18 ديسمبر، 2024 6:49 م

لاتدعوا الهيكل يسقط على رؤوس الجميع..!!

لاتدعوا الهيكل يسقط على رؤوس الجميع..!!

إننا نريد للغة السياسة في هذا الوطن المبتلى لاسيما في المرحلة الحاضرة من تاريخه  أن تنطلق من خلال الوضوح للمفاهيم والمصطلحات والتصريحات ،حتى لايعيش الشعب العراقي  في ضباب الكلمات الغائمة ،والتصريحات المتناقضة ،تماماً كما نلاحظه في الكلمات التي تطلقها بعض الجهات السياسية المشاركة في العملية السياسية حول مجموعة من القضايا الحساسة ، مثل مسألة تداعيات الأنسحاب الأمريكي على الوضع الداخلي  في العراق وقضية أنفراد العراق بمبادرة لحلحلة الأزمة السورية وتغريده خارج سرب الجامعة العربية ،وأرادة دول مجلس التعاون الخليجي ، وكذلك قضية ميناء مبارك الكويتي وآثاره المحتملة ، ومعالجة الفساد الأداري ، والخدمات والأصلاحات العاجلة في منظومة المؤسسات الحكومية ، والبطاقة التموينية ، ،والأعمار ، والكهرباء ، ، والأنتخابات المحلية القادمة ، وغيرها من القضايا التي يراها المواطن أنها من الأمورالمهمة التي ينتظر حلّها بكل جديّة،ويعول عليها كل يوم  !!
وأخيراً الأزمة التي تفجرت بعد أن أصدر القضاء العراقي مذكرة إعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي والتي جائت بعد  أعترافات متلفزة لمجموعة أرهابية قيل عنها بأنها ترتبط بنائب الرئيس العراقي وتحضى بمباركته ودعمه على أعمالها الأجرامية !!
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو : من هي الجهة التي تحدد المصالح الواقعية والحقيقية لهذا البلد…وماهي حدود هذه المصالح والقضايا ؟
ونحن لانريد الدخول في جدل حول أسباب هذه الأثارات الساخنة ، ولكننا نقول للذين يريدون تحريكها في الأيام القادمة ،أن يتقوا الله في الوعي السياسي وفي القضايا المصيرية للمواطن في كلماتهم وخطبهم وتصريحاتهم ومواقفهم ، لأن إطلاق الكلمات والتصريحات من دون وضوح، ومن دون تصديق القول بالعمل ، يجعل البلد يتحرك في أجواء الفوضى والأنفلات ، ونسأل مرة أخرى : هل من مصلحة العراق أن يبقى التوتر والضباب  الذي يخفي الكثير من الخلفيات السياسية ،والقرارات العرجاء ،والتصريحات البالونية لأكثر من جهة تبقى مخيمة على أجوائه إلى مالانهاية ؟!!
إننا نتمنى للجميع أن يكونوا في مستوى المسؤولية الوطنية ،فلا يحولواالقضايا الوطنية الحساسة – كمسألة الفراغ الأمني بعد الأنسحاب الأمريكي وقضية مذكرة الأعتقال الصادرة بحق الهاشمي  – ،إلى وسيلة للفتنة والتحاقد والتنازع فيما بينهم ،ويجعلوا منها شماعة للتنصل من المسؤولية ، لأن ذلك يؤدي إلى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع دون أستثناء !!
فالمطلوب من جميع أبناء الوطن الواحد- خصوصاً أصحاب القرار –  في هذه المرحلة أن يتقوا الله في عباده وبلاده ، وأن يتحركوا على أساس المباديء التي تعطي للعراق قوته وسلامته ، لاعلى أساس المصالح الخاصة والأنفعال الحماسي الذي يضعف الواقع كله ، ويطلقه في متاهات الضياع والفوضى لاسامح الله ..!