لاتسألني عن عشقي لعلي

لاتسألني عن عشقي لعلي

لا تسل عن حال ارباب الهوى

يا ابن ودي ما لذاك الحال شرح

لست أشكو حرب جفني والكرى

لم يكن بيني وبين الدمع صلح

انما حال المحبين الكبا

أي فضل لسحاب لا يسح

يسألني صديق لي

هل أنت عاشق ؟ وهل جربت العشق في حياتك ؟

فأجبته : فهنالك عشقٌ لمرأة ، وهناك عشق ٌ للأبن ، وهناك عشقٌ للأخ ، وهناك عشقٌ للأب وللأم ، وللعشق بحور والوان يصعب وصفها وحتى فهمها .

وكيف لا وقد عشقت بكل انواع ودرجات العشق فقد ابتدأت بالهوى ،والصبوة ، والشغف ،والغرام , والهيام ، والهوس ، والحب الدائم ، وانتهيت بالافتنان الذي هو من النظرة الأولى، وقد يكون انجذابًا لشخص ما نظرًا للخصائص الجسدية والمعنوية ، وقد يجد الشخص المُعجب صعوبة في التفكير في أي أمر آخر سوى الشخص المُعجب به

ياصيقي : حب الروح هو اقوى انواع الحب واشرسهاواندرها واصعبها وهو مايسمى بالعشق الروحي والبرزخيوهو يشمل انواع الحب جميعا قلبا وعقلا وروحا فيأسر عقلكوقلبك وجسدك وتفاصيلك ويصهرها في انسان واحد وهو فخكوني لمن وقع فيه فلا خلاص منه ولا نهايه ولا ارتواء ولا شبععنيف ظالم لامقاييس له ولا اسباب ولايعترف بقوانينولايرضى بشريك .

وهناك عشقٌ لا يمكن البوح به فهو يحمل اجمل وانقى انواع العشق ، عشق الحبيب لمحبوبه للنديم والخليل لمن يخالج وجدانك وروحك ومشاعرك ، هو بعيد وقريب منك بنفس الوقت كأنما هو جالس بقلبك تحاوره تندامه وتتسامر معه تبوح له بأوجاعك والامك حافظا اميناً لها ، مسرعا يذُب ويدافع عنك تجده أول الحاضرين في أوقات شدتك  ، كلما جارت عليك الدنيا كان سداً منيعاً اه آه من هذا العشق الموجع بطعم الراحة والسكينة ، أنه ( علي ) القيم والمبادىء التي لا تجزأ بأحلك الظروف والمحن ، وهل يستطيع اللسان أن يفي حقه ومكانته ومنزلته؟عشقته ونصهرت وذبت به كما يذوب الجليد في النهر ، وسلمت روحي اليه غير مبالي ، عشقت انسانيته وهو القائل الناس صنفان اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، عشقت جمال روحه النقية وهو يمد يده للضعيف والفقير والمستضعف يجالسهم ويحدثهم ويشفق على الصغير قبل الكبير ، عشقت نور وجه فكلما أطلت النظر اليه أخذني التيه في بحور محياه وكأني أمام قمر وضاء يضيء الليل المعتم ، عشقت حنانه وهو يحنو بقلبه العملاق على الأمهات الثكلى وألأرامل ويضم ايتام من لا أب لهم يطعمهم ويرويهم بيده ، عشقت نبله وهو يترفع عن الدنيء من الامور ويعضم نفسه عنها ويقول : عظموا انفسكم بالتغافل والدنيء من الامور، عشقت بلاغته وهو يخطب ينهدر من فمه لؤلؤ الكلام ودرره ، عشقت حكمه حتى صارت منهجاً للحياة لمن يريد أن يقوم سلوكه وفعله حتى لا يقع في شرك المحذور ، عشقت عفوه حتى لمن اساءوا له وأظمروا له الضغينه عاملهم بألأحسان ولم يمنع عنهم عطائهم من بيت مال المسلمين ، عشقت كرمه وجوده وسخاء عطائه ، عشقت ديمقراطيته حتى مع من اختلف معهم وهم يقولون له أننا لانصلي معك لاجمعة ولا جماعة فيقول لهم : أنكم في حل من أمركم ، عشقت شجاعته فهو كرار غير فرار ، عشقت تراثه فكلما قرأت وسمعت عنه كأنما هو يولد من جديد ، فكل محاولات التغييب من شتماً وسب لم تنل منه تمرد على الطغاة وأضحى مناراً لكل فضيلة  ، عشقت أمانته والدنيا جاءت اليه مبسطةٍذراعيها والسلطة والخلافة وبيت المال تحت أمرته مخاطباً أهل الكوفة أهل الكوفة : “ان لكم علي حقا ولي عليكم حقا.. فإن خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة، فأنا خائن”،وقول الشاعر: سَتَظَلُّ تَحْسِبُكَ الكَوَاكِبُ كَوْكَبَاً = وَيَهُزُّ سَمْعَ الدَهْرِ مِنْكَ رَنِيْنُ وَتَعِيْشُ مِنْ بَعْدِ الخُلُوْدِ دَلاَلَةً = فِي أَنّ مَا تَهْوَى السَمَاءُ يَكُوْنُ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات