20 مايو، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

لاتشغلوا العراق بالقضايا الصغيرة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعرف البلاد بعقول أهلها قبل أن تعرف بثرواتها ألاخرى وهي مهمة ولكن ثروة العقل هي ألاهم .
في العراق اليوم شنشنة ودندنة بين هذا وذاك , ولكنهم يظلوا كلهم أبناء الوطن
في العراق اليوم تشهير وتسقيط وهي لعبة الصغار الذين لايعرفون ماذا يجري من حولنا ؟
في العراق اليوم شكوى من الحكومة لها مايبررها …..
وفي العراق خلافات حول قضايا ضرورية وأساسية , وخلافات حول قضايا غير ضرورية وغير أساسية .
في العراق سوء تفاهم بين المركز وألاقليم لو أنكشف لآطراف سوء التفاهم ماذا ينتظر دول الجوار التي تسعى لزيادة سوء التفاهم بين المركز وألاقليم لنفضوا أيديهم من تلك ألاطراف التي ينتظر بعضها مصير باكستان من جراء طالبان وينتظر البعض ألاخر ما لايخطر على بال أحد ؟
في العراق تنافس وحسد بين أحزاب السلطة مصحوب بشيئ من عدم الثقة
في العراق سعي حثيث لزرع بذور الفتنة الطائفية لم تثمر في مدن محافظة ألانبار بالرغم من وجود بؤر لها في صحراء ألانبار الشاسعة التي تتلقى صدى مايجري في سورية وألاردن مثلما تقوم بالرفد المحدود أحيانا رغم الضعف والتصدع الذي تعاني منه مايسمى بدولة العراق ألاسلامية التي ينظر لها حزب التحرير .
في العراق أحزاب جنينية وأخرى هامشية وأخرى السابقات أصبحت أثرية , وفي العراق تجمعات تتكاثر بمناسبة ألانتخابات كما تتكاثر الطحالب وألاشنات في ألاجواء الرطبة ؟
في العراق حديث للسياسة يسترجع الماضي ولا يعيش الحاضر ولا يعمل للمستقبل
في العراق لازالت ألانتخابات تشكل مناسبة لعمل موظفي مفوضية ألانتخابات أكثر منها مناسبة لتأصيل العمل ألانتخابي وتطوير مفاهيمه .
ولازالت ألانتخابات في العراق مناسبة للولائم وأنتظار الهدايا والمكرمات والوعود بالتعيين ؟
في العراق عشائر يجمعها الولاء وتفرقها المصالح وألاهواء , فرئيس العشيرة ليس له من الولاء ألا جمع الدية و طريقة التحية وأحتساء القهوة والشاي في المضيف .
في العراق يعاني تنظيم القاعدة من فشل بنيوي مما جعله غير قادر على أختراق المنظومة ألاجتماعية والموروث التاريخي
في العراق لازالت الطبقة المثقفة مهمشة ….
وفي العراق لازالت الطبقة المتعلمة ضائعة …
وفي العراق لازالت ألامية غير محاصرة …
وفي العراق لازال الفقر يسجل حضورا بالرغم من حصول العراق على أعلى نسبة نمو في العالم بحيث تقدم على الصين ؟
 
ومن هنا نقول لكل من يهمه أمر العراق من الذين حسبوا على العملية السياسية أو الذين سيحسبوا على العملية السياسية مع كل دورة أنتخابات : لاتشغلوا العراق بالقضايا الصغيرة , ولا بألاشياء المحلية فقط , فهذه السخونة المفتعلة حول ماسمي بالمناطق المتنازع عليها وهي تسمية خاطئة مضللة أريد منها وضع عقبات وخنادق في طريق مسيرة العراق نحو البناء والتقدم  والوحدة الوطنية .
والمناطق المتنازع عليها : تسمية مضحكة يرفضها أبناء تلك المناطق مثلما يرفضها الشعب العراقي ويرفضها المنطق والعقل السياسي الوطني , فلماذا لاتستفتوا الشعب العراقي على صحة أو عدم صحتها حتى لاتظلوا متنازعين فيما لاطائل من ورائه ؟
أن ملفات المشاكل الداخلية لم تتخذ طابع التخطيط الممنهج في وضع الحلول والحوار البناء , وأنما أتخذت طابع المهاترات والتشهير والتسقيط , وهذا ألاسلوب يزيد من التخندق الحزبي وأخطرها التخندق الطائفي ؟
العراق اليوم ينظر له عالميا من قبل الدول الكبرى ودول المحاور : أنه البلد ألاكثر نموا من حيث تسارع وتيرة أنتاجه النفطي الذي تسيل له لعاب الشركات الكبرى ومن ورائها دولها ذات الحضور في المسرح السياسي .
وهذه هي النقطة المركزية بالنسبة للعراق دوليا , ولكنها لم تتحول الى نقطة مركزية في تفكير النخب السياسية العراقية , مما يجعل ألانشغال بالقضايا الصغيرة يشكل أشكالا معرفيا وسياسيا في أن معا ؟
أن ألافق الدولي مشحون بغيوم ماطرة وأخرى مرعدة , ومطر الماطرة سيول وفيضانات كما يحدث في سورية , والمرعدة كما يحدث في مصر وتركية وما ينتظر السعودية وكل من تورط بالنار السورية ؟
أنظروا كيف دمرت سورية , وكيف نهب مخيم اليرموك الفلسطيني في ضواحي دمشق ومن نهبه ؟ وكل ذلك يجري بأسم ثورات الربيع العربي ؟
والساحة الدولية تتهيأ الى تسويات مرة , وأخرى قاتلة كالسم , وثالثة مميتة كالحقن الملوثة ؟
ومن هنا سيكون الصغار في غرفة العزل , وألاصغر سيكونون مهمشين , وأصغر الصغار سوف لن يجد له مكانا للجلوس ولو في الباب ؟
أن النار السورية لايمكن أن تستمر الى مالانهاية ….
لآن مصالح الكبار حاضرة في المنطقة بقوة ومن أمثلة ذلك ” العراق ” الذي سيكون عن قريب جدا صاحب أكبر أنتاج نفطي في العالم ؟
والمنطقة هي مركز ثروة العالم وغناه حاليا , ولذلك فهي محطة أرتكاز على مستويين هما :-
1-   المستوى ألاقتصادي
2-    المستوى السياسي
أما المستوى ألاقتصادي فقد عرفنا شيئا منه وهو الثروات النفطية والغازية
وأما السياسي : فيتلخص في كل من :-
1-   الفهم التوراتي : وأخبار معركة ” الهرمجدون ” ويأجوج ومأجوج ذات الصدى التاريخي المعزز بالتحدي والسيطرة .
2-   الفهم العقائدي ألاسلامي في مفهوم ” ألانتظار ” التي درسها الغرب وأخذته الخشية من فقدان دوره , فلآنتظار مفهوم سيكولوجي وأخر أقتصادي تنظيمي وثالث سياسي عسكري , وهذه المفاهيم جميعها هي التي تحقق الشورى والولاية في العدل والحرية والشعور بألاطمئنان والرضا , وهو مما لم تكتشفه الديمقراطية , ولا البلشفية عبر أشتراكيتها وديالكتيك المادة في صراع الطبقات , ومن لايعرف الثيولوجية الغربية وتوجهاتها عبر العقلية التوراتية ألامريكية صاحبة الجموح الذي يتطلع الى سواحل الصين الشرقية عبر كنوز الثروات العربية التي تختزنها البداوة العربية في بنوك الغرب كما أودع صدام حسين طائرات العراق عند من حاربهم ثمان سنوات ؟ ومثلما أختفت طائرات العراق ستختفي أموال ملوك البداوة العربية في البنوك الغربية مثلما أختفى مخيم اليرموك في سورية بهمة بهاليل جبهة النصرة من ألافغان والشيشان وألاتراك وأعراب ليبيا وتونس والسعودية وألاردن ومصر وتكفيري الكراهة القادمين من لبنان من الذين يعتبرون شارون الصهيوني أفضل من بشار ألاسد كما نقل ذلك مراسل القناة التلفزيونية ألاسرائيلية الثانية ” أيتان أنغلي ” حيث ينقل تصريح ذلك الملتحي بالجهالة الوهابي الذي يقول : ” شارون أذا صار ضد بشار فهو على عيني وعلى رأسي ” ؟
3-   الفهم الخاطئ والمنسوب للآسلام والذي تمثله الجماعات التكفيرية المتطرفة وأصحاب المصالح الكبرى من الدول الكبرى الذين تمثلهم أمريكا لايخافون من هذه الجماعات ولايحسبون لها حسابا كما يحسبون لمفهوم ألانتظار ومن يرتبط به , ولذلك رأيناهم قد أعطوا الضوء ألاخضر للجماعات ألارهابية المسلحة التي دخل منها مايزيد على عشرة ألاف مسلح قادمين من أفغانستان والشسشان الى تركيا وأقاموا بالقرب من الحدود السورية والذين ينزلون على شكل مجاميع قتالية الى سورية وذلك كمين وضعته أمريكا بعناية ومعها فرنسا المتحمسة ضد سورية وبريطانيا التي يحرص رئيس وزرائها على تقديم السلاح للجماعات ألارهابية ضد سورية في سبيل القضاء على أكبر عدد منهم , ومن هنا قامت بعض الدول ألاوربية والسعودية بأخراج السجناء التكفيريين لديها وأرسالهم للقتال في سورية لضرب عصفورين بحجر واحد كما يقال ؟
وهذا المخطط لم يلتفت اليه السياسيون عندنا جيدا ولذلك تراهم يتراشقوا بالتهم ومن حولهم دول تخطط لوضعهم في شراكها ؟
والمثقفون عندنا لم يلتفتوا الى خبث وعمق المخطط الدولي برعاية صهيونية ولذلك تراهم يطبلوا لمايسمى بالثورة وهو ليس كذلك ويتغنوا بشعارات الحرية كمن  يمشي وراء السراب ؟
فيا أهلنا في ألاقليم عيدوا حساباتكم فنتائج المخطط الدولي ليست لصالحكم ويا أخوتنا في المركز راجعوا قراراتكم وحسنوا أدائكم فبلدنا مغري ويستحق منا أن نحصنه بعقول الرجال ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب