23 ديسمبر، 2024 9:17 م

لاتقل سبع صنايع والبخت ضايع .. بل قل سبع صنايع والعلم ضايع !

لاتقل سبع صنايع والبخت ضايع .. بل قل سبع صنايع والعلم ضايع !

يقول أحد ألكتاب :أن التاريخ أصطفاء طبيعي حيث تتصارع ضروب من طفرات ألماضي على ألسيادة؛أنواع جديدة من ألوقائع تنشأ؛أما الحقائق ألعتيقة ألمتحجرة فتمشي معصوبة ألعينين الى ألحائط؛ولا تبقى على قيد ألحياة ألا طفرات ألأقوى؛ أما الضعفاء والنكرات والمهزومون فلا يتركون ورائهم ألا القليل من ألأثار؛ حقول ذات أنماط معينة ؛رؤوس فؤوس ؛حكايات شعبية ؛أضرحة دفن موتى ؛أنه علاقة أسترقاق متبادل.
في حياة أوروبا الحديثة في تعاملها مع الطبيعة ؛وتفسيرها للعالم وتحويلها للبيئة وفعلها في ألمحيط ؛حلا بذلك محل ألأسطورة والسحر والتنجيم والغيب والخرافة ؛والخوارق والحكمة المتوازنة وألمهارة المكتسبة وألأمثال المتدوالة والأعتقادات ألشائعة .
يمكننا التعبير عن الحقيقة ذاتها بالقول ؛أن العقل العلمي ؛ألكمي ؛ألأستكشافي ؛المهني ؛التطبيقي ؛المنهجي؛ ألمنتظم حل محل العقل الغيبي ؛الكيفي ؛ألتأملي ؛ ألصوري ؛ألأعتذاري في كل ماله من علاقة حاسمة وحيوية بالنسبة للتعامل مع العالم عموما ومع أدارة أنتاج الثورة ألأجتماعية ؛وكما قال فولتير { ألأحرار عندهم تاريخ ..وألعبيد عندهم حكايات }.
يقول نزار قباني:أياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب ؛فحربهم أشاعة وسيفهم خشب ؛وعشقهم خيانة ووعدهم كذب ؛أياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب فكلها ..نحو ..وصرف ..وأدب وكلها أضغاث أحلام ووصلات طرب ؛الكلمات أصبحت للبيع وألأيجار ..نائمون فوق البيض كالدجاج ؛وفي زمن ألحرب يهربون كالدجاج ؛مسافرون نحن في سفينة ألأحزان ؛قائدنا مرتزق وشيخنا قرصان ؛مكومون داخل ألأقفاص كالجرذان .
   يقول ألمتنبي  لما رأيت الجهل في الناس فاشيا    تجاهلت حتى قيل أني جاهل !!.
لازالت العقلية العربية أسيرة الماضي؛فتراهم يخوضون في التحليل والبحث في الماضي والمضارع والرفع والنصب  ولذلك تأخروا  عن أللحاق في ركب الحضارة ؛ويتناسون أن من وضع قواعد النحولهم معظمهم  من غير العرب كسيبويه ونفطويه وغيرهم .أشكر ألأخوة ألقراء الأفاضل ألذي أشاروا ألى بعض ألأخطاء ألنحوية وأحب أن أنبههم أن تخصصي علمي ومعظم بحوثي ألعلمية هي باللغات ألأجنبية وهؤلاء لايهتمون بالرفع والنصب وانما  بقيمة البحث وألأستفادة منه في خدمة ألناس وتطور ألمجتمعات ؛وأحب أن أوجه أنتباه ألأخوة ألأفاضل بمراجعة كتاب ألدكتور الفاضل علي الوردي {أسطورة ألأدب ألرفيع} ألذي أصدره في ستينات ألقرن ألماضي وألحوارات ألتي جرت بينه وبين ألدكتور عبد ألرزاق محيي الدين  فيما يتعلق بقواعد أللغة وعدم مرونتها في اللحاق بلغات العالم الحديثة ألتي تشمل مصطلحات تكنولوجية وعلمية تتغير بأستمرار والتي أنتهت بأنسحاب ألأخير من ألحوار وعدم قدرته على مواجهة ألأسباب ألمنطقية والعملية في هذا المجال التي طرحها ألدكتور ألوردي ؛علها تجيب على كثير من تسأولاتكم بهذا الخصوص مع جزيل شكري وتقديري.
سببت حروف العطف مثلا للمسلمين مشاكل كبيرة في تفسير آيات من القرآن المجيد فيما يتعلق بالوضوء {يأيها الذين آمنوا أذا قمتم للصلاة فأغسلوا وجوهكم وأيديكم الى ألمرافق وأمسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى ألكعبين….}؛فبعض المفسرون يقولون أنه يجب غسل ألرجلين ولايجوز مسحها لأنها معطوفة على الوجه وليس الرأس وهم الطوائف السنية ؛بينما البعض ألأخر يؤكد وجوب مسح ألرجلين لأنها معطوفة على ألراس ؛وهم ألطائفة ألشيعية وكل منهما يبطل صلاة ألآخر!!. هل كان من الصعب على الناطقين بالضاد أن يسألوا النبي{ص} وهو بين ظهرانيهم بدلا من هذا الجدل ألبيزنطي!!.وينسحب ذلك أيضا على تفسير ألآية الكريمة  لغويا{ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم وقدموا لأنفسكم وأتقوا ألله…..ألخ} فكلمة{أنا} حسب تفسير الشيعة لغويا مكانية وزمانية ؛أي أن  له الحق  مضاجعة زوجته من قبل ومن دبر وبعضهم يفتي  بكراهية الجماع من الدبر !! أما السنة فيجيزون ألجماع من قبل فقط وله الحق مواقعتها في أي وقت يشاء حتى وأن كنت تطبخ ألطعام !!.كان النبي{ص}  يعيش بينهم فما الذي منعهم من السؤال طبقا للقول ألمأثور ؛لآأحراج في الدين ؛ ولماذا تركوا تفسير القرآن لسلطة التفسير أللغوي بدلا من التفسير ألنبوي وبذلك كان بأستطاعتهم وقف  نزيف الدم بين الطوائف ألأسلامية منذ صدر ألأسلام الى يومنا هذا؟!!.وألسؤال كيف يمكن الفكاك من أسار ألبنية العقلية ألتي أنتجت ألواقع ألأميل الى ألمحافظة على الموروث والخطاب ألسلفي؛الذي يصر على أنه ليس بألأمكان أفضل مما كان والتسليم بذلك.               من يطلع على  الكتب ألتراثية ألعربية سيجد ألكثير من ألطرائف ألتي تشير الى عقم ألمتفيقهون في مجال أللغة وقواعدها :جاء نحوي يعود مريضا فطرق ألباب ؛فخرج أليه ولده ؛فسأله كيف أبوك ؛ قال ياعم ورمت رجليه ؛قال لاتلحن ؛قل رجلاه ؟قال ثم وصل الى ركبتاه ؛قال لاتلحن ؛ ثم ماذا قال مات؟!!وأدخله ألله في عيالك وعيال سيبويه ونفطويه وجحشويه؟!!.ركب نحوي سفينة ؛قال للملاح هل تعرف شيئا من النحو ؛قال لا!!؛قال ذهب نصف عمرك ؛ فلما أضطربت السفينة وأشتدت الريح وكادت ألسفينة أن تغرق ؛قال الملاح للنحوي ؛هل تعرف السباحة ؟قال لا؛قال له ذهب جميع عمرك..عاد الخليل بن أحمد الفراهيدي نحويا وكان عنده أخ فقال ألأخ للمريض ؛أفتح عيناك ؛وحرك شفتاك ؛أن أبومحمد جالسا ؛فقال الخليل أن  أكثر علة أخيك من كلامه.    
عندما نسخ ألقرآن الكريم لم يكن منقطا أو محركا وفي تلك ألفترة حصلت معظم الفتوحات ألأسلامية في كل بقاع الأرض ولم يقف ذلك عائقا في طريق المسلمين وكان مؤذن ألرسول {ص} بلال حبشي ولايستطيع أن ينطق حرف {الشين }وعندما أعترض ألأعراب على ذلك قال لهم ألنبي{ص} ؛سين بلال شين عندنا !!.
في وقتنا ألحاضر من يتصفح القرآن ألكريم بكتاباته ألذهبية ألمزكرشة والفواصل ألملونة وألتجليد ألفاخرألمزخرف ؛ أصبحنا دولا محتلة وقواعد ثابته للدول ألأحنبية ونستورد كل ما نحتاجه من ألعالم ألآخر .وكما جاء في ألقرآن ألكريم { ومن ألناس من يعجبك قوله في ألحياة ألدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو أشد الخصام }.قال ألنبي {ص} ؛أن أبعد ألناس عن رائحة ألجنة ألمتفيقهون..}.
تحدث تشرشل في مجلس العموم ألبريطاني عن حالة البلاد بعد الحرب العالمية الثانية ؛فقاطعه أحد ألنواب مستهزئا به ؛قائلا: لقد كان أبوك يحسن  ترقيع حذائي!!فرد عليه تشرشل قائلا ؛نعم كان أبي يحسن ترقيع حذائك أما أنا  فأحسن ترقيع عقلك؟!!.من سخرية القدر أن نسمع في نشرات ألأخبار مؤخرا أن ضابط أردني قد قتل في أفغانستان الذي يعمل في قوات ألتحالف ولم نسمع منذ حرب حزيران في عام 1967أن جندي أردني قتل في فلسطين في حرب ضد الجنود ألأسرائيلين!! .
ألأمة في حالة موت سريري ؛ونتائج الربيع العربي أتضحت ألآن في قتال بين أبناء الشعب الواحد في ليبيا وتونس واليمن ومصر وسوريا والحبل على الجرار ؛فما فائدة { بلاد ألعرب أوطاني} ألتي تغنينا بها ردحا من الزمن ؛فهل يستطيع العربي أن يتنقل بكرامة وبسهولة بين أقطارها المتناحرة فكريا وعقائديا وسياسيا كما يحصل بين الدول ألأوربية ؟!!.سعيدوا الحظ الذين هاجروا من بلادهم الى العالم المتحضر وحصلوا على فرصتهم في خدمة ألأنسانية كفاروق الباز ومحمد زويل ومجدي يعقوب وغيرهم الذين يزيدون على مئات الألوف في مختلف مناحي المعرفة ألأنسانية ؛الذين حرموا من هذه الفرص ؛ولو قدر لهم أن يبقوا لما سمعوا سوى شعر وخطب عصماء وفتاوي دينية معظمها تشجع على الكراهية والقتل؛ يقدسون الحاكم ويحتقرون شعوبهم لقاء دراهم معدودة.ألكلمةالطيبة صدقة ؛هي التي تحي النفوس وليست الكلمة التي تزهق النفوس؛فاللغة هنا سلاح ذوحدين ؛فأذا كانت تدعو ألى الحب والوئام  وألتصالح والسلام فهي نعمة  أما أذا كانت تدعو الى ألفرقة وألأحتراب وأزهاق ألأرواح البريئة فهي نقمة!!.