23 ديسمبر، 2024 4:37 ص

لابشرى لأذرع إيران في المنطقة

لابشرى لأذرع إيران في المنطقة

لايمکن للصخب والضجة التي تفتعلها أذرع النظام الايراني في المنطقة وإطلاقها تصريحات بالغة التطرف دفاعا عنه، أن تتستر وتغطي على الحقيقة الدامغة بخصوص إنها جميعها قد تأسست في ظلال سياسات واستراتيجيات أمريکية متبعة في المنطقة من أجل تحقيق أهداف وغايات مرسومة لها، وإن العودة للوراء والتدقيق في الاوضاع والظروف التي سمحت بتأسيس حزب الله اللبناني ومن بعده الميليشيات المسلحة في العراق وميليشيات الحوثي في اليمن، تعطي أکثر من قناعة وإنطباع بهذا الصدد.
الرئيس الامريکي خلال زيارته الاخيرة التي قام بها لليابان، والتي أکد فيها قائلا: “نحن لا نسعى لتغيير النظام في إيران، إلا أننا نريدهم أن يتوقفوا عن إجراء التجارب النووية” مضيفا بأن لإيران تصرفات كثيرة غير مقبولة في الشرق الأوسط، وقال أن تجاوزات إيران وتدخلاتها في الدول ستتوقف بسبب العقوبات التي فرضتها. وهذا الکلام يجب أن يکون واضحا لأذرع النظام الايراني في المنطقة إذ إن الهدف هو تقويض قدرات النظام وتحديدها الى جانب تحجيم النظام نفسه وإنهاء تمدده”الايديولوجي”.
جعل الادارة الامريکية إنهاء التدخلات السافرة للنظام الايراني فيالمنطقة هدفا لها في استراتجيتها الجديدة يأتي لثلاثة أسباب مهمة:
الاول؛ شعوب المنطقة صارت تستاء کثيرا من هذه الاذرع خصوصا من حيث إبتزازاتها وتجاوزاتها وفسادها وکونها مسيرة وفق أوامر خارجية.
الثاني: إن الشعب الايراني يرفض تدخلات نظامه في بلدان المنطقة ويکره هذه الاذرع العميلة ويمقتها وإن جماعة بدر يعرفون هذه الحقيقة جيدا أيام کانوا في إيران الى جانب جماعة المجلس الاسلامي الاعلى.
الثالث: بلدان المنطقة صارت تشکون کثيرا من هذه الاذرع بسبب تهديداتها وکونها وسيلة للنظام الايراني من أجل فرض إملاءاته عليها.
کما إن الميليشيات التابعة للنظام الايراني قد تأسست في ضوء الاستراتيجية الامريکية التي إستهدفت الاطاحة بنظام حزب البعث في العراق، فإنها ستنتهي وتتلاشى بموجب الاستراتيجية الامريکية الجديدة التي تهدف الى کبح جماح النظام الايراني وإعادته الى داخل حدودە، وکذلك الامر بالنسبة لحزب الله وجماعة الحوثي إذ أن بقاء هذه الاذرع لم يعد مقبولا من مختلف النواحي خصوصا وإن أحد الشروط المهمة من أجل تحقيق التغيير في إيران يتم من خلال قطع تدخلات النظام الايراني في المنطقة، إذ أن ذلك سيثبت فشل نظرية ولاية الفقيه ومشروعه التدميري في المنطقة وسيفتح الابواب على مصاريعها من أجل التغيير الجذري في إيران وإن الشعب الايراني ولاسيما بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017 وماتلتها من أحداث وتطورات قد صار مهيئا ومعبئا من أجل ذلك.