18 ديسمبر، 2024 7:56 م

لاتضيعوا صورة الوحدة الوطنية في كركوك !

لاتضيعوا صورة الوحدة الوطنية في كركوك !

كان يمكن للكرد الساكنين مع اخوتهم العرب في قرية قوتان القريبة من معمل الكبريت في كركوك ان يختاروا البقاء في دورهم ، لكنهم وتجسيدا لاواصر علاقات التأخي العربية الكردية اختاروا التهجير قسريا مع اخوتهم العرب رافضين قرار استثنائهم من عملية تجريف القرية وهدم دورها الذي نفذته اجهزة حزبية وامنية في المحافظة .. وهذه القرية التي ازالتها الشفلات والجرافات انشئت منذ حوالي مائة عام وتسكنها غالبية عربية مع قليل من الكرد وهو ما دعا سكانها من القوميتين العرب والكرد وهم يودعون قريتهم بالدموع يتساءلون مرة اخرى عن ما يحدث الان في كركوك من عمليات اخلاء مناطق من سكانها العرب ! وهل كان دخول عصابة داعش الارهابية حافزا لدى جهات حزبية معروفة متنفذة ان تمارس عملية طرد للعرب من دون ان تدرك مخاطر هذه العملية على قيم التعايش والتأخي التي جمعت العرب والتركمان والكرد ووحدتهم لافشال مخطط داعش الارهابية عندما تصدوا باسلحة بسيطة للعناصر الداعشية التي دخلت مدينتهم فجرا وعلى حين غرة ؟!
قد تكون الاجابة على هذا التساؤل صعبة في ضوء تعدد الاراء والتحليلات وما تحمله من علامات ريبة وشك عن كيفية دخول عناصر داعش الارهابية لكركوك فجرا وسيطرتها على مبان حكومية في حين كان يفترض ان تكون القوات المعنية بالامن من بيشمركه وايشايس وشرطة في حالة انذار قصوى بسبب عمليات تطهير الموصل من رجس الارهاب ناهيك عن ان قضاء الحويجة التابع للمحافظة يتأهب لمعركة كبيرة لتطهيره ايضاً .. تعددت الاراء وتشعبت الاقاويل وبحسب ميول وتوجهات كل طرف سياسي لذا اخترنا ان نستقي معلوماتنا من مواطنين من اهل المدينة عايشوا الحدث وساهموا مع غيرهم في التصدي للارهاب الذي اراد ان يستبيح المدينة فكانت قصة كاكا ابو محمود الذي قال : على حين غفلة نزلت الى شوارع ومناطق كركوك السكنية وبا التحديد في منطقة محصورة بين موقع مديرية الشرطة السابق التي تقع ما بين جسري الطبقجلي والشهداءمجاميع ارهابية باتجاه الجنوب وفي مناطق تسكنها غالبية عربية وتركمانية مع نسبة من الكرد وكأنها جاءت بانزال جوي او بصحون طائرة وانتشرت في موقع مديرية الشرطة السابق وفيه بعض الاقسام الادارية البسيطة وفي راس جسر الشهداء قرب بناية مصرف الرافدين حيث يوجد فندق الجهاد المتروك وصعدوا الى سطحه بقناصاتهم الحديثة في الثالثة فجرا وتم تطهير المنطقة وقت الغروب وتم قتل بعضهم ويقال ان البعض الاخر هرب من الى المنطقة الخلفية حيث نهر الخاصة الذي يخترق المدينة من الشمال الى الجنوب وهنالم اشاعة تقول انهم دخلوا منه حيث ان النهر غير مراقب امنيا بشكل صحيح واضاف ثم بلمح البصر احتل الدواعش سطح مديرية التربية المطلة على طواريء الشرطة كما صعد بعضهم الى سطح مول السلام وسيطروا على عدد من الطرق وتقاطعاتها وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة المواطنيت للالتحاق بهم .. واوشار الى الطواريء كانوا هنا في حالة دفاع وقد استبسلوا مع غيرهم من القوات الامنية والمواطنين في صد هجوم عصابة داعش الارهابية.. نعم لقد افشل المواطنون بتعاونهم مع الاجهزة الامنية مخطط داعش حيث كان ردهم على دعواتهم ان واجههوهم بما متوفر لديهم من اسلحة بسيطة ومن لم يملك سلاحا لزم بيته وهو ما يفند قول المغرضين بان هنالك خلايا نائمة ساعدت هذه اعصابة الارهابية على دخول المدينة .. واختتم كاكا ابو محمود حديثه قائلا لقد كان موقف الجميع العرب والتركمان والكرد مشرفا وهو ما كان احد الاسباب الرئيسية لافشال الهدف الخبيث للارهاب .. وهو ما يفترض ان يؤخذ بعين الاعتبار عند الجهات المعنية وترسيخ قيم التأخي والمحبة والتسامح والعيش المشترك بدلا من سياسة هدم الدور وطرد العرب منها ..حيث توجد نية لتوجيه انذار لعدد من القرى لاخلائها .. 
وقال نائب محافظ كركوك انه تم هدم 170 دارا للعرب في منطقة واحد حزيران ومن الذين ساهموا بصد الدواعش ..احد المواطنين من العرب طلب عدم ذكر اسمه ان ممثلينا في مجلس النواب والمحافظة لاهون بمصالحهم وزيادة ثرائهم وبعضهم يسكن مع عائلته في عمان او اربيل فلا علاقة مباشرة لهم بما يجري للعرب ..
اخيرا مرة اخرى نقول التساؤلات كثيرة عن كيفية ما حدث في كركوك فالبعض يتهم جهة كردية واخر تركيا كما ان جهاز المخابرات سبق ان حذر من هجوم ارهابي متوقع من داعش .. تساؤلات وحكايات تضيع الحقائق بينها .. لكم الحقيقة الثابته ان العرب والتركمان والكرد ووحدة صفهم وتعاونهم مع الجهزة الامنية هي من اسقط رهان عصابة داعش الارهابية وهو ما ينبغي من الجميع وضعه بعين الاعتبار فلاتضيعوا صورة الوحدة الوطنية في كركوك  بتنافسات سياسية .