت ابسط مقومات السيادة التي قايضوها هم ( اي احزاب السلطة ورموزها ) مع المحتل الذي سلمهم السلطة وهو يدرك انهم لا اهل لها .. كثيرون وفي مقدمتهم شخصيات سياسية وثقافية واعلامية  هللوا وطبلوا للاحتلال متوهمين امكانية وضع اسس وقواعد للديمقراطية من دون ان يكلفوا انفسهم عناء التوقف عند تشكيلة مجلس الحكم بصيغته المحاصصاتية المعروفة وهم يعرفون جيداُ ان لاديمقراطية مع المحاصصة التي كرستها احزاب السلطة لانها الكفيلة بقتل اي توجه وطني يسعى لبناء العراق الجديد على وفق مباديء الديمقراطية الصحيحة . وببساطة شديدة ومن غير تنظير فان الجميع يعرف ان من ابرز اسس الديمقراطية ومبادئها المساواة والعدالة بين جميع المواطنين وهذا ما لم يتحقق . لقد حاول سياسو الصدفة ممن نصبهم المحتل ايهامنا بان الانتخابات هي قمة الديمقراطية ناهيك عن احاديثهم الفارغة عن حرية المواطن للتعبير عن رأيه وهم اكثر الناس دراية بما يحصل من تزوير وتلاعب وشراء ذمم ومناصب عند كل عملية انتخابية اضافة الى عدم تكافؤ الفرص وعدم عدالتها في الدعاية الانتخابية .. فلم يتم تحديد سقف للمبالغ التي يمكن ان يوظفها كل مرشح لدعايته ما يعني حصول الاحزاب التي تمتلك السلطة والمال والقوة على فرص اكبر بكثير من المرشح المستقل او مرشح الاحزاب المدنية محدودة الموارد المادية والامكانيات .. اما عن حرية التعبير فكلنا شاهد على ما حصل ويحصل من انتهاكات للناشطين وماحصل لشباب تشرين من قتل وتغييب دليل صارخ على زيف ما يدعونه من ديمقراطية .. فالديمقراطية تغدو مجرد تصريحات و قوانين فارغة لامعنى لها اذا فقدت الايمان بها من قبل الاحزاب الحاكمة .. بعد اكثر من عشرين عاماُ منذ 2003 فقدت شخصيات سياسية معروفة بتأييدها ومشاركتها للعملية السياسية اي امل باصلاح احزاب وجدت السلطة فرصة للسيطرة والاستحواذ فاختار بعضها الصمت والانزواء في حين بقي الاخر يكافح بكل ما بقي لديه من امال لاستنهاض روح العزيمة عند الشعب ليرفع صوته بالحق دفاعاُ عن حقه بديمقراطية مذبوحة وحياة كريمة امنة مهدورة بفساد سياسيو الصدفة ..لا نملك ونحن نعيش اوضاعاً غريبة في وطننا الا العمل على الحفاظ على سيادته وهذا لايتحقق من دون  ديقراطية كفيلة ببناء مواطن قوي الارادة يؤمن بان السيادة المفقودة والديمقراطية التي لم تتحقق والاحلام التي وأدت لن تتحقق على ارض الواقع من دون تغيير حقيقي وجذري ومن دون ان نعود لقيمنا الوطنية التي غيبوها قسراً .

أحدث المقالات