19 ديسمبر، 2024 1:21 ص

لاجدال في أن (الطائفية ) سواء كانت عرقيّة او دينيّة او مذهبيّة أو مناطقيّة , قد إستيقظت ! شئنا ذلك أم أبينا

لاجدال في أن (الطائفية ) سواء كانت عرقيّة او دينيّة او مذهبيّة أو مناطقيّة , قد إستيقظت ! شئنا ذلك أم أبينا

* سياسيون طائفيون وكتاب يزيفون ارادة العراقيين
* كلنا مسئولون عندما يتعلق الأمر بالعراق الواحد
* الطائفية زرعها سياسيوا مؤتمر (لندن)في تربة خصبة

من أيقظ الطائفية ) في المبتدأ ؟
 أبان (مؤتمرات المعارضة).. حفنة من السياسيين الموصوفين بالمعارضين لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين  .. حملوها شتلات غواية ليزرعوها في تربة خصبة , آملين منها التعميم كغطاء لما أدعي من المظلومية كردية وشيعية (هناك توثيقا رصينا وحقيقيا) قد حفلت به أدبيات المظلومية الشيعية والكردية ..في الأولى تمثل باحكام الإعدام المنفذة بالقيادات الدينية الشيعية العنوان البارز لها , كما تأتي عناوين كثيرة في مقدمتها قمع ( الإنتفاضة الشعبانية) وما الى ذلك ..وملامح المظلومية الكردية تتجسد ب( الأنفال) وذيوله , فقد توسل من رفع شأن (الطائفية) الإستحواذ على عواطف الجماهيرمن أجل تحقيق ارقام مناسبة لتبوءه السلطة , وعندما تبوء اولئك السادة السلطة واجهتهم مشكلة نظروا اليها في باديء الأمر بشيء من الإستهانة, مراهنين على أن مرحلة حكم (السنة) قد انتهت بحكم صدام حسين (السني ) , وفي واقع الأمر لم يكن صدام حسين سنيا , ولم يذكر أنه قد تصرف كما يتصرف المبرزون في بعض السنّة اليوم ..وقد تم تهميش هذه الشريحة المؤثرة من ابناء الشعب العراقي ..والمؤلم في الأمر أن اولئك المتسلطون على السلطة منذ عشر سنوات ماضيات , قد زحفوا باقصائهم الفئات الأخرى من ذات (البيت الشيعي) , فتشظت انتماءاتهم حتى بلغت العشرات ..ربما يقول قائل ” لقد أرادوا تعدد التشكيلات من أجل حيازة (الأرقام) ..نعم ربما يكون هذا صحيحا في المرحلة الأولى , ولكنهم عندما تذوّقوا وتهنّوا بلذائذ السلطة والمال والنفوذ , صار التمسك أكثر بالشللية التي رعتها (المحاصصة) وكرستها كقاعدة من قواعد الحكم !
في المقابل ..تدافعت الشخصيات العشائرية ومالكة المال والمؤثرة في ابناء عشائرها في المنطقة الغربية لمحاولة حيازة مواقع لها في قطار السلطة , سواء عن قناعة او من دون قناعة , وراجت في المنطقة الغربية التكتلات والتجمعات , بقيادة رؤساء أفخاذ وعشائر  مع بعض المثقفين الطامحين  , فيما تغلغلت بينهم قواعد (القاعدة) التكفيرية , التي وجدت لها (هدفا أمريكيا) جاهزا , يحتاج الى ان تتوسع رقعة أعداءها لتوسع بذلك أذرع عملياتها , وقد وجد هؤلاء السادة (لاأعني القاعدة) دعما ماليا ولوجستيا واعلاميا من دول عربية واجنبية مجاورة ,( ان صح ما يتم تناقله من ان اموالا مباشرة قد دفعت من السعودية وقطر وتركيا ) , وفي الأغلب الأعم من دون قناعة بمن يقود السلطة الجديدة .
كل ماجرى ويجر منذ عشر سنوات مضت لم يؤد الى سيادة الأمن والإستقرار وظهور نتائج للتنمية المنشودة !..ويقول البعض “مالذي حصل ..لقد أستبدل البعث بالدعوة ” ..لاريب ان (الدعوة ) كتجمع ل(دعاة) , بدليل انه ومنذ تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي, قد افتقد الهياكل التنظيمية للحزب  ومضى يعمل باسلوب تجمع الدعاة , ولكن عندما تسلم السلطة راق لرموزه اعلان  تسمية الحزب (أحاديث لنوري المالكي وعبد الحليم الزهيري وعلي التميمي وغالب الشابندر).
ولاأدري فيما اذا كان(حزب الدعوة) سيبقى محتفظا بتأييد الإدارة الأميريكية   التي أوصت (الإسلام السياسي) الى حكم مصر وتونس وليبيا واليمن لتقول في النتيجة كما ذكرت في مقالات سابقة (هذا حكم الإسلاميين كما تريدون )؟
السؤال الآن ..من المسئول عن استشراء (الطائفية) ؟
وعندما نقول (استشراء) لايمكن لنا نكران أن هذه الآفة القاتلة موجودة , ولكنها كنار تحت الرماد ,لاشك ان قوة النظام  شكلت عاملا من عوامل قمعها , وليس لإخلاقيات وكارم  نتغنى بها دور في ذلك  وقد يشبه ذلك بأن النظام القوي القمعي بمثابة (الغطاء الكابح) للروائح الزاكمة , وربما كان مخططا للعراق المرور بهذه المرحلة التي اطلق عليها (رونالد رامسفييد) اصطلاح (الفوضى الخلآقة).. هنا  تأتي الإجابة سريعا ومن دون كثير تفكير ..أنهم السياسيون ! لماذا ؟ كونها تمثل الوسيلة التي يحوزون بها على تأييد الجماهير الغفيرة المستلهمة لبعض أمراض ثقافاتها الشعبية في اية منطقة من مناطق العراق ! والتي كان لدعاة من المذهبين الأثر في استلهامها وتأجيجها, اعتمادا على متناقضات وردت في كتيبات موضوعة توسلت الإجتهاد في الحديث وأحيانا التأويل في النقل !
لا أتفق مع من يقول..أن (الطائفية) جاءت مسلفنة مع الإحتلال الأمريكي الغاشم كما هي (الديموقراطية) ..كون هذه الطائفية مثل (افعى كامنة) في بعض النفوس, تطل برأسها النافث لسمومها عندما تحين لها الفرصة .
وأذكر حادثة تنطوي على بعض التعبير, عن ما يستوطن بعض نفوس العراقييين من كوامن طائفية  أو مناطقية , يعبر عنها بأساليب مختلفة ربما من أهمها الضيق بالطرف الأخر ..(مظفر مندوب) مذيع  عراقي معروف له حكاية مع الائفية  بدأت حين وقف أمام لجة القبول في الكلية العسكرية ببغداد في الستينيات..حيث سأله الضابط رئيس اللجنة عن اسمه ,  وأسمه كان اسما جنوبيا مغرقا في البيئة المحلية .. انتفض رئيس اللجنة قائلا ” كل من يكلك أقبل اسم مثل اسمك كله غلطان” ذهب الشاب الى المحكمة لتصحيح أسمه , وعندما انتهت المعاملات وصار اسمه( مظفر مندوب) , مضى الوقت المقرر للقبول , وبقي الشاب من دون عمل حتى عين مذيعا في الإذاعة والتلفزيون (هذه الحكاية عن السماع ).
إذن القضية ليست ابنة اايوم , ولكن من أيقضها وأمّن لها سعتها وتمكنها سياسيوا ما بعد 2003 المتمكنون من الحكم, ومن يسعى له من الأطراف الأخرى ,بايحاء او دعم من الإحتلال المجرم والأنظمة المجاورة للعراق جميعها ومن دون استثناء , كل له اهدافه وبرامجه في التأثير(الديموغرافي) والسياسي !
ولعل ابرز العناصر المؤثرة في مسارات  اشاعة (الطائفية) الجهد الأمريكي غير البعيد عن (الصهيونية) , في رؤية العراق بلدا تمزقه الطائفية لأهداف وعوامل يطول شرحها ! ولقد كان مهما لمبتدءات الإحتلال تدريب وتأهيل عناصر وضعت نفسها في خدمة المحتل , تم تجميعها من شتى بقاع العالم , لتخضع لبرامج تأهيل وتدريب , معتنى بصياغتها وتنفيذها في (الجيك) و(عين كاوة ) , تتخصص في الإعلام , ومخاطبة الرأي العام والتأثير في خياراته , رأينا منهم بعد الإحتلال وزراء ومستشارون ونواب ورؤساء لهيئات اعلامية , وآخرون لم يصبهم من الكعكة الكثير المباشر , فصارا كتابا ومحللين سياسيين يصولون ويجولون على صفحات الصحف ووسائل البث التلفزيوني ومواقع الإتصال الجماهيري  , أجزم ان كثيرا منهم لم يقرأ كتابا رصينا في حياته , بالإضافة الى ان بعضهم يمكن أن يكون قد قرأ  , الا أن قراءاته تلك كانت لأدبيات فاسدة , لاتستقيم ومنحى قضايا العراق ووحدته وبناء مستقبله على اسس (الدولة المدنية) التي وجد نفسه عليها منذ الـتاسيس, الذي أتسم بحذر شديد من الملك فيصل الأول , كي لاتشيع الطائفية في العراق الحديث ! مع ان المؤرخ الموضوعي قد رصد كثير من التصرفات (غير الممنهجه) في  كثير من المعاملات .
وأحدثكم هنا عن مصيبة ! تكمن في اني وكثير من الأخوة الكتاب , قد باشرنا منذ عام 2007 الكتابة في موضوعات تمس واقع الحياة السياسية والإجتماعية بما فيها سرقات المال العام , ويحتفظ ارشيفي الخاص بمئات المقالات  بهذه الموصوفات , ومنها سلسلة مقالات ( إلحكوهم قبل أن يشلعوا ) ( وتنازل لي عن رئاسة الوزراء) و(قبل ان تقابل امير الكويت ) وغيرها كثير ! الا أن أذنّا صاغية لم تكن تتوفر ! جوهر المصيبة أن هؤلاء الذين كنا نوجه النقد لهم وفي مقدمتهم رئيس الحكومة نوري المالكي وغيره , صاروا اليوم يتحدثون (بحرقة وألم) كما كنّا نتحدث , وكأنهم هم المظلومون والمعتدى على زمنهم وثرواتهم  لانحن الذين يشدنا اليوم البحث عن وسائل للتعبير عن ومواقفنا وآراءنا , بعد أن سرقها منا  رئيس الوزرا ء وربعه..بمعنى ان هؤلاء السادة قد سحبوا البساط من تحتنا , كما يحصل اليوم اذ يتداعى (ثوار) التظاهرات في الأنبار والموصل وديالى , لمصالحة (المالكي ) وكأن المالكي هو العراق كله ولاحياة للعراق من دونه ! ولا أحد يسأل او يجيب عن التهم (الكاسرة للظهر) التي اتهم بها (العيساوي ) و (العلواني) وآخرون أين ستذهب وهل سيكون مصيرها مصير جرائم (السوداني ) و(ايهم السامرائي) وغيرهم كثير ..والمصيبة الأخرى ان كثير من السياسيين الفاسدين والمفسدين, قد راحوا يشترون ذمم بعض (الكتاب) من أجل تدبيج المقالات والبرامج التلفزيونية المادحة,والمزينة لهم على حساب الحقيقة , حتى وصلنا الى تحديد اسماؤهم وتوثيق منتجهم المخالف لمباديء واخلاقيات الإعلام والثقافة ..
الإعلام غير الدعاية , حيث يمكن لهؤلاء المسوقون لكتاباتهم الرخيصة وضع كلمة (للدعاية ) او (اعلان مدفوع) على كتاباتهم , من اجل تنزيه الكتابات الحرّة الرصينة الهادفة الى تعزيز القيم الأخلاقية في مجتمعنا المشظى ..وقد حدثني الصديق أياد الزاملي منذ وقت قريب عن كتّاب يتقاضون مبالغ مالية لقاء كتاباتهم عن السياسيين والمسئولين ! وهذه حالة فريدة ادخلها هؤلاء الطارئون على مهنة الكتابة او الصحافة , كما ان كاتبا قد كتب عن مسئول مديحا على أمل قبض الثمن , طلب الي مساعدته في سرعة نشر مقالته الا انني امتنعت فزعل ! لايمكن السكوت عن كل هذا , حيث يفترض قيام  مؤسسات الرقابة الصحفية العاملة بشكل واسع الآن , بفضح مثل هؤلاء, والعمل مع الإدعاء العام (اذا كان مستقلا فعلا) لإحالتهم الى القضاء ,ومنعهم من ممارسة العمل الصحفي او الكتابة ..فلا نريد فسادا فيما يفترض انهم مقاومون للفساد وأشكاله وصوره المتعددة ! كما أن حهدا شجاعا مطلوبا من الكتاب الوطنيون , لفضح مثل هذه الكتابات الضارّة بثقافة العراقيين وهدف اطلاعهم على الحقائق  بعيدا عن الزيف والتملق  والمحاباة !
ورود الكلام ..
نضيء لهم الشموع ..ننثر في طرقاتهم الورود ..نضعهم على أعتاب حياة فاعلة ومتفاعلة ..نجمع لهم طيبات الدنيا , مثل نحل مكد..ليس له نصيب مما يجمعه.نصوغ لهم كلمات من حب , وضياء , وتمني ..نوقف اجسادنا دروعا لهم , ونأسى لحر يرهقهم , وبرد يرجفهم ..نلح على الأثير لنراهم . لتطمئن قلوبنا ..ولكنهم بعواطفنا يترعون ..السكوت أجدى !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات