لاتندهشوا من فضائح هذا النظام الفاسد الذي يحكم البلاد منذ عقدين من الزمن ، فحين يحكم اللصوص تكون مخرجات الفضائح من مستنقع عملية سياسية يديرونها بمقاسات المافيات والسطوة والقوانين التي تحكمها تحت شعار ” حاميها حراميها ” !
لست مندهشاً من ان النزاهة لدينا تحتاج الى نزاهة لحمايتها ، وان مراقب المسؤول بحاجة الى من يراقبه والحارس بحاجة الى من يحرسه والقانون الى من يحميه والاموال الى من يصونها من ايادي لصوص اليوم والشهر والقرن !
لست مندهشاً من فضائحية لصوص يتفقون على النهب ويختلفون على التوزيع فتزكم الانوف رائحة الفساد من رؤوس نعرفها ويخشى الجميع الاعلان عن أسمائها !
لست مندهشاً من التنصت والتخابر والتجسس بين أفراد عائلة اللصوص ، لينكشف المشهد على فوضى الصراعات الداخلية التي تنخر بجسد هذا العراق الذي يكرهونه على رؤوس الاشهاد !
لست مندهشا من سلوكيات اقطاب النظام وحواشيه وهم يتحفون البلاد يوميا بفضائح من العيار الثقيل ، فضائح لاينبت عليها شعر كما يقال ، وفوقها وتحتها، وايغالاً في الاستفزاز يحدثوننا مبتسمين من الشاشات عن الخير القادم وصولات محاربة الفضائح بمطارق من حديد فنكتشف ، ياللخيبة ، انهم يهدمون البلاد ، كما قال قطب من اقطابها المتقاعدين ، نحن معاول ومقاولو هدم لا بناء ، وكان أصدقهم !!
لست مندهشا من فضائح محاولاتهم إعادتنا الى عصور الخيام والجواري برعاية عقولهم الموغلة في ظلاميات التأريخ وارتداداته الأكثر سوءً على الحقوق الإنسانية والتي تعرضنا أمام العالم المتحضر كمجموعات من القردة !!
لست مندهشاً من بيع العراق بالتقسيط المريح لمن اراد ويريد من الأشقاء والأصدقاء والأعداء في سلّة واحدة ، مادام الهدف واحداً ، فما قيمة التراب حين يتهشم الانسان متحولا الى باحث بلا كرامة عن لقمة خبز من ماله وحقه وحلاله الذي يسرقه منه رعاة الحلال والحرام ؟!
لست مندهشاً من كل العار الذي الحقوه في البلاد ، من سرقات وانتهاكات وإشباع بالمخدرات وخدمة اهداف الاقرب الى القلب من نصب الحرية الذي مازال يلملم جراح ابنائه جراء المسيلات للدموع والطرف الثالث الغائب حتى الآن ، وفي نفس الوقت الحاضر بيننا بقوة !!
لست مندهشاً من طبقة سياسية لاتشعر بالخجل و الفشل وهي تخوض بالبلاد في مستنقع الفضائح التي تتوالى وتتزايد من داخل البيت نفسه ، بيت الطبقة السياسية الذي ربما أصبح أوهن من بيت العنكبوت !
لسست مندهشاً الا من جوقة المستشارين الذين يقدمون البلاد ،وقادتها الاشاوس، على انها نموذجاً لما يتوجب ان تكون عليه البلاد المحترمة دون أي خجل ولا ضمير !
لست مندهشاً الا من اولئك الذين مازال يحدوهم الأمل بأن مثل هذه الطبقة الفاسدة ستطرق يوماً ما ” ابواب دروب السلامة ” التي حدثتنا عنها جدّاتنا الحكيمات !!