لعل هكذا خطة لم تغب عن مخيلة القادة العسكريين وحتى بعض الجنود المتمرسين, لانها واحدة من اسس الحروب التقليدية, وتاليا لابد ان عددا من المهتمين بالامر اقترحوها قبلي ولكن لابأس في تذكير السادة المعنيين وعلى رأسهم السادة وزيرا الدفاع والداخلية والسيد القائد العام للقوات المسلحة.
من المعروف ان قوة داعش والمجاميع الارهابية التي على شاكلتها تكمن في حرب المدن او مايطلق عليها “الحرب غير التقليدية” لما توفره البنايات من حماية وعنصر المباغتة وقلة فاعلية القصف الجوي والاسلحة الثقيلة التي غالبا ماتعتمد عليها الجيوش في الحروب التقليدية, لذا قد تكون مهاجمتهم في المدن التي احتلوها غير مجدية أومكلفة.
على اساس ماتقدم اعتقد ان وضع خطة من قبل قوى الامن والعشائر والحشد الشعبي للسيطرة على الطرق وتطويق المدن التي تحت سيطرة داعش ومنع وصول الامدادات والدعم البشري واللوجستي لها من قبل عناصر التنظيم في المدن الاخرى لبعض الوقت يمكن ان يؤدي الى انهيار التنظيم في هذه المدن باقل الخسائر لاسباب لوجستية ونفسية.
يشترط لنجاح الخطة محاصرة كل المدن التي تسيطر عليها داعش في آن واحد لمنع مساعدة احدها للاخرى وقطع شرايين الدعم اللوجستي والبشري بينها وحرمانها من الاعداد لشن هجمات كبيرة او فعالة لفك الحصار عنها, سيتم هذا الهدف تلقائيا عندما تحكم قوى الامن والمتطوعون السيطرة على الطرق العامة.
عندما يطول الحصار عليهم وتنفد ذخائرهم وتتواصل اخبار سقوط الضواحي والمدن وتدمير قوى التحالف وطيران الجيش العراقي لارتال المدد, يتفشى خبر قرب سقوط المدينة, اي مدينة تحت سيطرتهم, عندها لم يبق أمام عناصر داعش الا خيارين:
اما ان يحاولوا كسر الحصار فيخرجون من المدن ويشتبكون مع القوات المرابطة على الطرق, فيكونوا بهذا فقدوا عامل الاحتماء ببنايات المدينة واستدرجوا الى موقع قتل على الارض المكشوفة فيسهل على طيران الجيش وقوى التحالف,مدعومة بالقوى الامنية المرابطة على الطرق, اصطيادهم.
أو يفرأو يستقتل المقاتلون الاجانب بعد ان يخذلهم ابناء المدينة ,الذين انضموا الى داعش متنكرين, واللذين سيرمون اسلحتهم وينزعون اقنعتهم ويعودون الى اهاليهم آملين عدم معرفة الناس بتورطهم او راجين عفوا او عقوبة مخففة.
*[email protected]