رواية (ساق البامبو) لها أكثر من مؤلف ..المؤلف الاول سعدون السنعوسي، مكتوب اسمه على الغلاف وفي الصفحة الداخلية مكتوب اسمه الفلبيني (هوزية ميندوزا)، ونصه مكتوب باللغة الفلبينية..وهناك ابراهيم سلام : مترجم الرواية .. شخصيا اراه المؤلف الثاني الذي يتفوق على المؤلف الاول بفضائل انتشار الرواية عربيا وفوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2013..لكن المؤلف الثاني لاوجود لأسمه في وجه غلاف الكتاب؟..ولاوجود لأسمه في الصفحة الداخلية الاولى ؟، سنجد أسمه في الصفحة السابعة : ترجمة إبراهيم سلام وتحت اسمه بفاصلة بيضاء : مراجعة وتقديم : خولة راشد. قي الصفحة التاسعة ثمة مكافئة من دار النشر !!: صفحة كاملة فيها وجيز سيرة المترجم، وهناك (كلمة المترجم /ص11) كقارىء استوقفتني الومضات التالية من قبل المترجم :
* ترجمتي لهذه الاوراق لاتعني بالضرورة موافقتي على كل ما جاء فيها
*أن جزءا من هذا العمل يدور في بلادي التي ليس بالضرورة أن تطابق صورتها تلك التي تبدو عليها في هذه الاوراق .
الومضتان : اختلاف وجهات النظر بين النص الادبي للمؤلف والواقع الذي يعرفه المترجم وهناك تنويه الى جهد ضروري قامت به خولة راشد فهي التي راجعت النص ودققته…في نهاية رائعته (أثر الفراشة) واسيني الاعرج ، يثّبت لافتة الشكر والعرفان.(بدأت أشعر في السنوات الأخيرة ،بأنّ مساعدة الكثير من المختصّين لي، في مهامي الروائية، دين على عاتقي. فما كتبت ُ رواية جديدة إلاّ وشعرت ُ بثقل هذا الواجب الذي علي تأديته. فقد ساعدوني وبلا مسبقات) ثم نقرأ الاسماء الصريحة التي اعانته في كتابة روايته (مملكة الفراشة)..إذاً حتى الرواية ليست عملاً فرديا ،لابد من مرجعيات يقدمها الآخرون وعلى الروائي حين ينشر عمله ان يكون وفياً لهؤلاء الذين كدحوا خلف الكاميرا من اجل المؤلف .. تذكرتُ رواية (سباق المسافات الطويلة)..بعد نهاية النص يثبّت منيف عنوانا ويسميه (إشارة : يدعوني واجب الوفاء أن أقدم شكري للأستاذ حسين جميل ، لأن الوثائق التي أطلعني عليها كانت لها أهمية في كتابة بعض فصول هذه الرواية ) ..في رواية (يوم الدين ) المؤلفة رشا الأمير تكحّل هدب نصها بالعنوان الفرعي التالي – في توقيع غائب وشكر ناقص – (وددت لهذا الكتاب ان يحمل توقعيعين على الاقل ، توقيعي وتوقيع اخي وصديقي وناشري بالمناسبة، لقمان سليم، ذلك انني يوم فراغي من مسودة هذا الكتاب عهدت به إليه ليرى فيه رأيه فكان منه بعد الاطلاع عليها، أن أستمهلني بعض الوقت ثم استاذنني أن يخلو بها بعضا آخر فكان له ماأراد وخلا بها ماحلا له وإذ اعاد تلك المسودة إليّ وقد علّق في هوامشها ملاحظاته وإذ وجدتني أستصوب العديد منها، ووجدته ينزل من روايتي بمنزلة الشريك في تاليفها، سالته ان يضم توقيعه عليها الى توقيعي فتأبّى ، على انّه، وانّ هذا
الكتاب لايحمل توفيعه بجانب توقيعي، فبصماته لاتخفى..).. نحن هنا امام انصع اخلاقيات انتاج النص.