18 ديسمبر، 2024 8:41 م

لاسنة في العراق بدون هذا

لاسنة في العراق بدون هذا

واقع الحال يقول؛ ان السنة العرب في العراق في اضعف حالاتهم على مر تاريخهم، لاارض ولاجمهور ولاانصار ولا اعوان من طائفتهم، فالجوار العربي مشغول بنفسه، ازمة اقتصادية قاهرة، وينتظر ما يسفر عنه تولي “ترامب” السلطة وهل سينفذ تهديداته بحق ممالك الخليج، وكيف ستتعامل مع الامر، لذا لايعنيها اليوم حال العراق او سوريا، فالتهديد اليوم يستهدف الكراسي والملك والوجود، تركيا حالها اقسى داخليا واقليميا ودوليا.
 الداخل السني فاقد لكل المقومات، الساسة كلهم مرفوضين داخليا ووطنيا، لهذا السبب لجأ هؤلاء الى صفقات تحفظ لهم اي دور شخصي لا للطائفة، بالاستعانة بالبارزاني كما يفعل ال النجيفي والخنجر، دون ان يتنبه هؤلاء الى ان البارزاني نفسه يبحث عن موقع لنفسه بعد ان فقد الدعم الشعبي والسياسي في الاقليم، واصبحت قوى في الاقليم ترفض مبدأ الدولة لابل ترفض الاقليم من خلال دعوة الحكومة للتعامل المباشر مع المحافظات، الساسة المشاركون في الحكومة حالهم اكثر سوء، فالحكومة اصبحت قوية بسبب الانتصارات المتكررة في الفلوجة وقبلها الانبار والان في الموصل، ولم تعد تخضع لاملاءاتهم وشروطهم، بعضهم اختار الواقع لذا ذهب واتفق مع ايران على منحه دور مستقبلي، مقابل تنفيذ مايطلب منه حرفيا كما فعل سليم الجبوري وقبله صالح المطلك.
 شيوخ العشائر اغلبهم اما فقد سيطرته على عشيرته او تخلى عن المشيخة ومن تبقى اصبح جزء من الحكم وداعم للحكومة، رجال الدين فقدوا مصداقيتهم في الشارع، بسبب تبعية اغلبهم للوهابية السعودية التي جلبت الويل للاسلام وللعرب فتم اخراجها من المذهب السني في مؤتمر غروزني الذي عقد برعاية الازهر الشريف، ومن تبقى منهم لايؤثر الافي عائلته وكم شخص يحيط به.
 القوة في الشارع السني اليوم للحشد العشائري الذي وقف ضد تنظيم الدولة مع بداية تشكله في المحافظات السنية، تحديدا اهالي الضلوعية وحديثة والعبيد والجبور في صلاح الدين والشيخ وسام الحردان وحميد الهايس والجغايفة والبونمر والبوفهد واهالي عامرية الفلوجة وغيرهم من شخصيات وعشائر.
التحالف الوطني الذي نضم صفوفه سياسيا، ويعيش نشوة النصر النهائي على التنظيم، والزخم المعنوي للزيارة الاربعينية، اضافة للراحة التي يشعر بها لفوز”ترامب”، بسبب تصريحاته ضد دول وممالك الخليج، دفع قادة التحالف لاختيار الوقت المناسب لطرح الورقة الوطنية للتسوية، والتي تتضمن شروط المنتصر في كل مبادئها، والموافقة عليها سترمي ساسة السنة الحاليين في مزابل التاريخ، ويعدون خونة ومجرمين من قبل شارعهم اولا، الذي حتما سيتساءل بعد كل ماعاناه من دمار وتدمير، عشرات الالاف من القتلى وتدمير الوف المساكن والبنى التحتية في محافظات السنة، لينتهي المسلسل بالتوقيع على وثيقة تقول ان البعث مجرم وان كل العمليات ضد الحكومة ومن دعمها وساندها ولو بقول اجرام ومجرم، وكل مطلوب للقضاء حق او باطل ممنوع من الدخول في العراق فضلا عن اي دور ممكن ان يقوم به في الحكم، هذه الوثيقة تحكم على الطبقة السياسية للسنة بكاملها بالاعدام بشكل مباشر او غير مباشر، بين من تدينه الوثيقة علنا،  وآخر مدان من الشارع السني.
  الوثيقة تقول ان الدور مابعد تحرير الموصل يجب ان يكون لمن كان من اعداء نظام البعث اضافة لقادة فصائل الحشد العشائري، يضاف لهم بعض رجال الدين الموالين كالشيخ عدنان العاني والشيخ محمود جراد العيساوي  والشيخ خالد الملة وغيرهم، لم يبقى للسنة سوى مبايعة وموالاة هذه الشخصيات لتمثلهم في المرحلة القادمة، بسبب انسجامهم مع معظم مكونات التحالف الشيعي، والقتال الى جانبهم ضد التنظيم، هذان العاملان يمكنها التأثير في تخفيف شروط المنتصر الشيعي، الذي ان مررت كما هي معناها ستدين الوف الابرياء في السجون حاليا، وتمنح دور هامشي للسنة حسب حجمهم السكاني، هذا الواقع ولاحل الابالتعامل معه بذكاء، والا سيصبح السنة رعايا في العراق، لان الوثيقة ستمرر وبضمان دولي ولم تعد المراوغة والخذ وطالب تنفع في التعامل كما سار عليها ممثلي السنة فيما مضى دون طائل.