22 ديسمبر، 2024 5:22 م

لابد من فك إرتباط الميليشيات العراقية بإيران

لابد من فك إرتباط الميليشيات العراقية بإيران

عندما دعى المرجع السيستاني الى فتوى الجهاد الكفائي، تطوع الناس واستطاعت الميليشيات المسلحة المنظمة احتواء المتطوعين وتشكيل الحشد الشعبي منهم ومن تطوع من خارجهم، وأصبحوا القوة الثانية في العراق بعد الجيش، ثم حولهم حيدر العبادي”عبر ضغوط وتوجيهات صادرة من طهران” الى قوة عسكرية رسمية تحت قيادة الدولة وجزء من القوات العسكرية العراقية، ولكنها حافظت على استقلاليتها عن الدولة والحكومة ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عمليا، وأصبحت جيشا داخل جيش يتحرك بأوامر من قادته العراقيين وبأوامر صادرة من الحرس الثوري وبشکل خاص من قاسم سليماني.
هذه الميليشيات وبعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي وطرده من العراق، فإن الحاجة قد إنتفت لها خصوصا بعد کل الذي بدر منها من أخطاء وتجاوزات وإنتهاکات وممارسات مشبوهة بل وحتى مخزية، ولاسيما وإنها صارت بمثابة عقبة بوجه إستتباب الامن الاجتماعي العراقي والسبب الاکبر وراء ذلك هو خضوع هذه الميليشيات عقائديا وعسکريا للنظام الايراني، ولعل تصاعد الوعي حتى بين بعض من القياديين داخل ميليشيات الحشد بسلبية التبعية والعمالة لإيران وسعيهم للنأي بنفسهم والابتعاد عن النظام الايراني فإنه ووفق مصادر أمنية عراقية مطلعة، فإن الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الجناح الخارجي لميليشيا الحرس الثوري الإيرانية الإرهابية، كلف كلا من الإرهابيين أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وأبو زينب اللامي مدير أمن الحشد الشعبي بتنفيذ تصفيات في صفوف الميليشيات التي أعلنت أنها غير تابعة لطهران ولا تلتزم بقراراتها خوفا من التعرض لهجمات أمريكية، عقب إعلان واشنطن عزمها القضاء على أذرع إيران في العراق وفي الشرق الأوسط.
النظام الايراني وفي ظروفه وأوضاعه الحالية الصعبة والخطيرة حيث يحدق به الکثير من التهديدات الداخلية والخارجية، خصوصا من حيث الرفض الشعبي الاستثنائي له والنشاطات الاحتجاجية المتصاعدة ضده والتي صار القادة والمسٶولين الايرانيين بأنفسهم يعترفون بها، الى جانب تزايد دور وحضور منظمة مجاهدي خلق داخل وخارج إيران بإعتراف النظام نفسه وتخوفه من دورها في داخل إيران، وإن حديث ضرورة العمل من أجل إسقاط النظام الايراني خدمة ليس للشعب الايراني فقط وإنما المنطقة والعالم، صار حديثا متداولا على أکثر من صعيد ولاسيما بعد أن صار هناك توجه لدعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير، ومن هنا، فإن إصرار وجوه”عريقة”في عمالتها للنظام الايراني على إبقاء ميليشيات الحشد الشعبي تحت مظلة هذا النظام خدمة لمشروع خميني الذي هو أساس البلاء والخراب.