اليوم وبينما كنتُ في مجلس سياسي متحرك بسرعة 80 كيلو متر في الساعة على الطريق السريع فهمت وأدركتُ كامل ألأدراك أن كل من يتهم الكربولي بسرقة أموال الشعب وقدرها 800مليون دولار هو واهم مئة في المئة ولاينبغي على أي فرد من أفراد المجتمع العراقي أن يذكر الكربولي – ومشتقاتة حسب ماتقولة الكاتبة هايدة العامري ..فهي أول من أطلقت عنوان أو عبارة الكربولي ومشتقاتة- لايحق لأي مواطن أن يذكر الكربولي بسوء. هذا ماوصل الى سمعي أثناء ألأنتقال بسيارة – الكيا- من مكان الى آخر. يمكن أن نطلق على سيارة – الكيا- بالمجتمع السياسي المتحرك , فما أن يبدأ شخص بالحديث عن الوضع السياسي في العراق حتى تنهال السجالات والنقاشات والتحليلات السياسية من قبل جميع ألأفراد في تلك السيارة وكأنهم ينتظرون الفرصة للحديث عن أي شيء. كنتُ جالساً في المقعد ألأخير- وهذا ماأفضلهُ دائما- كي تكون لي فرصة سانحة للتأمل بعيداً عن فضول ألآخرين المحبين للجدال والنقاش. الغريب في ألأمر أن ذاكرتي رجعت الى الوراء دون تفكير الى عام 1978 حينما كان الدكتور – دريد- يشرح لنا الفعل –overhear – وقال بالحرف الواحد ” لاتنسوا هذا الفعل أبداً فهو يشير الى حادثة قد تقع أمامك وتسمع كلاما رغماً عنك..أنت لاتريد التدخل في الموضوع المطروح قربك ولكنك مجبر على سماع ذلك الموضوع مهما كان نوعة لأنك محصور في مكان لايمكنك التخلص منه لحظة إنطلاق الحوار من قبل أشخاص آخرين – وكتب لنا مثلاً على السبورة لازلتُ اذكره حتى هذه اللحظة ” “We overheard the conversation at the next table” .ومعناه العام أننا سمعنا الحديث الذي يجري عند المائدة المقابلة أو شيء من هذا القبيل. اليوم تحقق كلام الدكتور دريد حرفياً . كنتُ صامتاً وكان النقاش يحتدم حول قضية الكربولي وكيف أنه حصل على مبالغ طائلة من الهلال ألأحمر وبقية المؤسسات ألأخرى التي كانت تحت سطوتة. لم أهتم لأي جدال كان يصل الى مسامعي رغماً عن أنفي. فقد شاهدتُ قبل يوم إستضافة ألأستاذ الزاملي صاحب موقع كتابات من خلال برنامج الساعة التاسعة من قناة البغدادية وكيف كان يشرح التفاصيل الدقيقة لسرقة موقعه ألألكتروني من خلال موسوعة العراق التي قام بأنشائها الكربولي..وطالعتُ بدقة مقالة هايدة العامري وكيف كانت تتكلم بحرقة عن إستخدام أسمها في موضوع للحديث عن أشياء كثيرة وقد أكدت أنها لم تكتب أي شيء في ذلك الموقع المزيف.
إذن, أنا أعرف كل الحديث الذي كان يجري في ذلك – المؤتمر السياسي المتحرك…سيارة الكيا- . الشيء الذي لفت إنتباهي هو ماكان يقولة شاب إسمه – إبراهيم- عرفت ألأسم من خلال صديقة الذي كان يدعوه بهذا ألأسم بين فترة وأخرى. ” أخوان أعطيكم مثل واحد وتستطيعون من خلاله أن تحكموا على كل قضية الكربولي ومشتقاتة. لنفرض أنني جئت الى بيت صديقي أحمد – هذا الذي يجلس قربي وسرقت الثلاجة من بيته أمام نظرة. لم يقل أحمد أي شيء سواء – لماذا تسرق الثلاجة؟ وتركني لوحدي افعل ما اشاء. في اليوم التالي جئت الى نفس البيت وسرقت التلفزيون ولم يقل لي أي شيء سواء – أنت غير نزيه وسارق..وتركني. سرقت كل محتويات البيت ولم يردعني بأي قوة سوى كلمات كنتُ أضحك علية وأدعوة بالجبان وعدم الدفاع عن حقوقه وحقوق عائلته. كلما شاهدني يقول لي بأنني سارق وحرامي وغير نزيه. سبب أستمراري في سرقة بيت أحمد هو أنني لم أجد أي قوة رادعة تخيفني . لو كان أحمد قد مسك الفأس وقطع يدي أو على ألأقل هاجمني بلكمات على وجهي لما تجرأتُ مرة أخرى لسرقة أي شيء آخر من بيت صديقي أحمد. أنا أحمل كل المسؤولية وأضعها على كاهل أحمد لأنه إكتفى بالشجب والكلام دون أن يبادر الى تدميري بأي وسيلةٍ أخرى. قضية الكربولي تشبه هذه القضية بالضبط. لو كانت السلطات القضائية قد وضعته في السجن في اليوم ألأول لسرقته أموال الشعب لما تجرأ مرة أخرى. لو لم يكن هناك من يسانده في عمليات السطو لهرب منذ زمن بعيد أو لأعاد كل المسروقات للشعب.
ولكن كما يقول المثل – حاميها حراميها-. منذ هذه اللحظة لاينبغي على أي عراقي أن يتكلم عن الكربولي ومشتقاته لأنه شجاع وتمكن من الحصول على ثروات البلاد والشعب يتحدث في جميع وسائل ألأعلام دون أن يتقدم خطوة واحدة لتدمير أي سارق سرق أموال الشعب. منذ هذه اللحظة أتمنى أن لايعترض أي شخص على سرقات الكربولي وغيرة لأنه يستحق كل تلك السرقات لأنه أشجع منا جميعاً نحن الذين نتحدث في المؤتمرات السياسية المتحركة – الكيا- وحينما نصل الى الباب الشرقي نتفرق وكأن شيئاً لم يكن.” كانت كلمات ذلك الشاب ترن في أذني ولم أستطع النوم. قررتُ تدوينها في كتابات – من يدري قد أو ربما يطلع عليها شخص ما يوما ويقود حركة نضالية جدية لمحاربة أي مشتق من مشتقات الكربولي ويعيد للبؤساء أمثالي جزءأً من أموالٍ تتدفق يومياً من النفط ومراكز أخرى ولكننا لا نرى أي شيء سوى الفقر والحاجة لكل شيء.