في اطار سرده اسباب نشره كتابه “ابتسم انت في بغداد” الصادر حديثا عن دار ميزوبوتاميا يقول الدكتور طه جزاع “استجابة لدعوة كان قد وجهها الزميل الكاتب حمزة مصطفى لرجال السياسة ونسائها ان يبتسموا لبعضهم البعض والناس معا بما اسماه سياسة الابتسامة عملا بابتسامة الموناليزا فقد قررت العودة الى الكتابة”. ومن روح التفاؤل التي يحملها في داخله برغم من اتهامات البعض له بانه سوداوي, فان نصيحتي له تحولت وبعد اقل من سنتين الى كتاب من 230 صفحة من القطع المتوسط. مالفت نظري ان الدكتور طه اضطر ان يظهر مبتسما على غلاف الكتاب الاخير . واقول مضطرا لانني ومن خلال معرفتي بدواخل استاذ الفلسفة ونوازعه “الهيولانية” وغير الهيولانية بتعريف الفلاسفة وبواعث عقله الفعال وغير الفعال استطيع الزعم ان الناشر ارغم ابا ياسين على الابتسام لكي يتطابق مضمون الكتاب مع “شكلانية” المؤلف الابتسامية. مقالات الكتاب التي وزعت على فصول دالة حملت هموما واشكالات وبعضها يتضمن حلولا لاعقد المسائل المجتمعية ومنها علاقتنا كبشر بمجتمع الحمير وعلاقة مجتمع الحمير بنا كبشر. المحصلة ان طه وهو يبتسم على غلاف كتابه مثل الطير مذبوحا من الالم اراد توريط القارئ معه بان يبتسم لا لشئ الا لكونه في بغداد المحروسة مثلما اسماها وكان ينبغي عليه تسميتها “المحروثة” مفخخات وتفجيرات وسيطرات وستوتات. ولما كنت انا السبب لهذه الورطة فلا املك سوى ان اسحب دعوتي للصديق طه ولناشر كتابه ولكل من يروم قراءة هذا الكتاب ان لايستمع لهذه النصيحة بعد الان والتي لم يعد لها معنى ولا دال ولا مدلول. اما السبب فان اللقاء الذي جمع النواب الثلاثة ” نوري المالكي واسامة النجيفي واياد علاوي” مع السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم وتبادلهم الضحكات لا الابتسامات فقط سحب البساط من تحت اقدام كل من يروم الصيد في المياه التي كانت عكرة قبل ان تعود الى مجاريها . ربما هناك من يرى انه مجرد “ضحك كالبكا”. او ربما هي مجاملات لابد منها بعد ان اصبحوا نوابا لرئيس الجمهورية وهو منصب يتطلب لقاءات مستمرة فلابد اذن من علاقة ولو بالحد الادنى. قد يبدو هذا معقول للوهلة الاولى. لكن غير المقبول ومن الوهلة الاولى ايضا أن النواب الثلاثة الذين كان ما بينهم طوال السنوات الماضية اكثر بكثير مما صنع الحداد والبقال والتنكجي والكببجي واللحيمجي والعربنجي والوايرمن والوايرلس بدوا في غاية الانشراح والانسجام والود والمحبة. اخشى ما اخشاه ان “يطلع لي” وطني للعظم ” ويدعوني الى الكف عن كتابة الاعمدة المغرضة من باب ان انسجام نواب الرئيس الثلاثة رحمة واختلافهم رحمة وتبادل الاتهامات بينهم ستين رحمة وتخوين بعضهم البعض ام المراحم. هذا المواطن الذي هو من شعب ادمن التصفيق لـ “الرايح وللجاي” يتمنى من كل قلبه ان تنعكس ضحكاتهم على الشارع بحيث يحل الامن والامان والسكينة والاستقرار. وردي هو .. لا خير في شارع يهيم على وجهه حين يكفر وجه المالكي والنجيفي وعلاوي وتنشرح اساريره حين يبتسمون.. ولان لا سلطة لي الا على زميلي وصديق العمر طه جزاع فلا املك سوى ان اسحب نصيحتي قائلا ” لاتبتسم ياطه .. انهم يضحكون علينا”.