23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

لاتترك الساحة .. ياسيد مقتدى

لاتترك الساحة .. ياسيد مقتدى

كانت مفاجأة غير سارة وغير متوقعة ، أن يعلن السيد مقتدى الصدر تخليه عن كتلة الاحرار وتنحيه عن العمل السياسي وغلقه لمكاتب التيار الصدري. مع أن القائد السياسي قد تصادفه من الكثير المتاعب والمشاكل، لكنه لا يلجأ الى التنحي ، خصوصاً وإن العراق يتعرض اليوم الى محاولات شرسة تستهدف تمزيق وحدته الوطنية بفتنه طائفية لا تبقي ولا تذر .
ياسيد مقتدى: انا لم اكن في يوم من الايام من أنصار التيار الصدري، وأن الذي كنا نراه ونسمعه عن سلوكيات بعض السياسيين من كتلة الاحرار لايسر أحداً. وكنا ندري بأن هناك من بين الذين انتسبوا لتيار الصدري لاهم  لهم الا مصالحهم. ومثل هؤلاء ليس غريباً عليهم أن يكذبوا عليك ويغدرو بك وبالعراقيين كما حصل مؤخراً.
ياسيدنا.. ليس التيار الصدري فلاناً أو فلان، بل هو تيار سياسي، وقبل ذلك عقائدي. وهذا التيار لايؤثر على سمعته إن أنضم اليه بعض المدسلين والمصلحيين وقناصي الفرص.. فهكذا هي طبيعة القوى السياسية في العراق، إذ كثيراً مايتسلل اليها أرذال القوم، والعبرة في ابعادهم وطردهم لتعديل صورة التيار وتصحيح مساره.
أعتقد ياسيدنا بأن التخلي عن قيادة هذا التيار الشريف ليس موقفاً مناسباً في هذا الوقت، فوجود التيار على الساحة السياسية يطمئن العراقي الخائف على مستقبله بأن هناك من  يؤمن له الحماية ويقف الى جانبه بمواجهة القوى السياسية المناهضة لحقوق الشعب والتي تسعى لاعادة الاستبداد والديكتاتورية مرة أخرى.
فالتخلي عن العمل السياسي من قبلكم لايخدم اتباع الصدرين الشهيدين ولا الشعب العراقي ، بل يصب في مصلحة من تعرفونهم ونعرفهم  ، ويخلي الساحة من القوى الرافضة للاستبداد. وصدقني ياسيدنا ، بأن غيركم، وانت تعرفه أيضاً ونحن كذلك . لايستطيع لوحده أن يواجه قوى الاستبداد واللصوصية التي تسعى لتدمير العراق.
إن تخليكم يعني تسليم مقدرات العراق لتجار السياسة وخدم الأمريكان وغيرهم.
 قلت في البداية بأني كثيراً ما انتقدت أداء التيار الصدري وكثيراً ماعتبت على سماحتكم، وكثيراً ما استغربت سكوتكم عن الفاسدين الذين تصدر بعضهم صفوف التيار الامامية. ولكن في هذا الظرف الشديد الخطورة أدعوكم بأن تواصلوا مسيرة الصدرين الشهيدين وأستبعاد الفاسدين والانتهازيين وأستبدالهم بأخيار وصدريين فعلاً. فأن في ذلك ما يعيد الى التيار الصدري دوره الحقيقي في حماية الفقراء من اهل العراق .
أن القوى والاحزاب السياسية ياسيدنا ، وخصوصاً في الشرق الاوسط تواجه أزمات وصدمات وهزات شديدة، ولاتحل مشاكلها بتنحي قياداتها، بل بإصرار القيادة على اتمام المسيرة وتخليص الحزب أو التيار من علله بإستبعاد الفاسدين واهل المصالح والخوارين. وهناك شواهد كثيرة على ما نقول ففي ايران في ثمانينيات القرن الماضي انقلب معظم قادة الثورة على الامام الخميني ، وقتل بقايا السافاك العديد ممن كان يعتمد عليهم. ومع ذلك واجه (قدس سره) هذا التحدي وكان بإمكانه أن يتفرغ للامور الدينية. ولكن خدمة الناس في اصلاح أمورهم لهو خير عظيم لايدانيه أي عمل آخر. وذهب الذين تآمروا على الامام الخميني إدراج الرياح. والنتيجة أنت تعرفها، فالزبد يذهب جفاء. ولا يبقى إلا ماينفع الناس. فمصلحة الناس هي غاية الغايات .استحلفك الله ياسيدنا، أن تراجع قرارك. وتعود لقيادة التيار الصدري بعد أن تطرد الطالحين ممن تسللوا ليفتكوا بالجسد الشريف. فهذا أجدى من تخليك عن التيار واكثر فائدة لأهلك الفقراء. وخير الناس من نفع الناس .. والسلام .