23 ديسمبر، 2024 1:06 م

لابل أجبن من صافر

لابل أجبن من صافر

“فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ, أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”.

أليس الاحرى بالسعودية ومصر ان يوجهوا ضربات”طائرات حلف الاعوجية” لاستهداف الكيان الصهيوني ولمعالجة الاهداف الحيوية في الاراضي الفلسطينية المحتلة من قبل اسرائيل بدلا من”ان يرضوا صدور جيرانهم العرب والمسلمين في اليمن”بتلك الطائرات الخائنة؟.

فهذه الطائرات لاتميز حجر عن بشر, وتقتل وتبطش وتدمر بطريقة وحشية وغير مشروعة, وبالتالي فالعدوان مرفوض من جميع شرفاء العالم رفضا قاطعا من الناحية القانونية والانسانية والاخلاقية.

 

أو على الاقل استغلال هذه القوة لتحرير جزيرتي”صنافير وتيران”, واللتان استأجرتهما مصر من السعودية لاستعمالها بالحرب مع اسرائيل، لكنهما وقعتا تحت السيطرة الأسرائيلية بعد خسارة الدول العربية خلال حرب عام 1967, والانكى من ذلك قيامهم بممارسة التعتيم الاعلامي خوفا من اسرائيل وجبنا, ودليل جبنهم… استكلابهم في استعمال القوة المفرطة على اليمن ويكأن واحدهم ظان بنفسه انه بطلا لا يشق له غبار, واسدا لايدانى, وتناسى انه وكما يقول المثل: “أجبن من المنزوف ضرطا”, لابل”أجبن من صافر”.

ولكن لم الخوف وقد كانوا ومازالوا ضمن الاستراتيجية الصهيونية والاميرکية في المنطقة منذ امد ليس بقريب!!؟.

 

أو أن تقوم السعودية وجوبا بالشکوى للأمم المتحدة على استمرار”اسرائيل” باحتلال هاتين الجزيرتين حتى الوقت الحاضر, ولكنها لم ولن تفعل هذا لكي لاتجرح مشاعر اسرائيل وبقية الاعراب”على مايبدو, بغض النظر عن التعهد الذي ابرمته السعودية للصهاينة أن تبقى تيران على سبيل المثال منزوعة السلاح وكان ذلك قبل سنة 1956, وقد اسقط هذا التعهد من الناحية التبعية القانونية بعد تعرض العرب لنكسة حزيران عام 1967, وبعد نشوب حرب اكتوبر عام 1973بين العرب والصهاينة.

 

واذا تذرعت السعودية بالسكوت عن تتبع هذا المطلب بحجة ابرام اتفاقية السلام المنعقدة بين مصر واسرائيل والتوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد في ولاية ميريلاند, فان مصر في حينه رفضت ادراج قضية الجزيرتين السعوديتين ضمن بنود الاتفاق مبررة ذلك على انه شأن سعودي.

 

ويبقى حجم الصراع والاختلاف بين افراد الاسرة الحاكمة في السعودية هو الضاغطة المحورية لممارسة هذا العدوان على اليمن لتصفيف الاوراق المبعثرة التي ربما تشكل سببا ونسقا اسيتراتيجيا لاسقاط النظام او على الاقل ان تساهم على المدى القريب بالتأثير على سياسته على نحو سحب البساط من تحت اقدام الاشخاص المتنفذين فيه من الاسرة الحاكمة.

 

والضاغطة الآخرى, أن وجود وديمومة حكم آل سعود يتوقف على وجود فوبيا الفكر التكفيري الوهابي المنحرف المعادي للعرب والمسلمين والانسانية”الضالع على جنبة القتل ذبحا وحرقا وبمختلف الطرق البشعة القاسية التي تنظر لها الوهابية والسلفية على انها متطابقة مع افكارهم المنحرفة بقدر عشقهم للقتل والدم, -وما أهون الدماء عليكم, اذ سوغتم قتل ابن بنت رسول الله(ص) واستباحة دمه الطاهر بابي هو وامي- وعلى قدر تقليدهم لدين ابن تيمية شيخ الناصبة”, وعلى أجنداته الارهابية التي ينفذها النظام بقوة لطمس معالم الإسلام, “وتغازلا مع الصهيونية والماسونية وقوى الاستكبار العالميات” مبنيا على قهر الشعوب واذلالها وارغامها بالقوة والتعسف على تقبل تلك الافكار دون غيرها من باب”من لم يكن معنا فهو ضدنا”, واركاع من يوطن ينفسه منها لمقاومتها او لمقارعة الظلم والاستبداد والاضطهاد والابادة, وما العدوان على اليمن وماسبقها من اعمال ارهابية مدعومة بالمال السياسي, في”البحرين ولبنان وسورية والعراق”ماهي الا تجسيدا لتلك المباديء وزيادة وتنطع وصلة رحم مع تلك القوى كدليل قاطع على تقديم الولاء والطاعة لها ولتجديد البيعة على انهم على العهد ماضون ولايخشون في الله لومة لائم وتقريع قارع.

 

والنعرات المذهبية والطائفية وحب الهيمنة والتبعية هي الضاغطة الاصلب لابتكار هذا العدوان وارتكاب هذه الجريمة الغير مبررة اصلا على اليمن, ذلك”بغضا”منهم لاتباعهم آل بيت الرسول الاكرم(صلوات الله عليهم جميعا), {وتيمنا بقول أسلافهم -ان كانوا عربا-, عندما سألهم الامام الحسين (ع): “لم تقاتلونني وانا ابن بنت نبيكم؟ قالوا: انما نقاتلك بغضا منا لابيك بما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين”, ومن الغرائب انهم كثيرا مايرددون “قول الناصبي الفسل الساقط ابو بكر ابن العربي المالكي”صاحب كتاب”العواصم من القواصم”بكلامه: “الحسين بن علي خارجي وقتل بسيف جده ولا يحق للحسين أن يخرج على ولي أمره الشرعي أمير المؤمنين يز يد”, -“بزيد الخليع المتهتك شرعيا والماجن عرفيا”(لعنة الله عليه)- وافكه لمن يخالفهم بالرأي مفتريا على رسول الله(ص) بقوله:”ومن اتاكم وامركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم او يفرق جماعتكم فأضربوا عنقه بالسيف واقتلوه كائنا من كان”}, والضاغطة الاغرب في كراهيتهم ومقتهم لليمن ولجميع من يوالي آل بيت الرسول(ص) وحنقهم عليهم بسبب علاقاتهم الطيبة المشروعة ببعض الدول الاجنبية ومنها ايران التي كثيرا ماتتهمها السعودية وبقية الاعراب باحتلالها  لليمن كذبا ومكرا لتبرير هذا العدوان ليس الا.

 

ولكن موعدكم ايها الاعراب -ومن تحالف معكم من السلاجقة والمماليك والصهاينة وشتوت الارض انتهاكا وظلما وعدوانا- وموعد الشعب اليمني الأبي المظلوم “الله”-القهار, الخافض, الرافع, المعز, المذل, الحكم, العدل, الرقيب, العلي. المغيث, المجيب, الحكيم, الحي, المنتقم, الصبور-, وبيوم النصر المؤزر, او بيوم الحساب الدنيوي والآخروي”وَيَوْمَئِذٍ يَفْرحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله، يَنْصُر مَنْ يَشَاءْ وهوَ العَزيزُ الرحيْمُ، وَعْدَ الله، لا يُخْلِفُ الله وَعْدَه، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ”.

 

واذا مات الضمير العالمي والاسلامي والعربي, فان الله حي لايموت, وان اعجتكم كثرتكم فالتراب غزير واكثر, ولكن الذهب نادر وأقل, وتبا لكم ياعبيد الدنيا واعداء الدين, وتبا لفكركم المنحرف, ولمخططاتكم البائسة, أيها الطلقاء, أيها الامويون, أيها الاعراب المتصهينون .

“تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ*وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ*فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ”.