18 ديسمبر، 2024 7:22 م

لاتنتظروا خيراً من المعتوه (ترامب)

لاتنتظروا خيراً من المعتوه (ترامب)

انتهت ولايتي الرئيس الأمريكي أوباما وبدأت ولاية الرئيس المعتوه والملياردير ترامب , وهذا الحدث لاقى إهتماماً ومتابعة ً وتحليلاً في جميع أنحاء العالم بين مؤيدٍ ومعارض ٍ ومستبشرٍ ومتشائم, وأنا أرى أن كل من يتوقع أي تغييرمهم في السياسة الأمريكية تجاه دول العالم الأخرى بشكل عام والدول العربية بشكل خاص فهو ساذج ولايفقه من أمور السياسة شيئاً, لأن المتتبع للسياسة الأمريكية بشكل جيد يعلم بوضوح بأن الخطوط العريضة والرئيسية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية ليست بيد الرجل الأول لامن قريب ولا من بعيد بل هي بيد اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على مصدر القرار السياسي في الكونغرس الأمريكي وهو يسيطر على الدعائم الرئيسية في الإقتصاد الأمريكي, ويجب أن نعلم جيداً أن هناك ثوابت رئيسية وخطوط حمراء عريضة تم وضعها في منظومة السياسة الأمريكية لايمكن لأي رئيس للبيت الأبيض أن يخالفها أو يقترب منها وأهمها (أمن إسرائيل) التي تعتبر من الأمور المقدسة والواجبات الأولى التي يجب أن ينفذها كل رئيس يعتلي منصب الرجل الأول في أمريكا وعليه أن يعمل بكل إمكانياته المتاحة لحماية أمن اسرائيل من أي خطر يحدق بها وأن يسخّر جميع الإمكانيات الاقتصادية والمالية والعسكرية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي حتى لو كان على حساب العلاقات الأمريكية مع دول العالم المختلفة.
ان كل ماسمعناه من ترامب لايعدى كونه برنامجاً انتخابياً دعائياً وصل بموجبه الى سدّة البيت الأبيض وعليه من الآن تنفيذ الأجندة المرسومة له بدقة, وصلاحياته ستكون حالها حال من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة محدودة بأمور بسيطة منها الضرائب الداخلية وتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل وحقوق الانسان والإصلاحات الاقتصادية, أما الأمور الخارجية فلن تكون للرئيس الأمريكي ترامب دوراً بارزاً فيها لأن نظام الولايات المتحدة نظام مؤسسات تم تثبيته دستورياً عبر سنوات طويلة ولايمكن لأي رئيس أن ينفرد في أي قرار مصيري إلا بتخويل من المؤسسات الدستورية العليا في البلاد, لذا فان ترامب لن يغير أي شيء من خطوط السياسة الأمريكية الثابتة وهي سياسة استعمارية معروفة لجميع دول العالم لأنها تفرض قراراتها ورغباتها بالقوة لما تتمتع به من قوة عسكرية عظيمة جعلتها تتبوأ القوة العظمى في العالم, ولن يتمكن ترامب كذلك من تغيير أي شيء في سياسات الولايات المتحدة تجاه الدول العربية فهي معروفة بأطماعها الاقتصادية الواسعة خاصة بما يخص الدول المنتجة للنفط .
نصيحتي لجميع المؤيدين لترامب لاتنتظروا شيئاً من هذا المعتوه فهو كمن سبقه مجرد أداة لتنفيذ سياسة استعمارية ثابتة تفرض سطوتها وجبروتها على جميع دول وشعوب العالم لتحقيق هدفين رئيسين وهي (أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة) ومن أجل تحقيق ذلك سيستخدم كافة الوسائل العسكرية والدبلوماسية والإقتصادية مهما كانت الخسائر التي تدفعها الشعوب الأخرى.