18 ديسمبر، 2024 6:54 م

لاجديد تحت الشمس بحسب ” أبو ناجي ” !

لاجديد تحت الشمس بحسب ” أبو ناجي ” !

استغرب صراحة من الضجيج والعجيج الذي اثير عن أربع قضايا هي من بديهيات ومنتجات العملية السياسية ، لكن الاعلام والسياسيين روجوا لها باعتبارها كشفا للمستور وفضحاً للمضمور ، على خلاف جواب المواطن الانكليزي حين تسأله عن الاحوال فيقول ” لاجديد تحت الشمس ” !!
قضية التسريبات المنسوبة للمالكي التي ماهزّت ولا حرّكت من ميكانزم العملية السياسية وقضائها العادل، فالرجل كرر ماكان قد قاله علناً في الجلسات العامة والخاصة وفي كلتيهما يعرف المواطن المغلوب على امره موقف المالكي من السيد الصدر ورغبته في ازالته من الخارطة السياسية ، فهو يعتبر الصدر هو المانع الوحيد والقوي الذي يقف حجرة كآدة في وجه تحقيق حلمه القديم الجديد بولاية ثالثة يقود فيها البلاد الى كارثة اخرى !
فما هو الجديد الذي جاء في التسريبات التي نسبت اليه ولم يتم نفيها بل تسويقها كعملية فبركة فنيّة من بركات التكنلوجيا ؟!
قضية استقالة وزير المالية علي علاوي ، التي اتحفنا فيها ببديهيات نكاد نعرفها جميعاً عن مستويات الفساد ومنظومته المحكمة المسيطرة على الدولة ومؤسساتها ودور الاحزاب السياسية في مستنقع الفساد هذا ، ولعل منظمات الشفافية والتقارير الدولية الرصينة كشفت ما هو ابعد مما قاله علاوي ، تقارير صنّفت العراق في ذيل قائمة الفساد المالي عامياً، وكشفت عن ارقام خرافية بحجم الفساد وامتداداته الاخطبوطية والرعاية ” الابوية” التي يتمتع بها هذا الفساد من قبل القوى السياسية الراعية للعملية السياسية نفسها ..!!
اما قضية مؤتمر الحوار ، فهي واحدة من عروض الكوميديا السوداء التي تقدم لنا الجلاد كضحية وفارس من فرسان التغيير واشاعة الحوار الديمقراطي تحت رعاية السلاح المنفلت !
فجاءت مخرجاته كما توقعنا ، وكما توقع المواطن البسيط الذي نفض يديه من قوى يحق فيها قول المتنبي ” فيك الخصام وانت الخصم والحكم ” ! وينطبق عليها المثل الشعبي العراقي ” تي تي تي تي..مثل مارحت جيتي ” !!
اما التسريبات المنسوبة للوزير الاسبق للتجارة صالح الجبوري ،وهي اضافة لاتحتاج الى دليل كقضية رابعة ، فمستوى البديهيات التي فيها يفوق الخيال حقيقة ، لاننا لو سألنا الرضيع عن من يتحكم بعمل الوزراء لقال لنا ” قادة ” الكتل السياسية ، ولو اضفنا سؤالا آخراً عن ولاء الوزراء لقال الرضيع نفسه لـ ” قادة ” الاحزاب فمنهم واليهم الولاء المطلق !
قال لي مرّة رئيس هيئة للنزاهة على هامش ندوة كنت اديرها عن مستويات الفساد المالي في البلاد” الاسماء المنخرطة في الفساد المالي يشيب لها الرضعان ” !
اصبح الحديث الشعبي عن عداوات القادة السياسيين وحجم الفساد الكارثي في متناول الجميع ، ولا نحتاج الى كشوفات جديدة الا من باب التسلية والضحك التي يشبه البكاء ، وقالها الراحل نزار قباني في مؤتمر للمربد الشعري عام 1968 ” جئت ابكيك ياعراق وبعض من البكاء غناء ” !!
الجميع مقتنع بفشل العملية السياسية ويتلاعبون بحلول ابعد ماتكون عن السبب الرئيس في بنية العملية ،والجميع لايريد ان يخطو في الاتجاه الصحيح لان بوصلتهم في مسار آخر !!