ليس أخطر على الشعوب من حكومات فقدت ضمائرها ورجال سلطة تآكل عندهم الصدق وساسة تهاوى لديهم معنى الحق والعدل وسطع فيهم نجم الظلم والطغيان.
لايوجد شيء جديد في العراق سواء من قبل السلطة وسلوكها المخزي..أو مايلاقيه ويتحمله الشعب من آلام ومآسي نتيجة لهذه السلوكيات.
ترسخت ثقافة الفساد في العراق بدرجة لامثيل لها..حيث كان ولايزال أخفاق السلطة له الأثر السلبي على الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وحتى الثقافية..كان مؤداه إلى أن الشعب يدفع الثمن كل يوم.
لقد أصبحنا بصدد مشهد سياسي منحل وأداء حكومي عبثي شبيها بفيلم هندي رديء.. لأنه من غير الممكن ان تفرض الحكومة سياسات لاتتحمل نتائجها الفاشلة.
في ظل مناخ جاهل ..فاقد للوعي وهستيري بات من الصعب تفهم السلطة بأنها بغبائها تذهب بنا الى مستنقع الهاوية . الحقيقة الواضحة تقول ان هناك مجموعة من القضايا الخطيرة التي تتطلب الحسم السريع كي يشعر المواطن بوجود بعض من التحسن..يأتي في مقدمتها الفساد المالي والأداري..الغريب في الأمر أن الدولة العراقية غير قادرة على أن تواجه مجموعة خارج عن القانون؟!!.
لكن هذا بعيدا جدا عن الواقع لأن الحكومة لو كانت لديها النية الفعلية والصادقة لمعالجة قضية العصر وهي الفساد المالي وسرقة المال العام لفعلت وبكل مايتاح لها من قدرة أن تضرب بيد من حديد كل فاسد وحرامي.. وهذا جزء يسير يمكن أن نتحدث عنه من ناحية الفساد في شطره المالي.
في الجانب الآخر الذي يعاني منه المواطن العراقي..مشكلة الموت اليومي والضحايا بالجملة!!
لاأحد يعلم الأرقام الحقيقية لعدد الشهداء في العراق منذ عام 2003 إلى اليوم.. نتيجة الإرهاب المستشري في البلد وبمختلف الأساليب.. وآخطرها القتل والذبح على يد تنظيم داعش الإرهابي.
السؤال لماذا تهون علينا دماء أبنائنا؟؟
الجواب بسيط جدا.. وجود طبقة سياسية بارعة في صناعة الأزمات وتصدير الكوارث وخلق الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب.. إلى أن وصلنا إلى حالة اللامبالاة في الأداء السياسي والحكومي والأخطر هو الأستمرار في حالة الغثيان التي أصيبت كل السلطات في العراق.
يعلم الجميع أن المواطن العراقي هو الصدر الحنون الذي تعود على تلقي الصدمات..لأن السادة كبار المسؤولين العراقيين يعيشون في عالم افتراضي بعيد كل البعد عن المشاكل، وابعد مايذهبون إليه في حالة الدمار الشامل هو أن يأخذوا جوازات سفرهم الأجنبية والهروب إلى اوكارهم الأصلية التي جاءوا منها أو اعدوها حديثا.
لايمكن لأي إنسان مهما كان سياسيا.. اقتصاديا وأي محلل أن يتصور حجم الأعباء التي تقع على كاهل المواطن البسيط بسبب التصرفات الفاشلة لهذه الطبقة السياسية التي هبطت علينا بإنزال جوي أمريكي..حيث فرضوا على الشعب نتيجة ظرف تاريخي بشع.
لابد لنا من استفاقة الضمائر والتغلب على كل عقبات الخداع والتدليس..لاسيما أن السلطة في العراق تتعامل بأستراتيجية خطرة معتبرة الشعب مجموعة من البلهاء أو اطفال الشوارع وهذه أفعال وتصرفات أغلب الحكومات الأستبدادية الفاشلة.
اخيرا: يجب على السلطة أن تخرج من حالة الغيبوبة.. فهم لايدركون أن الشعب هو الرصيد الحقيقي للعراق.. ورغم كل مايعانيه المواطن إلا أنه يبقى الأمل هو بداية الطريق إلى الحرية.