23 ديسمبر، 2024 7:03 م

لاتعتبوا على أوغلو بل أعتبوا على من أستقبل أوغلو ؟

لاتعتبوا على أوغلو بل أعتبوا على من أستقبل أوغلو ؟

كثر الحديث عن زيارة السيد داود أوغلو وزير خارجية تركيا لمدينة كركوك , تلك الزيارة التي أعتبرت تصرفا غير لائق دبلوماسيا , وأسترعت أهتمام الصحافة العالمية وصحف المنطقة ولكنها لم تأخذ الحجم المناسب للشعور الوطني في الصحف والفضائيات العراقية مما يكشف عن شرخ في الثقافة الوطنية سنعاني منه كثيرا أن لم يتم دراسته وأستحضار العبر منه ؟
عرف السيد داود أوغلو وزير خارجية تركيا بطموحه الى أن يكون منظرا لحالة ولدت ميتة عبر كل من :-
1-  تبرير العلاقة مع أسرائيل كعربون للرضا ألاوربي في قبول تركيا عضوا في ألاتحاد ألاوربي ؟
2-  محاولة أيجاد دور جديد لتركيا في المنطقة العربية من خلال أستثمار مايسمى بالربيع العربي ؟
3-  أختيار الحالة العراقية مجسا للتناغم مع الحس الطائفي المنبعث مع زيادة نشاط تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري وهو الفصيل الواعد بتحقق الحلم ألاسرائيلي وألامريكي ألاوربي بتفتيت المنطقة وصيانة ألامن ألاسرائيلي , ولذلك أكثر أوردغان رئيس الحكومة التركية ووزير خارجيته داود أوغلو من التصريحات المتدخلة بالشأن الداخلي العراقي وأحتضانهم للسيد طارق الهاشمي المطلوب قضائيا للعراق هو تصرف لاتبرره ألاعراف الدبلوماسية وقواعد القانون الدولي ولا يبرره حسن الجوار بين البلدين .
4-  أختيار الحالة السورية لتفجير ألاحتقان الطائفي بوجه محور المقاومة والممانعة , والقيام بشكل مفاجئ بالهجوم على قيادة النظام السوري الذي بلغت العلاقة معه الى درجة رفع التأشيرة بين البلدين , وأصبحت التجارة التركية هي المستفيدة ألاكثر في تلك العلاقة ؟
وكانت المفاجئات السلبية هي من سمات مواقف الحكومة التركية من خلال كل من :-
1-  حادثة الموقف المتشنج ظاهرا مع شيمون بيريز ألاسرائيلي في مؤتمر دارفوس ألاقتصادي والذي أنخدع فيه الكثير في المنطقة العربية ؟
2-  حادثة سفينة الحرية التركية التي قتل فيها تسعة من ألاتراك على يد الجيش ألاسرائيلي فتوعدت الحكومة التركية بشخص رئيسها ووزير خارجيتها ولكنها كانت جعجعة في فنجان كما يقولون ؟
3-  تدخلهم غير الائق في قضية طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي المطلوب للقضاء العراقي
4-  أستمرارهم بالتهديدات غير المجدية كما حدث مع أسرائيل في حادثة سفينة الحرية وهذه المرة ضد ألاكراد السوريين في الشريط الحدودي بين تركيا وسورية وذلك خوفا من تواصل هذا التحرك مع تحرك حزب العمال الكردي التركي الذي يشكل وجعا للحكومة التركية منذ عقود ؟
وزيارة السيد داود أغلو التي أتسمت بالخرق الدبلوماسي وعدم اللياقة ألاخلاقية أفقدته ومن وقف معه ومن أستقبله في دائرة الفشل السياسي الذي لايعرف تشخيص ألامور الملتهبة ولا يعرف فن أطفاء لهيب ألازمات , في منطقة أصبح لهيبها بسبب رعونة السياسة في كل من :-
1-  تركيا
2-  السعودية
3-  قطر
وسبب هذه الرعونة المفاجئة والطارئة على تقاليد الحكم في كل من هذه الدول هو ألايحاء ألامريكي المختزن للكثير من الدهاء في توريط الشركاء والحلفاء في شباك ألازمات الساخنة ليحترق من يحترق , وليبقى هو أي ألامريكي يلملم شباكه ويبحث عن هواة جدد يجعل منهم وقودا للمحارق المستمرة في أكثر من مكان من العالم ولاسيما العالم العربي وألاسلامي بأعتباره المنطقة الساخنة التي تقف على بركان تاريخي معقد بالمواقف والرؤى التي لاتحلها الحسابات الدنيوية ولا السياسات الوضعية , لآنها لاتنتمي لروح هذه الحسابات ولا لرؤيتها للكون والحياة .
وصاحب ألاولوية في حل ماتبقى وما طرأ من مشاكل وعقد على الصعيد العالمي هو من يمتلك بوصلة السماء صاحبة صناعة الحدث الكوني ومنه الفعل البشري الذي مهما خالطه من تمرد وجموح ألا أنه لايقوى في النهاية على كبح جماح كل من :-
1-  الضعف
2-  المرض
3-  النسيان
4-  الغفلة
5-  الموت
وهذه الرؤية المعرفية للآزمات ألانسانية تخلفت عنها كل برامج وخطط المنظرين ودهاقنة السياسية الذين لم يواكبوا ولن يواكبوا صنع الحياة وهبتها التي تبقى سرا تعجز عنه أبحاث الفضاء والجيولوجيا , وأبحاث الطب والبايولوجيا , وأبحاث علم ألاجتماع والسايكولوجيا والبراسايكولوجيا ؟
ولآن السيد أوغلو والبرزاني والسيد أوردغان رئيس الحكومة التركية وكثير من رؤساء الكتل وألاحزاب وأنظمة التبعية في المنطقة العربية أستهوتهم وخدعتهم تكنولوجيا السياسة الغربية فأستسلموا لمواقفها وقراراتها ,ولآنهم أصبحوا رهينة وضحية لآخطاء وشطط بعض من أدعوا التدين زورا وبهتانا لذلك  أداروا ظهورهم لمنبع الوحي والتجلي وبوصلة السماء التي بقينا نراهن عليها بفخر وعلم لايغادر حقيقة ألاشياء الى زيف الواقع وخداعه
وعتبنا اليوم ليس على السيد أوغلو ؟
ولكن عتبنا على الذين أستقبلوا أوغلوا في أربيل وكركوك ونسوا أنهم ينتمون لحاضنة وطن لم يبخل عليهم في كل شيئ وما أستغلال البعض منهم لعائدات المنافذ الحدودية , وطمع ألاخر منهم بالحصص النفطية وتراخيصها مع ميزانية على حساب بقية أشقائهم وشركائهم في الوطن وثرواته التي جعلت مكاتبهم وثيرة وأرصدتهم مرتفعة يباهون بها زوارهم ومن يرتبط معهم بعلاقة عمل ليست لها هوية الوطن ؟
وهؤلاء الذين أستقبلوا أوغلو نسوا أنهم منتمون لدولة لها حرمة ولوطن له سيادة , ومن لايحترم حرمة الدولة ولا سيادة الوطن لايمكن أن يكون ضيفا مرحبا به ؟
فرئيس ألاقليم والوزير والمحافظ ورئيس مجلس المحافظة هم موظفون في الدولة العراقية الفدرالية والدستور الفدرالي حاكم على الجميع , وفن السياسة لايتجاوز على نصوص الدساتير بل يحترمها حتى يكون فنا تتذوقه أفهام العارفين بفن ألادارة والسياسة؟

* رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]