18 ديسمبر، 2024 11:56 م

لاتتجرأ على أسيادك

لاتتجرأ على أسيادك

بين الحين وألاخر نسمع ونرى بعض المغرضين الذين باعوا أنفسهم الى جهات تحمل الضغائن والعداء للأمة و للدين والاسلام، حتى تنفست أصواتهم من النيل من المقدسات الاسلامية، بسبب دوافع خارجية، هذا ليس بجديد هم احفاد أولائك الذين أجتمعت كلمتهم على قتال الإمام الحسين عليه وعلى آله افضل الصلاة و السلام، عندما خرج من اجل اصلاحهم وتوجيههم الى جادت الصواب، لن يفكر بأن يشن حربآ من أجل إقامة العدل وتحقيق الحرية وإصلاح الفساد ورد الظلم ومقاومة العدوان ولذلك يقول عليه السلام( الا أني لم أخرج اشرًا ولابطرا وظالمًا ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
إذا فهو عليه السلام كان يطلب ماكان يطلبه أبوه من ذي قبل
رد المظالم من دين الله، وإصلاح البلاد اجتماعيا واقتصاديا
وسياسيا، وليأمن المظلومون من عباد الله وتقام المعطلة من الحدود، ذلك لأن الأمة كانت تعاني من نظام أستبدادي يريد تعطيل شريعة الله في الارض.
لكن معطيات ثورة الحسين كثيرة، حققت ألاصلاح في أمة جده، الاصلاح القائم على ركنين أحدهما إيجابي وهو ألامر بالمعروف، وألاخر سلبي وهو النهي عن المنكر، فكل مفاهيم الحسين هي اسلامية، ولعل من اهم ألاهداف التي حققتها تلك الثورة أنها أسست نهجآ للثورة، ورسخت في ألامة بقوة، التصدي للحاكم الجائر، فأخذت ابواب كثيرة في الاصلاح، منها أجتماعية، امثال القضاء على الفساد والرشوة، ولهذا يقول عليه السلام( إلا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد)، ومن الناحية الأمنية، عطلت الحدود فلم يكن يعاقب المجرم على جريمته. وصرح الإمام بذلك بقوله ( وعطلوا الحدود).
كانت قلة تتحكم بأموال الناس وتحتكر ارزاقهم. وتتلاعب بمقدراتهم المعيشية، كما صرح بذلك عليه السلام( استأثروا بالفيء) دون الناس وتصرفوا فيه كما املت عليهم شهواتهم.
كان الفساد الأخلاقي منتشرًا في أوساط الحاكمين الذين احلوا الحرام وحرموا الحلال. كما يقول عليه السلام. لهذه الأوضاع وللسكوت المطبق من قبل الجميع على تلك الأوضاع حتى أصبحت الحالة الطبيعية للبلاد والعباد، ثار الإمام الحسين ع. ولكنه لم يكن يريد أن يغير الوجوه ويقوم بإصلاحات سطحية على مستوى وقتي.
إنما كان يحاول ان يعيد قيم الإسلام الحقيقية ولذلك فإنه كان يطلب من الناس أن يتبعوه فيما إذا وثقوا به بأنه يمثل
الحق وينطلق من أجله وليس لأي سببٍ آخر. ولهذا يقول عليه السلام( فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق)
فهو لا يطلب من أحد أن يتبعه لقرابته من النبي صل الله عليه وآله وسلم، أو لكبر سنه أو لأنه من قريش، فكل ذلك طيبة وشرف وكرامة ولكنها ليست الموازين التي على أساسها يطلب من الناس أتباعه وإنما المقياس عنده( الحق) فقبوله كإمام إنما يكون بقبول الحق، فهو ساع إليه وثائر من أجله.
تلك هي أهداف الحسين ع. ومن أجلها فجر ثورته، وفي سبيل تحقيقها نال درجة الشهادة.
اليوم هل عادة الجاهلية بكل أشكالها في الامة من جديد؟ فلابد من مصلح يقف بوجه هذه المؤمرات الرخيصة من قبل بعض المنصات الاعلامية في مهاجمة المؤسسات الدينية من دون سبب او دليل او برهان، ما هو الا تطبيق لمشروع مريب يستهدف الاساءة لمشاعر ملايين المسلمين في داخل العراق وخارجه، وان تعمد تلك القنوات تشويه صورة المؤسسات الدينية سيما العتبات المباركة التي يشهد لها القريب والبعيد بالإخلاص والتفاني ، يندرج في هذا المخطط المشبوه الساعي لتفريق الامة وتغير خط المسار الصحيح الذي يسعى الجميع اليه.
ان هذا التطاول يجب ان لا يمر دون محاسبة، لان المقدسات خطوط حمراء، من تجاوزها سيجد مايرضيه من رد؛ بالقوة ليقف عند حده الذي اعطيه له ولا يتعدى مساحته، ونقولها كما قال الحسين عليه الصلاة والسلام، (الموت أولى من ركوب العار، والعار أهون من دخول النار).