23 ديسمبر، 2024 10:54 م

لاحظتان في الأمن والبلوماسية .! 

لاحظتان في الأمن والبلوماسية .! 

في التكتيك الدبلوماسي : على الرغمِ ممّا غدا معروفاً مثلما < 1 + 1 = 2 > بأنّ ايران هي اللاعب الأول في الساحة العراقية , وهي التي تتحكّم بكلّ مفاصل ومقدّرات العراق حتى قبل انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011 , فقد لوحظَ أنّ زيارة رئيس الوزراء العبادي مؤخرا الى دولة الإمارات العربية بغية الإنفتاح على محيط العراق العربي < بالرغمِ منْ أنَّ هكذا انفتاح لا يمكن انْ يتم في زيارة واحدة .! > , قد تزامنت ” بشكلٍ مقصودٍ او غير مقصود ”  مع زيارةٍ اخرى   في نفس اليوم لرئيس مجلس النواب ” سليم الجبوري ” الى طهران , وهذا التوقيت المتزامن لهُ اكثر من معنىً في العرف الدبلوماسي , وهو تحت ايّ معنىً او عنوان فأنه خطأٌ غير مبرّر إلاّ اذا كان الغرض منه إرسال رسالةٍ معنويةٍ سلبيةٍ لأحد الطرفين < ابو ظبي او طهران > ..! , لكنّ الأمر وِفقَ مجريات السياسة العراقية القائمة من بعد عام الأحتلال في عام 2003 لا يعدو سوى كونه جهل مدقع في الدبلوماسية العراقية تتحمّلهُ وزارة الخارجية العراقية اوّلاً , وكافة السياسيين من اقطابِ احزاب السلطة والعملية السياسية بشكلٍ ثانٍ وعامْ , وفي هذا الصددِ فإنَّ الجهلَ والإفتقار للمعلوماتِ لا يُعاب , لكنما العيب كلّ العيب في عدم محاولة التعلّم والتفكّر والإعداد وخصوصا حين تتعلّق المسألة بكيان الدولة برمّتها وبسياستها الخارجية , وهنا , وللإنصافِ فلا ينبغي صبَّ كلّ النقد واللوم على رئيس الوزراء العبادي المنهمك في مسؤولياتٍ مصيريةٍ ضخمةٍ للغاية , بل إنّ توجيه الّلوم والمعاتبة النقدية يتطلّبُ تسديدها الى المستشارين السياسيين لرئيس مجلس الوزراء الذين يفتقدون الأصول والفروع والفروض  في اتيكيت وأصولِ فنِّ السياسة والدبلوماسية , وإذ يغدو العبادي معذورا او نصف معذورٍ في تنظيم و ترتيب الجوانب المحيطة بزيارته لدولة الإمارات او غيرها , فأنّ اشدّ واقصى درجات النقد يجب أن تُصَبْ او تُسكَبْ على رأس  ” سليم الجبوري ” لعدم تحمّلهِ تأجيل زيارته الى ايران ولو ليومٍ واحد بعد زيارة العبادي ,
واغلب الظّن أنّ الجبوري هذا لمْ تخطر في بالهِ او في فكرهِ هكذا حساباتٌ وفنونٌ في الدبلوماسية , وهو اصلاً يجهلها …
2- اللجنة التحقيقية بخصوص الموصل : إنّ هذه اللجنة تحديداً , والتي عقدتها لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب وبمشاركة عدد من نواب محافظة الموصل , كان اجمل وافضل لها ان لا تنعقد اصلاً , وليس بمقصودٍ هنا عدم إجراء التحقيقِ بالطبع , إنما الأمر يتعلّق  بهيكلية هذه اللجنة وطبيعة تشكيلها , كما اذا كان لابدَّ لها من أن تنعقد يهذه الصيغة فكان من الأنسب لها أن تبتعد عن اضواء الإعلام اولاً , ولربما أن تقطع عن نفسها التيار الكهربائي لئلاّ يجري سماع اصوات اعضائها , ولعلّه منَ الأنسبِ من الأنسب أن تُجري اجتماعاتها همساً .!! , وهذه اللجنة ” حسبَ بيانٍ اصدره مجلس النواب عنها ” ذكر فيه انها < التقت > ولم يقل < إستجوبَتْ > كل من الفريق اوّل ركن عبود كنبر معاون رئيس اركان الجيش , والفريق علي غيدان قائد القوات البرية , والفريق قائد الشرطة الأتحادية السابق , وستلتقي بعض المسؤولين الكرد ايضا , وفي الصددِ هذا فأنّ اللجنة الموقّرة لا يوجد فيها مَن يحمل صفة ” مُحقق ” ! ولا قاضي تحقيق ! كما ليس هنالك ضباط كبار سابقون للإستعانة بخبراتهم العسكرية في التحقيق , فكيف سيتسنّى لأعضاء اللجنة وكلّهم من المدنيين الذين لا يفقهون شيئا في الشؤون العسكرية و أمور الحرب من مناقشة ومساءلة هؤلاء الجنرالات الثلاث ” اعلاه ” الذين تمّ عزلهم مؤخرا من مناصبهم بسبب تقصيرهم في ادارة المعركة على الأقل ! , كما ” مع الأحترام للمقام الشخصي لكلّ من حضر اجتماعات اللجنة من الطرفين ” فكيف يمكن الوثوق من حديث وإفادات هؤلاء المراد استجوابهم او ” لقائهم ! ” وهم متّهمين بالتقصير العسكري ؟ وهل المُقصّر لا يَبرّر .؟ وهنا لابدّ من القول أنّ الحديث مع هؤلاء الفرقاء الثلاث سيكون صعبا وهم من المتمرّسين في شؤون المعارك والقتال ولا سيما في ظلِّ غيابِ نظراء لهم ضمن اعضاء اللجنة .
 
 
Description: http://ar.parliament.iq/CP/Websites/Committee/Link%20Gallery/17122014.jpg
وعلى الرغمِ من أنّ لجنة الدفاع والأمن هذه لازالت تواصل اجتماعاتها حتى تصدر تقريرا يوضح اسباب سقوط الموصل , فمسبقا نقول أنّ التقرير المنتظر سوف لن يكون دقيقا ولا موضوعيا طالما أنّ وضع اللجنة وهيكليتها وآليتها تفتقد للموضوعية والمهنية اصلاً , ولعلّه كافٍ التمعّنُ في النظر الى الصورة المرفقة لجلسة التحقيق هذه , فهل تبدو كجلسةٍ تحقيقيةٍ أمْ كأنها عقد اجتماعٍ مع وفودٍ اجنبية رفيعة المستوى في مكانٍ روعيَ فيه متطلبات الديكور والأجواء والتنظيم .! كما أنّ لقطاتٍ من الفلم الفيديوي الذي عرضته القنوات الفضائية المحلية يُظهِر أنّ السادة الجنرلات المعزولين وهم في حالة ابتسام ووئام ! وكأنهم على دراية مسبقة بأنّ التقرير الأخير لأجتماعات اللجنة سوف لا  يتّهمهم بالمسؤولية عن سبب سقوط الموصل … والى ذلك , فلماذا لا يجري عرض وقائع جلسات التحقيق على شاشة التلفزيون وبالبثّ المباشر .!؟ ليطّلع الشعب عن خفايا اسباب السقوط , فأنعقاد هذه الجَلَسات بطريقةٍ غير مُعلنَه وأشبه بالسرّيه سيفتح بوابات الإعلام ليس لأحتمالاتٍ مفترضة للتأويل فحسب , وانما للتشكيكِ والإبهام ولربما لأفتراضات التواطؤ في عدم كشف المعلومات المخفية عن مسببات سقوط الموصل .. وإذ نحن في انتظار التقرير النهائي لجَلَسات لجنة الأمن والدفاع ” مهما كان شكل و لون ” هذا التقرير , فعسى أن لا تحدث تأثيراتٌ ما قد تقود فيما تقود الى تذويب وانصهار وثمّ تبخّر النتائج الفعلية لأسباب السقوط ….!
 
 
*[email protected]