لا أخفي عليكم إني طلقت متابعتي للبغدادية بعد رمضان مباشرة ، فقد كان يشدني حقيقة برنامج سحور سياسي وذلك لكون المستضافين فيه كانوا من أطياف وجهات شتى وحقيقة كان إعجابي الشديد بالحلقة الخاصة بحزب الحمير ، اما بعد رمضان فقد سار العبادي على نفس مسار برنامج المختصر وعاد لاستضافة الوجوه والشخصيات السياسية التي لا أقول ملها بل قرف منها الشارع العراقي المثقف .
كانت متابعتي الأولى لحلقة برنامج أستوديو التاسعة ، لدى استضافة المفكر الأستاذ حسن العلوي ، الذي انزعج تماما من أسلوب وطريقة مقدم البرنامج “أنور على ما اعتقد ” الأمر الذي دفع العلوي لمخاطبة المقدم بالقول ” عليك ان تتعلم أصول مهنة الإعلام قبل ان تقدم برنامجك لأنك لاتترك لضيوفك فرصة الإدلاء بآرائهم بل تحاول ان تملي عليهم رأيك من خلال مقاطعتك المستمرة لهم والتي تستحوذ انت على البرنامج وانأ والكلام للعلوي لن أكون ضيفك في أية حلقة قادمة مع اعتزازي بالبغدادية فعليك أن تتعلم حرفة الإعلام قبل ان تمارسها ..””.
لااخفي عليكم ولدى متابعتي الحلقات اللاحقة من البرنامج ،كان رأي غالبية الضيوف متطابقا مع راي العلوي واذكر منهم النائبة حنان الفتلاوي
والتي كررت قول العلوي في نقدها لمقدم البرنامج وقالت ” انت لاتترك لضيوفك مجال للحديث “.
لكن ماحدث ليلة 14/12 حقيقة كان مثار للسخرية في فضائية كالبغدادية ، فقد خرج علينا المقدم مستحوذا على نصف زمن البرنامج ، وفي تسويق دعائي ساذج لاينتمي لحيادية وموضوعية الإعلام ،خرج متحاملا على النائب حسين الاسدي ولو لم يذكر اسمه ، متهما النائب بالتهجم على المرجعية الدينية ، وان النائب وفقا لادعاء المقدم قد خرق كل القيم والأخلاق والتقاليد والعادات والأديان والمذاهب ووووووو ،لانه ادعى” الاسدي ” ان المرجعية ” منظمة مجتمع مدني ” ، وهذا والقول للمقدم تجاوز على ثقافة ومعتقدات العراقيين ، وعرض مدحا مليء بالتزلف والمحاباة تجاه المرجعية ومن يسمعه يخرج بانطباع انه من غلاة الشيعة وان البغدادية قد جيرت للدفاع عن المذهب.
دعونا نحاجج مقدم البرنامج ، فنقول له ان فضائية البغدادية ، فضائية عراقية حسب ادعائها ، وبالتالي نصف العراقيين هم ليسوا من الشيعة اي لاعلاقة لهم بالمرجعية ، لذلك فتسويق البغدادية على انها ملتزمة بنهج طائفي واحد سيبعدها حتما عن أطياف او مكونات الشعب الأخرى وعندها لن تكون الا قناة منحازة وبعيدة عن شمولية عراقيتها .
الثانية عبر عنها الاستاذ ابراهيم الصميدعي في مقالة له سابقة في كتابات تحت عنوان ” حسين الاسدي تحت الخط الأحمر” ، وأوضح ان ماصرح به الاسدي ، قد استخدم سياسيا من المتصيدين للتسقيط ، فالاسدي كان واضحا
لكن امثال ” مقدم ستوديو التاسعة “عوج” التصريح ” ،الاسدي شرح طبيعة النظام الديمقراطي المكون من ثلاث ركائز ، المجتمع السياسي ، والقطاع الخاص ، والمجتمع المدني ، وان الأخير يضم كافة التشكيلات الاجتماعية غير السياسية ومنه المرجعيات الدينية ، المجتمع المدني صمام الأمان لمسيرة الدولة الديمقراطية ، لما يقوم به من ضغط على الجهات السياسية في الدولة للاستجابة وتبني الاتجاهات التنموية التي توفر لمواطني تلك الدول حاجاتهم الحياتية الأساسية ،وفقا لهذا التفسير والمعنى العلمي ، فان ماصرح به الاسدي ليس قذفا وتهجما على المرجعية ، لكن دعوة لها للمزيد من الضغط على السياسيين في بلادنا التي فاض بها الفساد وصنفت على انها الدولة الفاشلة التاسعة في العالم .
وعودة لليلة 14/12 ،استضاف صاحبنا ضيفا من لندن ، ووجه له سؤالا مبطنا حول من يتطاول على المرجعية ، ولان الضيف أكاديمي و خبير في تاريخ المرجعي ، استهل إجابته بسؤال ” اي مرجعية تقصد” وأوضح بان الفقه الشيعي يقبل تعدد المرجعيات ،وان هناك مرجعيات في أحيان كثيرة قد تتدخل في أمور بعيده عنها ” السياسة مثلا ” ، وبالتالي فمثل هذه المرجعيات تتحمل وزر أفعالها أسوة بالسياسيين الذين ناصرتهم والذين اثبتوا فيما بعد بأنهم ليسو أهلا لمثل هذا الدعم ، وحسب تصنيف الضيف المستند لفتاوى الشهيدين الصدر الأول والصدر الثاني ،بان هناك مرجعيات لاتخلوا من السلبيات ، والدليل ان اموال الخمس الطائلة ، لارقيب عليها ، ولاتصرف في الأغراض التي شرعت من اجلها ومنها إطعام الجائعين ومساعدة الفقراء والأرامل واليتامى ، هنا انتفض مقدم برنامج أستوديو التاسعة كالملدوغ ، بعد ان اتضح ان الضيف يخالفه الرأي تماما وان المقدمة الطويلة في المدح والتزلف للمرجعيات ،ضاعت ، فاسقط بيده محاولا إسكات الضيف الذي استمر بالحديث ، وفجأة وفي مهزلة لاسابق لها في الفضائيات ، هرع كادر استوديو لندن حيث الضيف ، وانتزعوا منه إمام المشاهدين أجهزة المايكروفون ، وهو واقف ليغادر الأستوديو .
بقينا ان غالبية مشاهدي هذا البرنامج ،قد أصابهم الذهول وغطتهم الدهشة ، فليس من أخلاقيات الإعلام المهني والموضوعي ، التعامل مع الضيوف أصحاب الآراء المختلفة بمثل هذا الازدراء والتنكيل ،لانه ” ضيف ” بكل ما لهذه الكلمة من معنى مقدس في ثقافتنا العراقية والعربية والإسلامية ، وبالتالي فقد أساء مقدم البرنامج إساءة بالغة لفضائية البغدادية ، ومن خلالها لمهنة الإعلام ، شوهت فكرة وجود إعلام عراقي ناضج ومهني ، وحتى يعتذر مجلس إدارة البغدادية ، للضيف علانية ، وتوجه المنظمات الإعلامية نقدا شديدا لمقدم البرنامج ، فقد سارعت حينها وحذفت فضائية البغدادية من قائمة الفيفرت بأسلوب الدليت .
ملاحظة للختام : ليلة أمس 20/12 تكرر الحدث الذي ذكرت ولكن مع ضيف آخر ، هو حيدر الملة ، ودخل مقدم البرنامج في مشادة حادة مع حيدر ، أفضت لنعت الأخير، لمقدم البرنامج بالطائفي المقيت ووصف طريقته في التقديم ” بالنهج الفوضوي “.