22 نوفمبر، 2024 9:15 م
Search
Close this search box.

لاتصدقوا كذبة “ان العراق هو اغنى دولة في العالم”

لاتصدقوا كذبة “ان العراق هو اغنى دولة في العالم”

ما ان تحدثت يوما الى انسان عراقي”الجميع تقريبا” عن ثروات العراق حتى ابتدا كلامه بان العراق هو اغنى دولة في العالم”ويقصد هنا الغنى الاقتصادي”..نحن كعراقيين نحفظ هذه الجملة ونرددها وكانها قد كانت نشيدا يدرس عندنا في المدارس!

اما الحقيقة التي تلامس واقع العراق فهي ان العراق هو واحد من افقر دول العالم وفي كل المجالات تقريبا..فالعراق بلد فقير اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وانسانيا ,بل وحتى اخلاقيا”واقصد هنا الفساد الاداري الذي اشتهر فيه العراق”.. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

ففي المجال الاقتصادي نجد ان واردات العراق المالية والتي تعتمد على النفط بنسبة 90% وعلى باقي المجالات الاخرى بنسبة 10 %, هي لاتزيد عن واردات دولة صغيرة في اوربا مثل النرويج اوالسويد اوالدنمارك او حتى ايرلندا..الخ, مع العلم ان عدد سكان العراق يزيد عن عدد سكان كل هذه الدول مجتمعة.

ولو قارنا دخل الفرد العراقي بدخل اي فرد من هذه الدول لعرفنا ان الشعب العراقي هو واحد من الشعوب الفقيرة في العالم ,ولوجدنا فجوة كبيرة بيننا وبين تلك الدول تحتاج لعشرات السنين لردمها..هذا اضافة لفجوات اخرى مثل التامين الصحي او المستوى التعليمي ..الخ.

اما عن المجال العلمي فحدث ولا حرج”كنا وما زلنا وسوف نبقى متاخرين”,واجزم بان العراق سيبقى فقيرا في هذا المجال لعصور قادمة..فالكل “تقريبا” يجري وراء الشهادات وبكل الطرق “المشروعة وغير المشروعة” من اجل وضعها على الجدران او من اجل وضعها على اوراق الترشح للوظائف الحكومية لا اكثر, وهذا ما يمكن ما يسمى بمرض الشهادات..حتى ان اغلب سياسيو العراق حصلوا على شهادتهم العلمية بعد دخولهم للبرلمان او بعد تسلمهم للمناصب السيادية دون تعب او عناء..وبمثل هؤلاء السياسيين لايمكن ان اتنبأ باي تقدم علمي سيحصل في العراق.

اما من الناحية الانسانية فمازال الانسان العراقي بلا اي حقوق وخاصة المراة والطفل واصحاب الاحتياجات الخاصة..وما زلنا كعراقيين نقدم الدين والقومية على الدولة في تصرفاتنا اليومية,وهذا التقديم يساهم في اعاقة تقدم الدولة انسانيا.

اما من الناحية الاخلاقية,فالعراق يعد في مصافي الدول الصانعة والمصدرة للفساد! ,والفساد مثل “الرشوة” اصبح جزء لايتجزء من ثقافتنا,ولا يشعر الناس”الذين يرشون او يرتشون” بالخزي لممارسة مثل هذا العمل المشين,لانه قد اصبح جزء من الممارسات اليومية التي تسهل حياتهم وتحميهم من اضطهاد وتعسف موظفي الدولة.

اهم مراحل العلاج هو عدم الخجل من البوح بالمرض ,ومن ثم تشخيص المرض بدقة ومعرفة انسب الطرق العلاجية له..وهذا ينطبق على علاج الدول المصابة بمرض التاخر لاسباب ثقافية ايضا.

أحدث المقالات